البرادعي: دعوة مرسي لإجراء تعديلات على الدستور تشير إلى هزلية الاستفتاء

كتبت- جهاد الشبيني:
ذكر محمد البرادعي، المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية، أن مشروع الدستور سيتم تمريره، وأنه سيكون يومًا سيئًا على مصر، مشيرًا إلى أن مشروع الدستور استقطابي، وتنقصه القيم الإنسانية الأساسية المفترض تواجدها في الدساتير، مثل حرية اعتناق الأديان، وحرية التعبير، واستقلال القضاء.
 
وقال البرادعي، في مداخلة مع شبكة "بي بي إس" الأمريكية: "أنا لست متأكد من أننا في طريقنا إلى التقدم، ومع ذلك، فسنتعامل مع الأمر، ونعتبر هذا الدستور مؤقت، وسنستمر في محاولاتنا للحصول على دستور آخر، لا يستقطب فئة، ولكن يحظى بإجماع من قبل الفصائل المختلفة من المجتمع".
 
وأوضح البرادعي، أثناء حواره في برنامج "نيوز آور" أن مصر تنقسم إلى جبهتين، الأولى هي الطبقة المتوسطة المتعلمة، وهي نسبة الـ36% التي رفضت الدستور، والجبهة الأخرى هم الذين يطلق عليهم وصف "إسلاميين" الذين تبلغ نسبتهم 30% ويتمتعون بمساندة الأغلبية الأمية.
 
ورأى البرادعي أن ثلت الشعب الغير متعلم تم إقناعه بأن يوافق على الدستور، لأن في هذه الطريقة وسيلة لتحقيق الاستقرار، موضحًا أن لديهم حق في التفكير بهذه الطريقة، لافتًا إلى أن الرئيس مرسي يحتاج إلى التوفيق بينهم وبين الطبقة الأخرى المتعلمة.
 
وفي هذا الشأن، أوضح البرادعي: "يحتاج مرسي إلى أن يجعل الناس المؤهلين والمحترفين جزءًا من النظام، لأنهم هم القادرين على إنعاش الاقتصاد، والتعليم، والرعاية الصحية، وكافة الاحتياجات الأساسية التي تنقصنا الآن" وأضاف: "لم يكن هذا ما نتوقعه بعد انتفاضة يناير، وكنا في حاجة إلى وثيقة توحد جميع الأطراف".
 
ورأى البرادعي أن الحوار حول الدستور كان لابد ألا يكون عن المواد المتعلقة بتطبيق الشريعة، ولكن كان من المفترض أن يكون الحديث عن التعليم والرعاية الصحية، لأن هذا هو ما يهم المواطن، بحسب تعبيره.
 
وحول دعوة مرسي للحوار مع المعارضة بشأن إجراء تعديلات على بعض مواد الدستور والوصول إلى اتفاق، فقال: "دعوة مرسي إلى تعديل الدستور بدءًا من الغد تعتبر مؤشرًا حول مدى هزلية العملية من البداية".
 
وفي نهاية مداخلته، أعرب البرادعي عن أمله في الحصول على تأييد الأغلبية الشعبية خلال إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرًا إلى أن المعارضة حصلت على 23% في الاستفتاء الماضي، وحصلت على 36% في الاستفتاء الحالي.