إعلان

365 يوم ''إخوان'' أنهت الصداقة بين''قصر الاتحادية'' و''المقر البابوي''

11:26 م الأحد 23 يونيو 2013

كتبت- عزة جرجس:

في مثل هذه الأيام من العام الماضي، تولى محمد مرسي، رئاسة الجمهورية، بعدما حاز على 13 مليون صوتا فيما حصل منافسه أحمد شفيق على 12 مليون صوتا، وبمرور عام على تولي ''مرسي'' زمام الأمور تبلورت بشكل واضح علاقته بالأقباط، الذين قام عدد كبير منهم بالتصويت لأحمد شفيق، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية تخوفا من التيار الإسلامي.

عام يمر على رئاسة مرسي للبلاد و ثمانِ أشهر على تولي البابا تواضروس الكرسي المرقسي، وفي هذا العام بدأت مرحلة الشد والجذب بين مؤسسة ''الرئاسة'' و''الكنيسة''، وبالطبع أثر ذلك على الأقباط الذين بدأوا يخرجوا إلى الشارع مشاركين القوى الوطنية المعارضة لتواجد الإخوان المسلمين للحكم، فيما تزايدات أحداث الهجوم على الكنائس والاتهامات بازدراء الأديان للأقباط، كل هذا كشف عن بداية مرحلة جديدة من نهاية الصداقة بين''قصر الاتحادية'' و''المقر البابوي''

وبداية من عدم حضور مرسي لمراسم رسامة البابا تواضروس في نوفمبر الماضي، مرورا بانسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية للدستور، وحتى أحداث الاعتداءات الأخيرة على الكاتدرائية المرقسية والمقر البابوي بالعباسية، ظهرت ملامح ''عدم الاستقرار'' بين مؤسسة الرئاسة والكنيسة، على عكس ما كان يحدث في عهد النظام السابق و الفترة الانتقالية التي تولت فيها القوات المسلحة البلاد، فعلى الرغم من ''مذبحة ماسبيرو'' ظلت الكنيسة تحافظ على علاقاتها بقيادات القوات المسلحة وتدعوهم لاحتفالاتها بالأعياد، كما أمر حسين طنطاوي، القائد العام السابق للقوات المسلحة، بتجهيز طائرة خاصة لنقل جثمان البابا شنودة لمدفنه بوادي النطرون، الموقف الذي اعتبره البعض نوعا من ''المصالحة'' مع الأقباط بعد حادثة ماسبيرو.

الرئيس مرسي الذي لم يزر المقر البابوي مطلقا، اكتفى بالاتصالات الهاتفية بالبابا تواضروس لتهنئته في الأعياد، كما أجرى اتصالا به عندما تم الاعتداء على الكاتدرائية والمقر البابوي، مؤكدا أن ''الاعتداء على الكاتدرائية هو اعتداءً عليه شخصيا'' فيما خرج عصام الحداد، مساعد الرئيس للشئون الخارجية في بيان باللغة الإنجليزية ليقول أن ''الأقباط هم من اعتدوا على السيارات المارة في شارع رمسيس أثناء تشييع الجنازة، فقامت الشرطة بالتدخل وقامت بالقاء الغاز المسيل للدموع على المقر البابوي''.
البيان اعتبره المجلس الملي للكنيسة القبطية، ثانِ أكبر مركز لصنع القرار في الكنيسة بعد المجمع المقدس، '' تقاعس القيادة السياسية للبلاد عن تقديم الجناة المعروفين في أحداث سابقة للعدالة، أو اتخاذ أي موقف حاسم حقيقي نحو إنهاء الشحن والعنف الطائفي الآخذ في التصاعد بدون رادع'' محملا رئيس الجمهورية وحكومته المسئولية الكاملة عن غياب العدل والأمن.

الأمر لم يقتصر على المجلس الملي، البابا تواضروس هو الآخر خرج على وسائل الإعلام، متهما الرئيس بـ''الإهمال'' في تصريحات شديدة اللهجة تصدر لأول مرة عن ''بابا'' الكنيسة الأرثوذكسية، وقال أن الرئيس ''فشل'' في حماية الكاتدرائية. ومؤخرا أرسل البابا تواضروس ''الأنبا دانيال'' لحضور جلسة الحوار الوطني، التي عقدت بقصر الاتحادية مطلع الشهر الجاري، وذلك لمناقشة أزمة ''سد النهضة''، وقال دانيال:'' أن الدولة الأثيوبية، دولة مدنية، وقد يؤثر بالسلب تدخل بطريرك أثيوبيا لحل الأزمة '' منهيا بذلك إمكانية تدخل الكنيسة المصرية لحل الأزمة مع إثيوبيا.


نقاط التصادم بين ''الكنيسة'' و''الرئاسة''

30 يونيو 2012: تولي محمد مرسي رئاسة البلاد
أغسطس 2012: حادثة دهشور وتهجير الأقباط بعد مشادة نشبت بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية على خلفية حرق مكوجي مسيحي لقميص آخر مسلم.
أكتوبر 2012: القبض على طفلين ببني سويف واتهامهما بازدراء الأديان.
أكتوبر 2012: انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية للدستور.
نوفمبر 2012: الاعتداء على مبنى خدمات بشبرا الخيمة،حيث قام مجموعة من السلفيين بوضع لافتة باسم مسجد الرحمة على ارض مخصصة للكنيسة.
مارس 2013: الاعتداء على كنيسة مارجرجس بكوم أمبو على خلفية، اشاعة بوجود فتاة مسلمة بداخلها تبين فيما بعد أنها هربت من عائلتها لشرم الشيخ وقامة الشرطة بإعادتها
مارس 2013: أحداث الخصوص ومقتل خمسة أقباط.
إبريل 2013 : الاعتداء على المقر البابوي بالعباسية أثناء خروج جنازة شهداء الخصوص.
يونيو 2013: الحكم على معلمة الأقصر دميانة عبد النور، بغرامة مائة ألف جنيه وذلك لاتهامها بازدراء الأديان.
سبتمبر 2012: القبض على ألبير صابر عياد بتهمة ازدراء الأديان.

علاقة ''تواضروس'' بـ''مرسي'' جافة

عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي والخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، يرى أن الكنيسة تغيرت كثيرا في أعقاب وفاة ''شنودة ''حيث قررت ''العودة للجانب الروحي وأصبحت أقل انشغالا بالأمور السياسية وأكثر وضوحا في المواقف''، ويضيف جاد:'' الكنيسة أصبحت تعبر عن موقفها السياسي بوضوح، تاركة المدنيين والأقباط يعملون في الشارع السياسي''.

ويستطرد جاد قائلا :'' البابا الراحل كان يتفاعل مع الأحداث، ولكن في أيامه الأخيرة ازداد المرض عليه تاركا التصرف في الأمور لمن حوله، ولو كان لايزال على قيد الحياة لكان الأساقفة المحيطين به بدأوا في عمل علاقات مع أجهزة الدولة والإخوان المسلمين، وكانوا سيصيغون مواقف ترضي النظام الحالي''.

وينفي جاد وجود علاقة تعاون بين البابا تواضروس الثاني والرئيس محمد مرسي، ويعقب قائلا:''الرئيس مرسي لم يزر أي كنيسة حتى الآن ولم يحضر حفل تنصيب البابا، ولم يحضر أي فعاليات خاصة بالأقباط، والبابا تواضروس لا يجامله ومواقفه تجاهه واضحة أنا أرى العلاقة بين رأس الكنيسة''البابا تواضروس'' و''الرئيس مرسي'' ''جافة''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان