''عمرى عشان الأهلي يهون''.. بورسعيد حققت الأماني بالدم (صور)
مهما تحدثنا.. ومهما سردنا.. ومهما كتبنا.. لن نُوفى الشهداء حقهم.. استشهدوا لماذا؟.. لأجل الوطن - كما حدث خلال ثورة 25 يناير - أم لأجل التعبير عن الحرية - كما حدث في ماسبيرو - أم لأجل مؤازرة ناديهم - كما حدث أخيرًا في مجزرة بورسعيد.
تقرير- أحمد الشمسي:
أكثر من 70 شهيدًا راحوا ضحايا هذه المجزرة.. أكثر من 70 روح زُهقت بسبب مؤامرة - وفقًا لأقوال البعض - كانت مدبرة بحنكة لادخال البلاد إلى الفوضى.
''قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن
قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟
ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن
ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم؟؟
قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن
أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان -
الكفن!''
أبيات للشاعر الجنوبي أمل دنقل؛ تذكرتها وقت أن رأيت تلك الصورة... صورة تغنى عن التعليق.. صورة لأب يجلس فى ذلك المسجد - ينظر بعينيه التي أغرورقت بالدموع - إلى كفن ابنه.. ذلك الابن الذي لم يرد إلا أن يؤازر ناديه.
إنها تأتي من بعيد.. نعم.. إنها عربة الاسعاف التي تحمل بداخلها فلذة كبدي.. نعم ها هو جاء.. يا ترى هل أستطيع ان أراه للمرة الأخيرة.. أم أن هذا الكفن سيكون حائلاً من أرى ابني لآخر مرة.
تقترب سيارة الاسعاف.. وتقف الأم شريدة الذهن - تتذكر ذكرياتها مع ابنها وكيف كان يروي لها قصة حبه مع النادي الأهلي - تقف عربة الاسعاف أمام الأم لتقطع تفكيرها عما كان يدور بخاطرها.. تنتظر.. وتنظر.. وتتساءل "يا ترى من هو بين هذه الأكفان؟".. كلها أكفان تحمل بداخلها ضحايا.. فمن هو بينهم.. كلها أجساد تتشابه داخل الأكفان.. فمن هو بين هذه الأكفان.. ربما يكون هو ذلك الكفن الذي خرج من السيارة توًا.
يقول الشاعر الجنوبي أمل دنقل..
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: