''البرئ'' من أمام الدستورية: ''إحنا مش كلاب الداخلية''
تقرير - محمد شعبان:
أيام ويتم اعتصام أنصار الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، أمام المحكمة الدستورية العليا، شهره الثاني، وبعيدًا عن الأسباب والنتائج، يتواجد مئات الجنود من قوات الأمن المركزي لآداء واجبهم في تأمين مقر المحكمة.
المجندان ''حسام'' و''خميس''، جائا من إحدى القرى البسيطة بمحافظة بني سويف، ليوقعهم القدر بمعسكر ''رفعت عاشور'' للأمن المركزي بطره، ويكلفان بتأمين الدستورية، وكان لنا معهما لقاء.
''حسام'' حاول أن يتماسك خلال حديثه لمصراوي لكنه انهمر في البكاء قائلا: ''أنا معرفش عملت ايه في حياتي وحش علشان أشوف العذاب اللي أنا فيه، انا كنت مرتاح في بلدي بزرع وأقلع، طول عمري ماشي جنب الحيط مليش دعوة إخوان - سلفيين - ليبراليين''.
وتابع المجند:''أنا آخر كلمة قولتها لأمي في مكالمتي ليها امبارح، حضري كفني.. حاسس إني مش هشوفك تاني''.
''خميس''، قال إنه حضر إلى القاهرة في يوليو 2011، وبمجرد انتهاء فترة تدريبه بمعسكر الأمن المركزي وبخروجه للحياة وجد نفسه تارة أمام وزارة الداخلية لتأمينها، وأخرى أمام قصر الاتحادية لتأمينه، وآخرها تأمين مقر المحكمة الدستورية العليا، دون علم بالأحداث أو أطراف النزاع، قائلاً:'' أنا كل اللي عارفه إن بنزل قدام مبنى وبمجرد أسمع الأوامر بضرب وفرق واعتقل في ناس أنا معرفهمش ولا اعرف ذنبهم''.
''فاكر يا حسام أيام البلد والأرض وشوية الشاي بعد العصر قدام الدار.....'' بتلك الكلمات ذكر ''خميس'' زميله ورفيق عمره منذ أيام الصغر بما كانا يفعلانه بقريتهما، لتذرف الدموع من ''خميس'' متذكرًا أمه التي توفيت قبل دخوله الخدمة بقطاع الأمن المركزي بأشهر قليلة، وبسؤاله عنها قال:'' كانت كل حاجة حلوة في حياتي، كان نفسها تشوفني وأنا عريس، نفسي أخد أجازة وأنزل البلد علشان أزور قبرها''.
بعد حالة من الصمت لدقائق معدودة، استكمل الأصدقاء ''حسام'' و''خميس'' كلامهما قائلين:''إحنا انضربنا في محمد محمود بالمطاوي، وواحد زميلنا اتصاب جنبنا برصاص حي'' وتابعا:''احنا ضريبة قرارات السلطة، بننضرب ونتصاب ونتقتل وفي الآخر يتقال علينا كلاب الداخلية، احنا عمرنا ما كنا عاوزين نضرب حد أو نكون سبب في وفاة حد لكن لو منفزناش الأمر هننضرب احنا''.
واختتم الاثنان كلامهما: ''أحنا عسكاكر من عشرات العساكر التي تراها يرتدون الخوذة ويمسكون بعصا ودرع، أحنا من العساكر الذين تراهم قبل الثورة يقفون طوال النهار فى تشريفة رئيس الجمهورية أو احد ضيوف البلاد، وبعد الثورة بتشوفهم قدام وزارة أو سفارة، ذنبنا ايه في كل ده .....منعرفش''.
للتعرف على لجنتك الانتخابية .. اضغط هنا
عبر الموبايل .. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: