إعلان

هيكل يكشف وجه التشابه ''الوحيد'' بين مبارك والسادات

01:10 م الثلاثاء 07 فبراير 2012

القاهرة- واصل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، شهادته على عصر الرئيس السابق حسني مبارك عبر كتابه ''مبارك وزمانه.. من المنصة الي الميدان'' متحدثا عن عن هاجس التامين الذي كان يسيطر علي عقل مبارك، لدرجه انه كان لا يكتفي بغلق الطرق من الجانبين، بل كان يأمر بغلق المجال الجوي ايضًا. 

واشار هيكل، الي ان هذا الهاجس زادت سيطرته علي عقل مبارك، بعد حادث المنصة واغتيال الرئيس السادات، وان هذا الهاجس كان يشغله منذ ايام الرئيس السادات، وبدأ هيكل الحلقة المنشورة بجريده ''الشروق'' يوم الثلاثاء بسرد تفاصيل خطه تامين السادات لنفسه واهتمامه الكبير بهذا الجانب، ليوضح المفارقات في سيطرة هاجس التامين علي مبارك.

قال هيكل، ان السادات كان هو الآخر لديه هاجس التامين لدرجه انه استعان بهنري كسينجر وزير الخارجية الامريكي وقتها ليرسل له خبراء امريكان ليضعوا له خطه التامين، وبالفعل تم وضع خطه أمريكية خالصه لتامين السادات، وكانت خطة الامن اوسع من مجرد تشديد الحراسة حول الرئيس حيث يكون او حين يتحرك.

وحسب هيكل فقد كان من ضمن بنود خطه التامين مثلا ان تتعدد اماكن اقامه الرئيس في اكثر من مكان، بحيث لا يستطيع احد ان يخطط لشيء اثناء وجوده لمده معلومة في مكان معين، كما تضمنت الخطة ان حرسا خاصا وسلاحا مختلفا وتدريب اعلي وقيودا وحدودا تطبق في اي مكان يتواجد فيه الرئيس، مع ضرورة تامين اي موقع يحل فيه قبل دخوله اليه بست وثلاثين ساعة علي الاقل.

ومن بين بنود خطه تامين السادات - كما سردها هيكل ايضا- ان يكون معظم تواجده في مناطق تسهل السيطرة عليها، كما يسهل عزلها عما حولها، كما تتنوع امكانيات الخروج السريع منها في حالات الطوارئ، كان تكون بها مساحات صالحه لاستعمال الهليوكوبتر او مجاري مياه لاستعمال القوارب، الي جانب الطرق المفتوحة للسيارات، وان تكون هناك مواقع تمركز جاهزة لتسكين مجموعات من سرايا القوات الخاصة من الحرس الجمهوري تتحرك مع الرئيس حيثما ذهب.

كما اشتملت الخطة - وفقا لهيكل- ان ترصد حوافز ومكافآت خاصه لقوات البوليس التي تصطف علي طرق المواكب اذا ما اضطر الرئيس – لسبب من الاسباب- ان يتحرك وسط مدن، وان تتميز هذه المكافآت عن غيرها بان توضع في اظرف خاصه عليها شعار رئاسة الجمهورية، تذكر من يتسلمها –ولو بالإيحاء- انها من و''لي النعم''.

وقال هيكل بعد سرد تلك الخطة انه مرت قرابه عشر سنوات وتوالت احداث، وطرأت متغيرات، لكن القدر ضرب ضربته في يوم 6 اكتوبر 1981، ووقع اغتيال الرئيس السادات علي منصة العرض العسكري، بواسطه ضابط في القوات المسلحة، بيده مدفع رشاش من صنع روسي، وفي جيبه مسدس من صنع امريكي.
واكد هيكل ان مبارك خطي من المنصة الي القصر الجمهوري وكان اول اجتماع حضره بعد توليه الرئاسة، كان مع مسئولي الامن والتامين، بداه بان اجراءات والتامين التي اتخذت لحمايه سلفه لم تثبت كفاءتها، بدليل نجاح خطه الاغتيال التي كان هو شاهدًا عليها، وافلت بمعجزه من ان يكون احد ضحاياها.

واكد هيكل انه في اجتماعات توالت بعد ذلك لبحث امن وتامين شخص الرئيس تولي مبارك بنفسه وبتجربته الخاصة اضافه اجراءات اوسع وابعد، منها اغلاق المجال الجوي وقت تحليق طائره الرئيس فيها، وعلي طول الطريق الذي تسلكه.

كما تضمنت الاجراءات التي وضعها مبارك لتامين نفسه - حسب هيكل- اغلاق الشوارع من الجانبين اثناء مرور اي موكب رئاسي، وهنا اوضح هيكل ان الرغبة في تسهيل المرور خصوصًا علي طريق مطار القاهرة تدعو مرات الي اغلاق الطريق من الجانب الذي يتحرك الموكب عليه، وحدث مره من المرات ان لاحظ وهو في طريقه الي مطار الماظه ان الناحية الأخرى من الطريق مفتوحه للمرور، وعندما وصل مبارك الي الماظه طلب التحقيق بنفسه مع المسئول ودعي قائد المرور في المنطقة الي المثول امام الرئيس، وعندما ابدي الرجل عذره بانه فتح الجانب الآخر من الطريق بناء علي طلب ملح من مسئولي مطار القاهرة، لان عده طائرات محمله بالسياح علي وشك الاقلاع، بينما ركابها متأخرون بسبب موكب الرئيس، فثار مبارك علي مدير المرور، وعندما سمع عباره تامين وصول سياح الي المطار زاد غضبه قائلا:'' ما هو الاهم؟.. تامين السياح او تامين الرئيس؟''، واضاف:'' ليس هناك هدف في الدولة المصرية اكثر اهميه من تامين الرئيس''.

واوضح هيكل ان هاجس امن وتامين الرئيس وصل بمبارك وحاشيته الي درجه عبثيه، لدرجه ان تكاليف وجود مبارك في شرم الشيخ – المدينة التي نصحه بها الامريكيون لزياده تأمينه- كانت تصل الي مليون جنيه يوميًا، حيث كان حوله موظفو ديوانه وحرسه وكاتب الاتصال مع الدولة وزوار قادمون وذاهبون، ومسئولون لديهم ما يعرضونه او يسالون فيه، وسفر الجميع الي شرم الشيخ مهمه لها تكاليفها من مواصلات واقامه وبدل سفر، خلاف مصروفات تتحملها جهات اخري في الدولة.

اقرأ أيضا:

هيكل يكشف هوس مبارك بـ''الجزم''.. وسر اطاحته بأبو باشا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان