الثقافة توضح أسباب منع عرض فيلم ''آلهة وملوك''
كتبت – نسمة فرج:
أصدرت وزارة الثقافة، اليوم الأحد، بيانا صحفيا، استعرضت فيه أسباب منع عرض الفيلم الأمريكي '' خروج .. آلهة وملوك'' والمعروف تجاريا باسم ''موسى ـ أو الخروج''، والتي أوضحت من خلاله انه تم عرض الفيلم على لجنة علمية خارجية برئاسة الدكتور محمد عفيفي وعضوية رئيس الرقابة، و الدكتور عبدالستار فتحي ، واثنين من أساتذة الآثار المصرية.
وأكدت الوزارة في بيانها، أن الأزهر الشريف لم يكن طرفا في هذه القضية ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بقرار منع الفيلم ، وأن هذا الفيلم لم يعرض على اي مختص من مشيخة الأزهر الشريف ، وأن أسباب رفض الفيلم ليس من بينها سبب ديني واحد على الاطلاق .
وأضاف في بيانها أن شركة الخدمات ''هاما فيلم بوردكشن'' المسئولة عن تصوير مشاهد الفيلم في مصر قامت بعملية خداع متعمدة ، وذلك بإخفاء المعلومات الحقيقية عن طبيعة وقصة وسيناريو وحوار هذا الفيلم ، فقد تقدمت الشركة ببضع وريقات قليلة بغرض تصوير فيلم سياحي عن مصر ، يتكون من عدة مشاهد بدون أشخاص ، ولم تقدم الشركة النص الأصلي لسيناريو الفيلم ، وبناء على ذلك تم منحها الترخيص بالتصوير داخل مصر ، وقامت بتصوير مشاهد الفيلم الحقيقية خلسة .
وأكدت الوزارة انه تم تشكيل الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات السمعية والبصرية لجنة رقباء ثلاثية برئاسة مدير الإدارة العامة للرقابة على الأفلام الأجنبية ، لمراقبة الفيلم ، وقدمت تقريرا وافيا عن الفيلم تضمن عرض العديد من الملاحظات التي تؤكد فداحة المغالطات التاريخية المتعمدة التي تسيئ لمصر وحضارتها الفرعونية وتاريخها العريق ،في محاولة ليست هى الأولى لتهويد الحضارة المصرية ، مما يؤكد بصمات الصهيونية العالمية على الفيلم ، الذى بنيت فكرته على عدد كبير من تزييف الحقائق التاريخية والمغالطات الفادحة والتي جاءت على النحو التالي :
تعود أحداث الفيلم إلى مصر الفرعونية عام 1300 ق.م ، في مدينة ممفيس ، ومن هنا تبدأ أولى المغالطات التاريخية ، حيث يظهر فيه ( العبرانيون /Hebrews ) على أنهم قضوا في مصر 400 سنة يقاسون فيها ويلات العبودية والسخرة في بناء الأهرامات والتماثيل الفرعونية ، ولموجهة هذا الظلم قام موسى الذى أظهره الفيلم في صورة قائد عسكري بتكوين جماعات مسلحة من بنى إسرائيل لمجابهة المصريين ، ليحررهم من العبودية، كما الفيلم بعيد تماما عن قصة سيدنا موسى.
كما أن هناك مغالطات فادحة في العديد من مشاهد الفيلم ، حيث يظهر طفل صغير عدة مرات على أنه الوحى الإلهي ، الذي يرشد موسى إلى الطريق القويم ، ويملى عليه وصاياه وعقائده ، وكأنه الذات الإلهية الذى تجلى لموسى في طور سيناء، والفيلم يقدم صورة في غاية العنصرية ليهود موسى على انهم الطبقة القادرة على المقاومة المسلحة.
كما أظهر الفيلم المصريين على أنهم متوحشون ، يقتلون يهود موسى ويشنقونهم ، وينكلون بهم ويمثلون بجثثهم في الشوارع ، بصورة بشعة ، وهذا يتنافى تاريخيا مع الحقائق التاريخية ، حيث إن المصريين القدماء لم يعرفوا عملية الشنق وهذه الأحداث ليس لها أي سند تاريخي ، فهذه المشاهد لم تحدث نهائيا ولم يثبت تاريخيا انها حدثت، وبسبب ظلم المصريين ليهود موسى تتوالى اللعنات على مصر .
وفى نهاية الفيلم يعود موسى لزوجته ومعه أتباعه ، لتسأله : (هل عدت وحدك ؟) فيرد قائلا : '' لقد نجوت بالصفوة '' ، أى شعب الله المختار ، فى إشارة عنصرية واضحة .
وفى نهاية التقرير يأتي قرار اللجنة الذى يقول بالنص .
وأكدت اللجنة في نهاية تقريرها انها كانت تود عرض الفيلم ولكن عرضه يؤدى إلى تسريب تلك الأفكار المغلوطة التي يبثها الفيلم ، لجيل يستقى معظم معارفه وثقافته عبر تلك الأفلام ، والتي تضرب التاريخ المصري في مقتل ، ولذلك توصى اللجنة برفض الفيلم ، وعدم عرضه في دور العرض المصرية .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: