الإمام الأكبر: مستعدون للتعاون مع الجميع لتحقيق المصالح العليا للوطن
كتب - مصطفى حمزة:
أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، اليوم الخميس خلال لقاؤه بوفد من النشطاء المؤسسين للجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر، على رأسهم عزيز وجيه أباظة، ومجموعة من الأساتذة والمفكرين والنشطاء الاجتماعيين، على أن الأزهر سيظل بعيدًا عن الاستغراق في الأمور السياسية، فهو لا يلعب دورًا سياسيًا، وإنما ينطلق من الواجب الوطني، مشيرا إلى أن الفكر الإسلامي يسع كل التيارات والأفكار الوسطية.
واستعرض الطيب دور الأزهر في السنوات الثلاث الأخيرة، وما بذله من مجهودات في شأن إصلاح التعليم في مراحله المختلفة، للعودة بالمنتج البشري إلى مكانته المرجوة بعدما حُرِّفت المناهج الدراسية وقُلِّصت لتنتج ثمارًا أزهرية ممسوخة، مشيداً بتجربة الشعبة الإسلامية في عشر محافظات، وتحسين أوضاع المعلمين المالية، وعقد الاتفاقيات مع بريطانيا ليكفل معرفة الأزهريين باللغات الأجنبية لتنمية قدراتهم.
وأضاف الإمام الأكبر أن الأزهر يعكف على اختيار وتدريب مجموعات من الوعاظ ليقوموا بعرض الإسلام الصحيح على الناس، وليتمكنوا من المواجهة الفكرية للمدّ المتشدد، معربا عن استعداد الأزهر لإرسال قوافل دعوية تجوب المحافظات والقرى، بالتنسيق مع الجهات المعنية، كما أبدى استعداد الأزهر لطبع كتابين شهريًا، بالتوازي مع تطوير مجلة الأزهر.
ورحب الدكتور محمد مهنا بالوفد، واصفًا إياهم بمحبي مصر والأزهر، الذين وَقَرَ في قلوبهم الأزهر الذي هو ضمير الأمة، ورمانة الميزان، فكوَّنوا مجموعة للعمل على دعم الأزهر ليكون معبرًا عن حقيقة الإسلام الوسطي الذي تأصل عبر سنوات طوال.
وعرض عزيز أباظة فكرة إنشاء الجبهة، مؤكداً أنها وجدت لتكون وسيلة من وسائل الدعم للأزهر الشريف، مهنئًا الأزهر وهيئة كبار العلماء بالاختيار العظيم لفضيلة المفتي الجديد.
وطرح محمد زكريا محي الدين عدة نقاط تهدف الجبهة لتوعية الناس بها، من بينها التعريف بوثائق الأزهر الشريف المتعددة، والعمل على ضمان ممارسة الحريات وحقوق الإبداع، والمطالبة بالدفع في اتجاه تجريم الفتاوى الضالة.
وأعرب الدكتور جابر نصار عن شغفه عندما علم بهذه الجبهة، لأن الأزهر هو الممثل للوسطية، مطالبا بأن تكون الجبهة ضمن جمعية أهلية للدفاع عن الأزهر لتكسب مصداقية أكثر، وناشد فضيلةَ الإمام إصدار رسالة إلى الأمة ولو شهرية يعبر فيها الأزهر عن رأيه فيما يدور في الواقع المصري من أحداث، وتمنى أن تكون هناك فكرة لتنظيم الفتاوى؛ بحيث يتم توسيع دائرة اختصاص كبار العلماء لتشمل الإشراف على الفتاوى، لنَخرُج من الفتاوى الشخصية إلى نطاق الفتاوى المؤسسية.
وتطرق الدكتور عمار علي حسن إلى مجموعة من الأفكار التي قام بطرحها على شيخ الأزهر، من بينها ضرورة أن يجدد الأزهر فكرة القوافل الدعوية التي تعمل على نشر الفكر الإسلامي المعتدل، سواءً بالانفراد أو بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة.
وأكد حسن على أهمية إصدار الأزهر لمطبوعات بالاتفاق مع هيئة قصور الثقافة أو هيئة الكتاب، لتصدر سلسلة عن الإسلام في مائة عام، والسعي إلى إنشاء قناة فضائية للأزهر، أو على الأقل أن تكون له قناة على شبكة الإنترنت يمكن من خلالها التواصل مع الناس لطرح الجوانب الأخلاقية، والعمل على إنشاء موقع الكتروني نشط باسم الأزهر، ينتج مواد قابلة للقراءة، مكتوبة بلغة عصرية، لتلقى قبول الأجيال الجديدة.
وأجاب الدكتور رأفت واصف عن تساؤل توقع طرحه، وهو لماذا يحضر قبطيّ في هذا اللقاء وينضوي تحت جبهة تحمل اسم الأزهر؟، قائلاً: «إن الأزهر كان - ولا يزال - بيتًا لكل المصريين المسلمين والمسيحيين، ومما ساءني التطاول على الأزهر في بعض الفضائيات، فلما سمعت بإنشاء الجبهة سارعت بالانضمام لها، فالأزهر قامة ينبغي ألا تمس بسوءٍ من أحد».
وذكر الأستاذ طارق المسيري في كلمته أن بداية نشاط الجبهة كان بالقيام بقوافل طبية لعمل فحوصات للناس في العشوائيات، وأنهم يطمحون في التنسيق مع الأزهر بالتواجد معهم في مثل هذه الأنشطة لمنحهم مزيدًا من المصداقية.
وعبر العميد محمد بدر عن أمله في أن تكون الجبهة ظهيرًا للأزهر لينال استقلاله بالمعنى الحقيقي، حتى في ميزانيته، وأن ينضوي تحت مؤسسة الأزهر وزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
وأكد السفير يحيى نجم على ضرورة استماع الأزهر للناس، والتفاعل معهم، والالتحام بهم، فالأزهر قلعة يجب أن تفتح أبوابها للناس، بالقوافل الدعوية، والمؤتمرات في المحافظات، وترجمة الكتب لنشر الدعوة بالخارج، والاتصال بالكنيسة للقضاء على عقبات الوحدة الوطنية.
وأبدت ألفت عبد ربه سعادتها بوجودها في حضرة الإمام الأكبر الذي حاز إجماع الناس عليه، وهو أمر لم يحدث من قبل، وطلبت من الإمام تفعيل وثيقة المرأة، ومساندتها ضد الانتهاكات التي تتعرض لها في الفترة الحالية، كما دعت فضيلة الإمام لزيارة مدينة بورسعيد.
حضر اللقاء من مستشاري شيخ الأزهر الدكتور محمد مهنا، والدكتور محمود عزب، والسفير عبد الرحمن موسى.
فيديو قد يعجبك: