في انتظار جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة.. "مولد وصاحبه ميت"
كتب- عبدالله قدري:
الجميع يقف مترقبًا وصول 113 جثمانًا تم انتشالهم من حطام الطائرة الروسية المنكوبة، صباح اليوم، بوسط سيناء، ليستقروا داخل ثلاجات مشروحة زينهم؛ لحين استكمال الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.
أعداد تُقدر بالعشرات أمام المشرحة ضمنهم صحفيين ومصورين ينتظرون أن يأتي رئيس الوزراء والجثامين ليباشروا عملهم، أطفال يشاهدون ما يحدث دون أن يعو حجم المأساة التي حدثت، قوات الأمن باشرت عملها بفرض كردونًا أمنيًا معتادًا كإجراء احترازي ولكن هذه المرة في محيط المشرحة؛ تمهيدًا لقدوم رئيس الوزراء والوفد المرافق له.
عينان تائهتان لمجند يطمح أن ينهي ساعات خدمته ليتثنى له أن يخلد للنوم بعد يوم طويل داخل العربة المصفحة لقوات الأمن ينتظر خلالها أن يأتي دوره في كشف الخدمة الروتينية التي يؤديها، ابتسامات مزجها الحزن على ضحايا لعب القدر دوره في أن يستقلون هذه الطائرة التي انتهى عمرها الافتراضي بعد 18 عامًا من العمل على الخطوط الجوية؛ حيث أبت أن تقلع دون أن تنهي حياة أناس ليرافقوها رحلة الوداع.
سارت الحياة في الشوارع الجانبية للمشرحة لطبيعتها فالبعض قرر أن يقضي ساعات راحته على إحدى المقاهي منتظرًا أن يتابع مباراة كرة قدم بالدوري المصري، ينفث دخان سيجارته دون أن يكترث ما يحدث من حوله.
"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هكذا يحاول البعض أن يستغل حدث ما لجني مكاسب، هذه المرة هي لمقصد سياسي، حيث قررت مرشحة عن دائرة السيدة زينب، أن تروّج لنفسها أمام المارة والمتجمعين أمام المشرحة، مستعينة بفريق من حملتها مرتدين زيًا موحدًا يحمل شعار "تحيا مصر".
حينما يقرر مسؤول أن تدب قدمه مكان ما، يهرع الموظفون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتحسين صورتهم بأنهم غير مقصرين، فقبيل وصول رئيس الوزراء شريف إسماعيل إلى مشرحة زينهم، قرر الموظفون أن يفيقوا من سباتهم، فانتشر عمال النظافة لإزالة المخلفات من محيط المشرحة، فيما قام البعض الآخر بطلاء أعمدة الإنارة، وسط استهجان الأهالي: "دلوقتي بتصلحوها، واحنا مقدمين على طلب الإصلاح من يجي 6 شهور، لا حس ولا خبر".
فيديو قد يعجبك: