حصاد اليوم الأول للاستفتاء.. ''وقف الخلق ينظرون كيف يبنوا مستقبلاً أفضل''
كتب - أحمد جمعة:
''وقف الخلق في طوابير الاقتراع ينظرون كيف يبنوا مستقبلا أفضل''.. هكذا كان لسان حال الشعب الذي اصطف اليوم الثلاثاء، أمام لجان الاستفتاء للتصويت على الدستور الجديد، بعدما خرج في 30 يونيو مطالبا برحيل نظام الرئيس السابق محمد مرسي واسقاط دستور 2012.
منذ الساعات الأولى في الصباح وعند دقات التاسعة بدأت لجان التصويت تفتح أبوابها أمام المواطنين الذين جاءوا من كل حدب وصوب للاختيار بإرادتهم الحرة، بين التأييد أو الرفض.
وتجري عملية الاستفتاء على مدى اليوم وغدًا في محافظات مصر الـ27، اعتبارًا من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءًا، تحت إشراف قضائي كامل من خلال 13 ألفًا و 867 قاضيًا، من القضاء والنيابة العامة ومختلف الهيئات القضائية.
وكثفت قوات الجيش بالتعاون مع الشرطة من تواجدهما داخل وخارج لجان الاستفتاء، والذين بعمليات تفتيش ورقابة على الوافدين. ووصل الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، والفريق صدقي صبحي رئيس الأركان إلى غرفة عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة بمقر الوزارة، لمتابعة سير عملية تصويت المواطنين على الاستفتاء على الدستور الجديد.
وأكدت مصادر عسكرية أن السيسي أعطى تعليمات صارمة بالتصدي لأية محاولات شغب أو إرهاب بأي شكل من الأشكال، وطالب كافة القادة بالتواصل المستمر مع الضباط والجنود.
وقالت المصادر إن قوات الجيش المشاركة في تأمين الاستفتاء عددها 160 ألف ضابط وجندي.
مشاهير داخل اللجان
كما بدأت الشخصيات العامة والسياسية والمشاهير في الذهاب للاستفتاء، والدعوة للحشد أمام اللجان.
وأدلى المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، بصوته، وذلك بمقر اللجنة الانتخابية بمدرسة مصر الجديدة الثانوية.
وصوّت رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي داخل لجنة مدرسة السلحدار بمنطقة ألماظة، وحرص على تحية المواطنين الذين اصطفوا أمام اللجنة انتظاراً للإدلاء بصوتهم.
وأدلى عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور، بصوته في لجنة مدرسة صلاح الدين بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، واستقبله المصوتون بالتصفيق، كما ألحت مواطنة على الوصول إليه لتقبيّله.
وشارك رجل الأعمال المعروف نجيب ساويرس، في الاستفتاء في لجان منطقة الزمالك. ومن الأدباء، حرص بهاء طاهر، على الإدلاء بصوته على الدستور.
فيما توجه حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق، إلى لجنة رقم 63 بمدرسة السيدة خديجة بالمهندسين للإدلاء بصوته في الاستفتاء على الدستور المعدل، إلا أنه اكتشف عدم وجود اسمه في كشوف الناخبين.
أدلت المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابقة بصوتها على مسودة الدستور في لجنة قصر الدوبارة بقصر النيل بوسط القاهرة.
وقال مراد موافي، مدير جهاز المخابرات السابق، إنه صوّت بالموافقة على الدستور، وبرر ذلك بأنه رأى خارطة الطريق هي أول خطوة صحيحة لصالح الشعب المصري.
النساء ''صوتنا ثورة''
ولم تكن لوحة الاستفتاء تكتمل لولا المشاركة الملحوظة والمكثفة للمرأة المصرية، والتي خرجت لتؤكد أن ''صوت المرأة ثورة''.
وقالت إحدى الناخبات داخل لجنة 205 بمدرسة النموذجية بمدينة نصر: ''منذ التاسعة صباحا، حتى الثانية عشر والنصف ظهرا هو الوقت الذي استغرقته للإدلاء بصوتي''.
وبالقرب من مدرسة التربية الفكرية في مدينة نصر تجولت بزيها الذي حمل ألوان علم مصر الثلاثة برفقة ابنتها الصغيرة سارة، وحملت معها قطع من الكيك الذي أعدته مسبقا لتوزيعه على قوات الأمن المسؤولة عن حماية اللجان الانتخابية، ولتحفيز المشاركين أيضا، و ما أن انتهت من توزيع الكيك، بدأت توزع الشاي والمشروبات الساخنة أيضا.
''شايفه البلكونة اللي فوق دي اللي منشور فيها حروف كلمة نعم جنب علم مصر وسماعات بتذيع الأغانى الوطنية دي بلكونة بيتي''، هذا هو ما قالته بسنت خلاف، ربة المنزل الثلاثينية، التي عبرت عن حماسها الشديد ليوم الاستفتاء أكثر من أي ممارسة انتخابية سابقة، مضيفة أنها استعدت لهذا اليوم و كأنه يوم زفاف ابنتها، وسهرت من أجل إعداد الكيك وتجهيز الشاي.
فيما ارتدت الفتيات ملابس على شكل علم مصر، وارتدت أخريات ملابس شبيه بملابس القوات المسلحة.
انتهاكات
رصدت غرفة عمليات مركز ابن خلدون عدد من الانتهاكات بالمحافظات، منها تعليق لافتات تدعو للتصويت بنعم على لجنة مدرسة ''علي ابن ابي طالب'' بالحي السابع، مدينة نصر، بجانب بلاغ من الناخبين بمدرسة الأزبكية الإعدادية يشكو منع القاضي دخولهم لأكثر من ساعتين دون سبب واتهامات له بالانتماء للإخوان.
وانحصرت هذه الانتهاكات في عدم استخدام الحبر الفسفوري، ووقوع اشتباكات محدودة بين عدد من الأهالي المؤيدين للدستور، وبعض من عناصر جماعة الإخوان، ووجود أوراق انتخابية غير مختومة، وبطئ إجراءات التصويت، وذلك بحسب رصد مركز ابن خلدون وغرف عمليات حزب المؤتمر.
استفتاء على ألحان ''تسلم الأيادي''
لم تغب أغنية ''تسلم الأيادي'' عن المشهد، حيث كانت الحاضر الأبرز خلال عملية الاستفتاء بالقاهرة والمحافظات. حيث شغل مواطنون الأغنية داخل محالهم التجارية وأمام بعض اللجان.
ورصد مراسل مصراوي، ترديد الأهالي لهتافات مؤيدة للدستور وللقوات المسلحة على أنغام أغنية ''تسلم الأيادي''، منها ''نعم نعم للدستور'' و''السيسي عمهم وحارق دمهم '' و''الجيش والشعب إيد واحدة'' و'' تسلم البيادة العسكرية''، وذلك أمام لجان مجمع مدارس دار السلام.
كما استقبل أهالي بمنطقة المطرية، فتح اللجان بالزغاريد وسط إقبال مكثف من جانب المواطنين. وذهب الناخبون إلى اللجان حاملين أعلام مصر، ورفع بعضهم صور الفريق أول عبدالفتاح السيسي، مرددين أغنية ''تسلم الأيادي''.
دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغطهنا
فيديو قد يعجبك: