من الشجاعة أن تعمل كصحفي في مصر

(دويتشه فيله)

نظمت أكاديمية "دويتشه فيله" في القاهرة مؤتمرًا دعت إليه أسماءً بارزة في أوساط الصحفيين المصريين. وتمحور المؤتمر حول التحديات التي تتعرض لها الصحفيات في مصر.

حوالي خمسين شخصًا حضروا مؤتمر أكاديمية "دويتشه فيله"، أغلبهم من النساء العاملات في المجال الصحفي، ومن بينهم أسماء مشهورة في مجال الإعلام المصري كنجلاء العمري عضو هيئة التدريس بالجامعة البريطانية رئيسة مكتب القاهرة لقناة بي بي سي BBC البريطانية، وفاطمة فرج مديرة ومؤسسة مؤسسة "ولاد البلد للخدمات الإعلامية".

كما كان من بين الحضور عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، وعزة كامل مديرة مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية

التحرش الجنسي: أكثر المشاكل التي تتعرض لها الصحفيات في مصر
ويأتي مؤتمر أكاديمية "دويتشه فيله" كتتويج لسلسلة البرامج التدريبية "أصوات نسائية" نظمتها الأكاديمية خلال شهري سبتمبر ونوفمبر الماضيين من أجل تنمية مهارات الصحفيات المصريات، كي يتمكن من تقلد مناصب رفيعة في مجال الإعلام والمساهمة في تغطية إعلامية أفضل لقضايا المرأة وحقوقها.

أغلب المشاركات في الدورة التدريبية حضرن المؤتمر من أجل تبادل أكبر للخبرات مع زميلاتهن وزملائهن الأقدم في المهنة. فمن جهة تطرق الحاضرون إلى المشاكل الخاصة التي تتعرض لها الصحفيات داخل مقرات المؤسسات الصحفية أو خلال التغطية الميدانية. وأهمها التحرش الجنسي الذي زادت حدته خلال السنوات الأخيرة بشدة حتى من قبل بعض الزملاء الصحفيين، رغم وجود قوانين تعاقب على هذه الجريمة بشدة. لذا وربما يكون من أهم المحاور التي تم تناولها في المؤتمر الجوانب التشريعية للتمييز بين الجنسين، وهو العرض الذي قدمته سالي الجباس، مديرة مركز "سيزا نبراوي للقانون وحقوق المرأة".

والتي قدمت ملخصا لأهم الخطوات التي يمكن للصحفيات اتخاذها في حال تعرضهن للتحرش الجنسي.

الصحفية الشابة آلاء سعد، والتي تعمل في جريدة الشروق تحدثت عن تجربتها خلال التغطيات الميدانية التي تقوم بها، وأن من بين المتحرشين غالبا ما يكونون من رجال الأمن الذين من المفترض عليهم حماية الصحفيات. في حال سب رجال الشرطة يتعرض الفاعل غالبا إلى قضية "بسب رجل أمن أثناء تأدية مهامه. لكن في حال التحرش والاعتداء على الصحفيات والصحفيين لا توجد تهمة مماثلة كالاعتداء على صحفي أثناء تأدية مهامه"، كما تقول آلاء سعد.

يذكر أن مصر من أشد الدول خطورة في العالم بالنسبة للصحفيين، حيث سجلت منظمة مراسلون بلا حدود في السنة الجارية 15 حالة اعتقال ووفاة وهو ما يجعل مصر في المرتبة 159 من 180 في ترتيب الدول من حيث حرية الصحافة فيها. وهو وضع لخصته إحدى المشاركات في المؤتمر بالجملة التالية: "من الشجاعة أن تعمل كصحفي في مصر. العمل كصحفية في مصر يتطلب شجاعة أكثر."

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا