سياسيون عن الحكومة: تكنوقراط ونظام جديد لدولاب العمل

كتب - محمود سليم:

اعتبر سياسيون أن الوجوه الجديدة في حكومة إبراهيم محلب، تعكس توجها جديدًا في السياسيات المصرية، ووصفوها ''بالتكنوقراط والتي لا تنتمي لحزب أو تيار معين''، مشيرين في تصريحات خاصة لـ''مصراوي'' إلى أن حلف اليمين في السابعة هو إشارة واضحة للتغير في دولاب العمل الحكومي.

وأدى 34 وزيرًا بينهم 13 جدد ضمتهم حكومة محلب اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في السابعة من صباح اليوم.

ويرى رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، أن اختيار الوزراء في الحكومة الجديدة كان موفقًا، قائلاً ''بشكل شخصي فأنا أعرف وزيرين من الوزراء الجدد في حكومة محلب وهم الوزير جابر عصفور، وهو رجل يقدر قيمة الثقافة واختيار موفق جدًا، والثاني هو سامح شكري وزير الخارجية، الذي كان دائم الهجوم على السياسيات الأمريكية عندما كان رئيس البعثة المصرية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك''.

وتساءل السعيد متحدثُا عن اختيار شكري للخارجية: ''هل هذا يعكس توجهًا جديدًا في العلاقات المصرية الأمريكية؟''، موضحًا أن الوزير كان دائم الهجوم على سياسيات أمريكا عندما ترأس بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة، قائلًا ''شكري أحد الصقور الدبلوماسية'' نقلًا عن وصف النيوزويك لويز الخارجية في إحدى المقالات.

وبحسب برقية دبلوماسية أمريكية سربها ''ويكيليكس'' وصادرة من البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في جينيف في 2 يوليو 2008 ، فأن المعروف عن شكري دفاعه المستميت عن القضايا العربية.

البرقية أعربت فيها البعثة الأمريكية عن قلقها من صلابة السفير سامح شكري ومواقفه الهجومية التي تخرج في أحيان كثيرة عن الخط السياسي للنظام المصري، بحسب البرقية المنشورة في شهر مارس 2011 .

ويعتقد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، أن حلف اليمين الدستورية للحكومة في السابعة صباحًا، يعطى إشارات واضحة إلى تغير أسلوب عمل الجهاز الحكومي وتغير دولاب العمل الحكومي بشكل كامل.

ويشرح السعيد هذه الإشارات: '' الرئيس السيسي أرسل إشارة واضحة للحكومة إن يوم العمل يبدأ في الساعة السابعة صباحًا وعلى الوزير أن يكون مجود في هذا الموعد. وعليه يكون موظفي الوزارة في السادسة والنصف وبهذا يتغير دولاب العمل''.

ويحدد السعيد أهم القضايا الملحة التي يجب أن تعالجها الحكومة، وهي الأمن والإنتاج والعدل الاجتماعي، موضحًا ''لن يكون هناك إنتاج إلا بوجود الأمن، والإنتاج يوفر العدل الاجتماعي الذي بحث عنه الشعب ثورتي 25 يناير و 30 يونيو ، والشعب المصري يستحق هذا''، وإذا لم يحصل الشعب على هذا العدل أو أحس بمراوغه فيه ''فالويل لنا جميعًا'' .

بينما تنصح بسنت فهمي، نائب رئيس حزب السادات الديمقراطي، الحكومة الجديدة أن تضع بين يدي الشعب خطة عمل سريعة وواضحة، مضيفة '' ستواجه الحكومة أزمة شديدة إذا لم تتمكن من إيجاد حلول حلول جذرية للمشاكل التي تواجهها مصر''.

وتوضح فهمي: ''الشعب ينتظر منذ فتر طويلة، ويضع كل آماله في الرئيس الجديد... فيجب أن تكون الحكومة على قدر المسؤولية''، معربةً عن استيائها من زيادة عدد وزراء حكومة محلب، ''34 وزيرًا عدد كبير جدًا، ويجب تقليصه إلى 18 كحد أدنى... أمريكا نفسها عندها 17 وزير''.
وترى فهمي أن القضاء على الفقر والجهل والمرض ''المنتشرين'' في المجتمع هم أهم أولويات الحكومة التي يجب أن تعمل على حلها خلال الفترة القادمة، بالإضافة إلى تحديد الحد الأدنى والأقصى للأجور، وفتح المصانع المغلقة التي تسببت في ''تشريد مئات العمال''.

ويقول طارق الخولي، مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة، أن الشيء الأمثل في الحكومة الجديدة هو أنها يغلب عليها الطابع التكنوقراطي، ولا تنتمي إلى حزب أو تيار سياسي بعينه، معتقدًا أن إنشاء وزارة جديدة للتطوير الحضري ''مؤشر مهم يوضح مدى الاهتمام بالشكل الحضاري والجمالي لمصر، وذلك لاحتواء مشاهد القمامة والبناء العشوائي الذي طال بعض المحافظات في هذه الفترة''.

ويرى الخولي أن الوزراء الجدد يمتلكون سيرة ذاتية جيدة جدًا، ''وبالتالي ننتظر منهم أن يقدموا أفضل ما لديهم في فترة بقائهم في الوزارة لحين انتخاب برلمان جديد.

ويشير الخولي إلى أن الشعب يتطلع في هذه الفترة إلى الأمن الجنائي وليس السياسي، مطالبًا الحكومة بحل مشكلة الطاقة والتحديات الاقتصادية، والاهتمام بالصحة والتعليم ''حتى يشعر المواطن بدور الحكومة الجديدة''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا