عمر حسانين: يا ريسنا الدكتور مرسى.. أنت أكيد فى مصر!
يعيش جهاز الشرطة حالة من القلق والارتباك، الذى يصل إلى الخوف، والأسباب فى ذلك كثيرة، أهمها يقين هذا الجهاز بوجود ثأر بينه وجماعة الإخوان المسلمين، وأخطرها أن الرئيس المنتخب وزع فى خطابه الأول باقات -كاملة- من الحب والاحترام والتقدير لكل الأجهزة، عدا الشرطة التى خص فيها الشرفاء فقط بالاحتفاء، أما الذين ارتكبوا الجرائم - حسب كلام الرئيس- فـ (........)، ترك كل مواطن يكمل ما بعد التوقف بنفسه، حسب هواه ورغبته.
والرئيس لم يفتر على جهاز الشرطة، فقد عايش ما فيه من سوء بنفسه، تعرض للاعتقال والاحتجاز والاستجواب، لكن الشرطة مثل كل أجهزة الدولة، كانت تنفذ سياسات نظام، لم يكن يقبل بوجود معارضة حقيقية، نظام كان يكره التيار الإسلامى، كراهية الموت، وكانت كل الأجهزة -مثل الشرطة- تنفذ نفس السياسات، وجميعها معطوب وبه عيوب، فمثلاً الجرم الذى تعرض له قطاع التعليم لا يقل خطورة عما سواه.
ولأن الرئيس أكد أنه لا تخوين ولا انتقام ولا تصفية حسابات على ما مضى، فتدارك ما جاء فى الخطاب وزار الشرطة فى بيتهم بـ الأكاديمية، التقى قيادات الجهاز وتم الاتفاق على بدء مرحلة جديدة، تعلو فيها مصلحة المواطن والوطن، تصان فيها الحقوق، ويطبق القانون على الجميع دون تمييز أو مجاملة، مرحلة يعم الأمن فيها ربوع مصر.
والأمن هو حجر الزاوية فى كل دول العالم، لا يتحقق التقدم إلا به، فالإنسان يستطيع أن ينام جوعان أو بردان، وقد يغالبه النعاس وهو معتل الصحة، لكنه لا يمكن أن يغمض جفنه أبداً وهو خائف، فاقد للأمان، حتى لو كانت معدته منتفخة من الطعام، يلتحف أفضل الأغطية، خزانته مكتظة بالأموال.
وكى يتحقق الأمن فى صورته الكاملة، لابد أن تحدث المصالحة الكاملة بين المواطن وجهاز الشرطة وأن تبدأ صفحة جديدة عنوانها (مصر قبل الجميع)، لابد أن تنتهى تماماً حالة الاحتلال التى تعرضت لها الميادين والأرصفة وكثير من الشوارع، وأن تتحرك سيارات الدورية فى الشوارع ويتم تفعيل حقيقى للأكمنة الثابتة والمتحركة، وتنتهى حالة (العك المرورى) التى هى سمة المحاور والطرق.
لابد أن يجد المواطن من يجيبه وينتقل إليه، إذا ما استنجد بالخدمات العاجلة من نجدة أو إنقاذ أو حماية مدنية، لابد أن تتبدل نظرات الشك والعبوس، التى تكون أول ما يقابل كل قاصد لقسم أو نقطة شرطة، وضرورى أن تتبدل مفردات قاموس يحمل من الألفاظ السيئة الكثير، يجب أن نرتقى بفرد الشرطة، نعلمه ونثقفه ونرتقى بمستواه، حتى يستطيع أن يؤدى رسالته بنجاح.
تبقى الإمكانيات التى تعين جهاز الشرطة على تحقيق رسالته، من أجهزة متطورة ووسائل حماية ومعدات ومركبات، فالعنصر البشرى لا يستطيع أن يحقق الأمن دون إمكانيات تقنية عالية.
اقرأ أيضا:
بالفيديو ..مرسى يؤدي القسم الجمهورى أمام الثوار بميدان التحرير
فيديو قد يعجبك: