البابا تواضروس ناعيا مطران أسيوط: كنت أقف حينما يحدثني بالهاتف
كتب - هاني سمير وتيريزا شنودة:
قال البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، يعز علينا أن نودع هذا المطران الجليل في إشارة منه إلى الأنبا ميخائيل مطران أسيوط.
وأضاف خلال الصلاة اليوم الاثنين على روح الأنبا ميخائيل، في دير السيدة العذراء بجبل درنكة غرب مدينة أسيوط والذي وافته المنية أمس الأحد، أن الانبا ميخائيل عاش عمرا طويلا أنعم عليه الله بهذه السنوات ملأها بكل تعب وعاش ناسكا وزاهدا باعتباره راهبا ترك الحياة والتحق بالدير.
وقال ''رزته في هذا المكان في زيارة خاصة وتقابلت معه أكثر من ساعة وكانت أول مرة أراه، وتحدثنا من قبل بالهاتف أكثر من مرة، وحديثه ممتع وبها بلاغة طيبة، تكلم معي وأنا أصغره سنا بكثير ولكن محبته واحترامه لتقاليد الكنيسة تعامل معي حسب مسؤولياته وقال لي بعض النصائح''.
وأضاف بابا الإسكندرية ''ظروفه الصحية منعته من الحضور لحفل تجليسي وحدثني حينها بالهاتف لمدة ساعة ونصف، شعرت بحرج أن أسمعه وأنا جالس وكنت أحدثه في الهاتف وأنا واقف لجمال الكلمات والصلوات''.
وتابع: ''من فضائله أنه كان محبا جدا للنظام والتدقيق في حياته في مواعيده في كل شيء، وهذه الأمور عاشت في شعب أسيوط هنا محبة النظام ومحبة التدقيق ، كان يتكلم بالحق في حرأة وفي محبة سواء على المستوى الكنسي أو في المجتمع، والأنبا ميخائيل أنعمت عليه السماء بفضائل كثيرة جدا''.
واستطرد: ''نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل عاصر سبعة من الآباء البطاركة وهذه نعمة من نعم الله وحينما صار مطرانا صار مطرانا وعمره حوالي 26 عامًا وكان ذلك عام 1946، ومنذ ذلك الوقت يعمل في إيبارشيته في أسيوط وفي الكنيسة عامة، وقد شارك مع البابا يوساب والبابا كيرلس والبابا شنودة الراحلين في كثير من المهام الكنسية، وصار محبا للتعمير عمر النفوس والأماكن والأرض وكرس كثيرين من المكرسين والمكرسات تتلمذوا على يديه ونهلوا من نبعه الفياض وكرسوا حياتهم من أجل الله، وعمر الأماكن والشاهد في دير درنكة والسيدة العذراء حتى صار الدير منارة كبيرة''.
وقال ناعيًا الأنبا ميخائيل: ''الموت يا أخوتي يراه أهل البشر أنه النهاية أما السماء فتراه البداية ، الإنسان حينما يترك الأرض وتكون حياتنا الأرضية بمثابة فرصة يعطيها الله للإنسان ، كيف تستخدم أيام حياتك وكيف تملأها وبماذا تملأها ثم يأتي هذا اليوم ليبدأ حياته من جديد في السماء، فالحياة في السماء ليست كالراحة على الأرض الراحة في السماء فيها تعزيات كثيرة ، عندما يذهب الإنسان للسماء يوجد في الحضرة الإلهية وما أمتع التواجد في حضرة الله ويعيش في المجتمع النقي ويبتعد من الأرض ليفرح بالحضرة الإلهية، حينما يترك الإنسان الأرض ينتقل لمكان ليس به هما ولا قلقا ولا مرضا، ينتقل لحياة ملؤها السلام''.
مهما اجتهد الإنسان على الأرض لا يستطيع أن يحقق السلام الكامل ويظل يعاني من أمراض ومشكلات كل واحد حسب نصيبه، أما في السماء فلا يوجد ألم ولا حتى دمعة عين.
الأمر الثالث الذي يناله الإنسان من الموت أنه ينال فرحا في حياته، لأنه مهما امتد الفرح على الأرض فهو قصير لهذا أتعجب ممن يتحاربون من أجل التراب على الأرض.
السعادة الحقيقية في العطاء أن يعطي الإنسان حتى نفسه هكذا عاش الأنبا ميخائيل.
أحسب أن أهل أسيوط كلهم من تربية يده وفوق عمله في إيبارشية أسيوط عمل رئيسا لدير القدير مكاريوس وتلمذ عددا كبيرا من الآباء الرهبان فيه ولذلك ونحن نجتمع لنودعه لا نجتمع لنودعه بحزن أو ألم بل نودعه بفرح وسرور لأنه أكمل حياته على الأرض في سلام واحتمل آلام كثيرة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: