لقاء السيسي - أوباما.. ''خطوة أولى لترميم العلاقات المتوترة''
كتب – سامي مجدي:
اعتبر دبلوماسيون مصريون وأمريكيون أن لقاء الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي باراك أوباما ''رمم بشكل كبير'' العلاقات بين القاهرة وواشنطن التي ''تصدعت بشدة'' في أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013 بعد مظاهرات حاشدة طالبت بإقالته.
والتقى السيسي وأوباما في نيويورك يوم الخميس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو اللقاء الأوى بين الرئيسيين منذ تولي الرئيس المصري منصبه في يونيو الماضي.
كما أن اللقاء هو الأول لأوباما لرئيس مصري منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير 2011؛ حيث لم يسبق أن التقى أوباما المشير حسين طنطاوي الذي كان يترأس المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد ثورة 25 يناير حتى يونيو 2012.
كما لم يستقبل الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي قضى في الحكم عاما واحدا قبل الإطاحة به، كما لم يحدث أن التقى أوباما بالرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى الرئاسة بصفته رئيس المحكمة الدستورية العليا عقب الإطاحة بمرسي.
وتوترت العلاقات المصرية الأمريكية عقب الإطاحة بمرسي وخاصة بعد فض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها في رابعة العدوية والنهضة؛ حيث وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ نحو 40 سنة. وأوقفت واشنطن مساعدات عسكرية واقتصادية عقب عملية الفض كما ألغت مناورات النجم الساطع التي يشارك فيها عسكريين من البلدين.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف في تصريح صحفي أن الهدف من هذه القمة توجيه رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي حول حقيقة الموقف من ثورة 30 يونيو، وأنها تعد فرصة لاستشراف العلاقات المستقبلية بين البلدين.
يقول مسؤول دبلوماسي مصري إن الزيارة حقق أكثر مما كان يرجى منها فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، خالصة بعد لقاء السيسي بأوباما.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي أكد على أن العلاقات مع مصر استراتيجية، موضحا أن القاهرة ''حجر زاوية'' فقي استقرار المنطقة.
وشدد على أن الندية كانت عنوان اللقاء، حيث أن البلدين لهما مصالح في أن تكون تتحسن العلاقات، ويكون هناك تعاونا خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.
وبحسب المسؤول فإن السيسي طرح رؤية مصر حول أهمية التعامل مع قضية الإرهاب وفق ''استراتيجية شاملة'' تعلم على اجتثاث ذلك التهديد من جذوره.
وذكر المسؤول المصري أن أوباما تحدث أيضا عن ملف حقوق الإنسان في مصر، مؤكدا ضرورة بناء المؤسسات الديمقراطية في إشارة الانتخابات البرلمانية المزمع إقامتها في نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، بحسب المسؤول.
واستمر اللقاء نحو ساعة ونصف الساعة، وحضره بجانب الرئيسين وزيرا خارجية البلدين جون كيري وسامح شكري. وقالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إن مصر ''ركن أساسي'' لأمن الشرق الأوسط وذلك في تصريحات قبل عقد اللقاء.
وقال أوباما إن ''العلاقة الطويلة بين الولايات المتحدة ومصر بأنها حجر الزاوية بالنسبة للسياسة الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط''.
كما أكد أوباما بعد اللقاء على دور مصر في تحقيق أمن الشرق الأوسط. وقال ''من الواضح أن العلاقات بين البلدين تعد ركنا أساسيا في سياساتنا الأمنية في الشرق الأوسط على مدى فترة طويلة''.
من جانبه قال مسؤول أمريكي إن أوباما تحدث بكل صراحة مع السيسي عن شواغل الإدارة الأمريكية تجاه مصر، مجددا التأكيد على أن مصر شريك في أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح المسؤول أنه تم تناول الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق، مشيرا إلى أن ليبيا نالت قسطا وافرا من المشاورات بين الرئيسيين وأيضا بين المسؤولين من الجانبين.
كما أكد نائب مستشار الأمن القومي بين رودس إن اللقاء شهد مناقشات هامة بين الجانبين تمحورت حول الموضوعات التي تمس المصالح المشتركة للدولتين وعلى راسها التحالف الدولي الذي تشكله واشنطن لمحاربة تنظيم ''الدولة الاسلامية''.
وقال رودس في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية بعد اللقاء ''الرئيس أوباما أكد وجهة نظره الداعمة لإطلاق سراح الصحفيين السجناء في مصر''، غير أن المسؤول المصري شدد على أن الرئيس السيسي أكد على استقلال السلطة القضائية في مصر وأنه لا يملك التدخل في هذا الشأن.
واتفق المسؤولان على أن اللقاء يعد خطرة أولى في اتجاه عودة العلاقات المصرية الأمريكية لمسارها الطبيعي، مشيرين إلى أن البلدين لا غنى لهما عن بعضهما.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: