إعلان

انتقادات لاذعة بين وائل غنيم وعمرو حمزاوي على ''فيسبوك''

05:48 م الخميس 27 سبتمبر 2012

كتبت - راتان جميل:
شهد موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك'' سجالا حادا بين الناشط السياسي، وائل غنيم، والدكتور عمرو حمزاوي، عضو مجلس الشعب المنحل، حول مطالبة الآخير بالتدخل الدولي للضغط على تيار الإسلام السياسي، لوقف تلاعبه بالحقوق والحريات وهوية الدولة المدنية في الدستو – على حد قوله.

ووجه غنيم، رسالة لاذعة لحمزاوي عبر صفحته الرسمية، تحت عنوان ''أنا آسف يا عمرو !''، قال خلالها: ''لم أصدّق عينيّ وأنا أقرأ ما كتبت.. لسنا من فاقدي الثقة في أنفسنا وفي شعبنا لنهرع طالبين العون من دول دعمت الدكتاتورية لعقود في بلادنا ..لن يكونوا أحرص على مصلحتنا منا ..ولا يمكن أن يأتي اليوم الذي نستقوي بهم على أهلنا ..قامت ثورتنا فلم يدعموها إلا بعد أن رأوها تنتصر ..أتخشى على مصر بعد أن خرج عشرات الآلاف من الشباب غير عابئين برأي وغير حاملين لسلاح إلا ثقتهم بأنفسهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل وطن حر لن يقبلوا بعودة الاستعباد فيه مرة أخرى تحت أي مسمّى؟''.

وتعجب غنيم قائلاً: ''أتفعل ذلك اليوم بعد ثورة انتصرت فيها إرادة شعب على نظام جاثم على صدورنا لعشرات السنين بجنوده وأسلحته ومخابراته وأمن دولته وشبكات تزوير انتخاباته ورجال أعماله وأمواله ودعم عشرات الدول الشقيقة وغير الشقيقة له؟!''.

وأضاف: ''لم أصدق ما قرأته منك من استقواء بغير المصريين في شأن شديد المصرية.. في دستور مصر الثورة! دستورنا سنبذل في سبيل أن يكون دستورا لكل المصريين كل جهدنا وطاقتنا.. لن نسمح إلا أن يكون دستورا معبرا عن روح الثورة.. ولكننا في سبيل ذلك لن نتحدث إلا مع المصريين ..مع القوى السياسية .. مع مؤسسة الرئاسة .. مع الشخصيات العامة .. مع النخبة ..مع أبناء الشعب المصري''.

واختتم غنيم رسالته قائلاً: ''عزيزي عمرو ..راجع نفسك واسألها.. أين سيكون مآل ما كتبته حينما ترصده كتب التاريخ إن ذُكر ..أنا آسف يا عمرو ..ما فعلته لا يمثلني''.

وجاء رد حمزاوي على غنيم، في رسالة مُطولة تحت عنوان: ''عن أي استقواء بالخارج تتحدثون؟''، قال فيها: ''عزيزي وائل غنيم، أقدر ملاحظاتك على مقالتي أول أمس والتي عنونت ''الدستور ليس قضية داخلية فقط'' وأدرك أيضا أن الجدل الدائر بشأن المقالة يحتاج لتوضيحات إضافية.. إذا أشكرك على ما كتبت ولا داعي للاعتذار الذي صدرت به ملاحظاتك، فأنت تعلم إنني احترم للغاية من يختلف معي في الرأي واجتهد في ذات الوقت للدفاع عن مبادئي وأفكاري''.

وقال حمزاوي موجهًا خطابه إلى ''غنيم''، إن مصر لا تعيش في فراغ أو عزلة عن عالمها ولديها التزامات دولي متنوعة، من بينها تلك المرتبطة بالمواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والحريات الشخصية والعامة والتي صاغها وادخل عليها الكثير من التعديلات ضمير البشرية واستقرت على إتباعها.

وأضاف: ''لا أعتقد أنك ستختلف معي في أن عالمنا المعاصر أصبح يرى في المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وفي المساواة الكاملة بين المواطنات والمواطنين دون تمييزعلى أساس الدين أو العرق أو غيرهما وفي منع انتهاك الكرامة الانسانية بإتجار بالنساء أو بشروط عمل غير عادلة وفي احترام الحريات الدينية والثقافية مرتكزات أساسية للبشرية وللعيش المشترك على كرة أرضية يجمع شعوبها المختلفة أكثر مما يفرقها، هذه هي نقطة انطلاقي، سياق عالمي لا يخيفني ولا تتحكم به حكومات القوى الكبرى فقط، بل فاعل به منظمات دولية وبرلمانات ومجتمع مدني تعبر مجتمعة عن ضمير البشرية.

فهل بالدعوة للتواصل مع هذه الجهات في ما خص دستورنا استقواء بالخارج؟ لا أرى هذا أبدا، بل على العكس هنا مسعى لتثبيت ارتباطنا بالعالم وأهمية أن نصل في مصر لمستويات أعلى في الالتزام بالمواثيق الدولية عن ما كان سائدا زمن الاستبداد وغياب الديمقراطية، زمن ما قبل 25 يناير''.

واستطرد حمزاوي رسالته قائلاً: ''هل التواصل مع المنظمة الأممية لحقوق الإنسان والبرلمانين الأوروبي والأفريقي بشأن قضايا الحقوق والحريات به استقواء بالخارج؟ لا، مضمونه هو تنشيط رأي عام عالمي يقول لنا في مصر وللأطراف المسيطرة على المشهد السياسي أن مصر ينتظر منها الكثير عالميا وبكل تأكيد لا يتوقع منها بعد الثورة العصف بالمساواة بين المرأة والرجل أو بالحريات الدينية.

هل في حوارات، هي تدور بالفعل وتشارك بها أحزاب الإسلام السياسي أكثر من غيرها وبالطبع لأهميتها الراهنة، مع برلمانات الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى دعوة للاستقواء بالخارج وتدخله في شئوننا؟ بكل تأكيد لا، بل إخبار برلمانات منتخبة، ولم أشر إلى حكومات وأن كان البعض بين ظهرانينا يتواصل مع حكومات الغرب يوميا، بما يجري في مصر على صعيد المسألة الدستورية لكي يدركوا أهمية الضغط الإيجابي وصولا لدستور يرقى لمستوى تطلعاتنا وما يتوقعه العالم منا''.

وتابع: ''هل نسيت أن المنظمات الدولية والبرلمانات المختلفة اهتمت دوما قبل 25 يناير بقضايا مصر وذهبت إليها منظماتنا الوطنية المدافعة عن حقوق الإنسان والكثير من معارضي نظام الاستبداد السابق لتحقيق الضغط الإيجابي الذي أتحدث عنه؟ هل نسيت أن منظمات حقوق الإنسان حملت لهذه الجهات قضايا مرتبطة بقمع الاخوان والمعارضة المدنية، وقضية أيمن نور (لا أعاده الله ولا غيره أبدا إلى السجون والمعتقلات) وتبنتها بشجاعة وجلد السيدة جميلة إسماعيل؟ هل نسيت أن جلسات استماع كثيرة عقدت بشأن مصر في البرلمانات الأوروبية والكونجرس الأمريكي، ولم يشارك بها مصرية واحدة أو مصري واحد طلبا للتدخل الخارجي، بل لدعم الضغط الإيجابي لدفع مصر باتجاه ديمقراطية وحقوق إنسان هما في صدارة أهداف الثورة العظيمة؟ هل نسيت أن المواقف الدولية تؤثر علينا ولا نملك ترف تجاهلها؟''.

وقال حمزاوي: ''عزيزي وائل، وبصدق أن دعوتي ليست للاستقواء على الإطلاق ولا تنتقص من الكرامة الوطنية قيد أنملة، ويعلم الله عدد المرات التي رفضت بها لقاء مسئولين غربيين لرفضي لموافقهم المتعنتة من حقوقنا وحقوق العرب، أو لانحيازهم لإسرائيل أو ببساطة لإنني وجدت بسياق اللقاءات ما ينتقص من قدر مؤسساتنا الوطنية كالبرلمان (كأن تدعى مثلا وأنت برلماني للقاء عضو مجلس شيوخ امريكي في فندق أو في سفارة دولته ولا يأتي هو لك في مؤسستك الوطنية)، لا يزايد علي هنا، ولا وفي قضايا مبدئية أخرى، وبالتأكيد، ولا أعنيك انت، ليس ممن يتحدثون مع حكومات الخارج بلغة ومعنا في  الداخل بلغة أخرى وممن يهرعون للقاء المسئولين الغربيين وحضور احتفالات السفارات، بعيدا عن اعتبارات الاحترام بل والتقديس لمؤسساتنا الوطنية''.

وأضاف: ''هالني أيضا أن تفسر إلدعوة للتواصل مع العالم بشأن الدستور كبديل يستقوي بالخارج على حساب مصر ومواطنيها وقواها ومؤسساتها. على العكس تماما، يقيني أن الدستور وكافة القضايا الأخرى ستحسم بالأساس داخليا ولست بخائف على مصر بعد الثورة العظيمة، ولم أكن خائفا يوما واحدا قبلها. ثقتي في أن مصر ستنجح بشبابها وقواها ومؤسساتها لا حدود لها، وأؤمن بأن الديمقراطية قادمة لا محالة.''.

وتابع: ''لم استبدل الداخلي بالخارجي، بل انطلق من الاشتباك الإيجابي في الداخل ومع الجميع وبحركة سياسية وجماهيرية منظمة للاشتباك الإيجابي مع خارج لا أخاف منه ولا اختزله. تعلم إنني دوما ما رفضت الاستقواء بالعسكر على صندوق الانتخابات وأختلفت مع الكثير من القوى المدنية هنا، واليوم لا استقوي بالخارج بل أتواصل معه في حين يستمر اشتباكي مع الداخل وبتفاؤل وانتباه تام للتحديات التي تواجهها كتابة دستور يريد البعض بين قوى الإسلام السياسي أن يوطفه للعصف بالحقوق والحربات والطبيعة المدنية للدولة ولفرض نظرة رجعية على مجتمعنا، وتعلم أكثر من غيرك أن حملات تشويه الرأي وترويج الإتهامات، ولا أشير لملاحظاتك التي صيغت بتحضر بل لردود أفعال أخرى، لا تقلقني ولا تهزني ولا تدفعني لردود غاضبة. حبي لمصر وتقديسي لوطنيتي وانفتاحي على العالم دوما ما مكنوني معا من مواجهة مثل هذه الأمور والتعامل معها بالوضوح الذي تستحقه''.

واختتم حمزاوي رسالته لـ''غنيم'' قائلا: ''عزيزي وائل، لم ولن أستقوي بالخارج كما لم اطلب مساعدة العسكر وكما لم أؤيد مرشح رئاسي للنظام السابق خوفا من الإسلاميين. بل الهدف هو تواصل وضغط إيجابي لمع عالم لا أخشاه ولا يستبدل الاشتباك في الداخل دفاعا عن دستور يليق بنا وديمقراطية نستحقها، لا تعتذر وأنا هنا أوضح موقفي لك وللرأي العام ولا أتراجع عن قناعات أثق في صوابها، مراجعة الذات ضرورة وتعلم إنني لا أتردد في القيام بها وأدعو الله أن لا أفقد الشجاعة الأدبية والسياسية اللازمة لها''

ودعا عمرو حمزاوي وائل غنيم لإعادة النظر في حديثه عن الاستقواء بالخارج والتفكير في علاقة مصر بعالم لا ينبغي أبدا أن يختزل لحكومات ولمصالح، بل ضمير بشري يدافع عن الحقوق والحريات مكاننا بين جنباته وليس خارجه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان