بالفيديو.. ''الرقابة على التراث'': مقابر أثرية تسلب بوضع اليد.. وانتهاكات بالجملة
كتبت- هبة البنا:
عقدت الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار ظهر اليوم مؤتمرا صحفيا للإعلان عن مخاطر تهدد مواقع أثرية عدة، في مقر المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
ونظم المؤتمر عضو المركز مالك مصطفى، وأستاذ الآثار والعضو المؤسس بالحملة مونيكا حنا، والمرشدة السياحية والعضو المؤسس بالحملة سالي السيد، وعضو الحملة أمنية عبد البر، حيث تم عرض فيديو وثائقي للانتهاكات التي تم رصدها.
وقسم المتحدثون الآثار التي تتعرض لانتهاكات لنوعين وهما قصور أثرية غير مسجلة، أو مقابر ومواقع أثرية غير مسجلة أيضا.
وعدد المتحدثون القصر غير المسجلة والتي تتعرض لانتهاكات، أو إساءة استغلال أو توشك على الانهيار، وهي بيت الرزاز، قصر الأمير قوصون يشبك، قصر سعيد حليم ''قصر شامبليون''، قصر البارون، قصر كازداغلي، قصر فؤاد سراج الدين، وقصر النحاس.
وتقول سالي السيد إن بيت الرزاز تم تجديد واحدة من ساحاته بتكلفة 2 مليون جنيه إلا أنه أغلق بعدها ولم يستغل، كما أن قصر البارون يقال إنه يتخضع لترميمات منذ 2005 ولم تنته هذه الترميمات حتى الآن بل وإن حدائقه يتم تأجيرها للإنفاق على أعمال الترميم، والقصر معرض للانهيار، والتحف التي بداخله معرضة للسرقة.
أما بقية القصور وهي غير مسجلة قالت سالي إنها تباع لرجال أعمال بشكل يثير الارتياب، وقد يقوم مالكوها الجدد بهدمها، على الرغم من أن القانون يلزم مالك أي أثر بترميمه على نفقته إذا استدعى الأمر.
أوضحت سالي أن قصر فؤاد سراج الدين تم بيعه للشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق، ويمكنها هدمه في أي لحظة، كما أن قصر سعيد حليم ''شامبليون'' تم بيعه أيضا لأحد رجال الأعمال ذوي الصلة بالنظام وقتها.
ووصلت الانتهاكات أن قصر قوصون يشبك تنتشر به القمامة ملقاة بكل الأنحاء وبالقرب منه، حتى أن المحافظة نفسها تقوم بإلقاء هذه القمامة هناك.
كما قالت المرشدة سالي السيد، إن منطقة الدرب الأحمر مليئة بالآثار المصرية القديمة، ومع ذلك فهي مليئة بالقمامة الملقاة في كل مكان والإهمال الذي يعم المنطقة.
كما تطرق المؤتمر للمناطق الأثرية التي تتعرض لانتهاكات سواء بالبناء عليها، أو بالاستيلاء، ومنها منطقة أبو صير الملق واسطبل عنتر شرق أسوان، حيث يقوم الأهالي بحفريات للبحث عن المقابر، ويتم الاستيلاء عليها بوضع اليد، وأوضح المؤتمر أن أعمال الحفر الأهلية صارت أضعافا بعد الثورة، مقارنة بما قبل ذلك، وأنه استولى أهالي بالفعل على بعض المقابر بوضع اليد، ويتم التعتيم تماما على هذا، حتى وصل الأمر إلى محاولات تفجير بعض المقابر.
كما نهبت مومياوات وتوابيت وقطعا أثرية، وواجهات مقابر منقوشة، وأوضح القائمون على المؤتمر إن نوبيين برروا هذه الأعمال بأن الوزارة نفسها تنهب الآثار ومن هذا المنطلق هم أحق بآثارهم.
كما أوضحوا إن الخطورة تكمن في أن هذه القطع غير مسجلة ولذلك يسهل بيعها، ولا يمكن استعادتها مرة أخرى، على عكس ما حدث في سرقة متحف ملوي الذي لم يستطع الأهالي بيع مقتنياتها لأنها مسجلة ومن ثم أعادوها مرة أخرى.
ومن المناطق التي تنتهك أيضا، بحسب منظمي المؤتمر، منطقة أون القديمة بالمطرية، والتي تعرضت للتعدي بالبناء، أو الحرق أو إلقاء القمامة، أو المياه الجوفية حتى إن هناك أرض تسمى أرض الست رتيبة، قامت صاحبتها بإهدائها للدولة بعد أن علمت بأنها منطقة أثرية، وعلى الرغم من ذلك لم تسلم تلك الأرض من التعدي عليها بالبناء.
وتوجد بهذه المنطقة معابد قديمة هامة، كمعبد آتون، ومعبد رع، وأوضح المتحدثون أن الدولة نفسها قامت بتعديات حين بنت ''سوق الخميس'' في أون القديمة.
كما قالت أمنية عبد البر إن هناك قطع أثرية إسلامية مفقودة، أعلنت عنها الحملة إلا أن الوزارة لم تجب أو توضح موقفها، وطالبت أمنية أن تقوم الوزارة بالرد وتشكيل لجنة محايدة للتأكد من وجود هذه الآثار وأصليتها.
وقال أحد المتحدثين بالمؤتمر إن جهات تطلب سرقة قطعا بعينها يتم فقدها بعض ذلك، وتكون قطع غير مسجلة.
وأشارت سالي السيد إلى أنه تم التواصل مع المسؤولين لتسجيل القصور غير المسجلة، وكان الرد أنه لن تسجل، وحيث ترتاب الحملة في السبب وراء هذا الرفض، وأوضحت الحملة إنه يجب القضاء على الفساد أولا قبل بيع أو خصخصة أي مباني أثرية.
وقال مالك مصطفى ردا على أحد الحضور ادعى أن الوزارة ليس لديها ميزانية كافية باعتبارها وزارة دولة، بأن الوزارة تستقبل منح وهبات بانتظام لا يعرف أحد أين تنفق.
وأوضح أنه يتم تقديم طلب توقف الهدم والبناء بالقاهرة لكي يتم التحقق من الأماكن التي لا يجب المساس بها سواء بالهدم أو البناء.
كما تمت الإشارة إلى الجمعية الجغرافية والتي تتبع وزارة التضامن الاجتماعي على الرغم من التأكيد بأن الوثائق الموجودة بها أهم من الوثائق التي حرقت بالمجمع العلمي.
وقالت سالي السيد، عندما يسألني السياح عن الأماكن التي ذكرت في روايات نجيب محفوظ التي قرأوها، أخجل أن أريهم كيف حالها الآن، مشيرة إلى بعض مناطق القاهرة التاريخية.
فيديو قد يعجبك: