الاحتفال بانتصارات أكتوبر يستحوذ على عناوين صحف الثلاثاء
القاهرة- (أ ش أ):
احتلت الاحتفالات بانتصارات أكتوبر المجيدة عناوين كافة الصحف المصرية الصادرة اليوم، حيث تناولت حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة الاستعراض العسكري الذي اقامته القوات المسلحة بالكلية الحربية أمس بمناسبة احتفالات مصر بالذكري الثانية والاربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة، التي تعد احد أهم انتصارات العروبة في العصر الحديث، وأعادت للأمة العربية هيبتها وحطمت أسطورة العدو الذي ظن انه لا يقهر.
وبدأت مراسم الاحتفال في العاشرة صباحا بوصول الرئيس السيسي لمقر الكلية الحربية بمصر الجديدة، حيث كان في استقباله الفريق اول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي والفريق محمود حجازي رئيس اركان حرب القوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية ومدير الكلية الحربية، وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطني.
وأبرزت كافة الصحف تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الاعلي للقوات المسلحة أنه لا عودة للوراء مرة أخرى حيث إن ما حدث في الثلاثين من يونيو كان تغيراً جذرياً، مؤكداً أنه لا يمكن لأي طرف أن يفرض إرادته على المصريين الذين يتمتعون بحرية كاملة في خياراتهم.
ونوَّه الرئيس إلي أنه لا يتعين علي الحكومة الحالية أن تقدم استقالتها مباشرة فور انتخاب البرلمان، حيث يتعين أن تقدم الحكومة برنامجها إلى البرلمان لإبداء الرأي حياله، وسوف تستمر في حالة إقراره.
ودعا الرئيس إلي إتاحة الفرصة للحكومة لتواصل أعمالها وجهودها في مناخ إيجابي يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة.. وذلك خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الذكري الـ 42 لانتصار اكتوبر بالكلية الحربية.
وأشار الرئيس خلال كلمته إلى أن مصر والمنطقة العربية تمران بظروف صعبة لكن طالما كان الجيش والشعب على قلب رجل واحد فلن يستطيع احد هزيمتنا وطالما تحلينا بإرادة الحياة وإرادة التعمير والبناء واشار السيسي الي ان الايام التي سبقت حرب اكتوبر كانت هناك ضغوط رهيبة علي القيادة السياسية لاتخاذ قرار الحرب وخرجت المظاهرات في الشوارع والجامعات تستعجل ذلك القرار لكن القيادة السياسية كانت حريصة علي ألا تتخذ قرار الحرب إلا في الوقت المناسب وبعد ان اتخذت كل الاجراءات والاستعدادات اللازمة وهو درس آخر يجب ان نستوعبه جيدا.
وأوضح الرئيس، أن ملحمة انتصار أكتوبر لاتزال لم تأخذ حقها رغم كل أعمال التوثيق والتأريخ لها مشيرا إلي أن المطلوب ليس فقط أعمال فنية ودرامية ولكن يجب العمل علي تقديم روح أكتوبر والحرص علي ان يستوعبها الاطفال والطلاب في المدارس والجامعات ، ووجه الرئيس التحية الي شهداء كل الحروب التي خاضتها مصر مشيرا إلي ان مصر لايزال يسقط منها الشهداء في المواجهات مع الارهابيين ويجب ان ننتبه لما يدور حولنا واي شيء يهون لحماية بلادنا.
وأضاف الرئيس، أنه علي الجميع أن يستوعب ما حدث في المنطقة العربية وسقوط دول تعرضت شعوبها لأشياء كنا شاهدين عليها لكن أبدا لن نسمح بحدوث ذلك للمصريين.
وأكد الرئيس أهمية أن نستقرئ جميعاً أحوال بعض دول المنطقة التي تواجه صعوبات جمة، أثرت سلباً علي حياة شعوبها، مؤكداً أن مصر بوعي شعبها لن تسمح أبداً بحدوث ذلك على أراضيها، ولن يتمكن أحد من المساس بها، مؤكداً أهمية العمل معاً من أجل البناء والتعمير.
وذكر الرئيس أن مصر استعادت مكانتها الدولية اللائقة خلال عام ونصف العام، حيث منحت لكافة أطراف المجتمع الدولي الفرصة والوقت اللازمين لتفهم حقيقة وتطورات الأوضاع التي شهدتها منذ الثلاثين من يونيو، الذي كان حدثاً جللاً ومهماً، وهو الأمر الذي انعكس علي علاقات مصر الدولية التي تشهد تنامياً ملحوظاً وإيجابياً مع مختلف القوي الدولية، ولقد جاء هذا التحسن مدعوماً برؤية مصرية حصيفة وثاقبة لتطورات الأوضاع في المنطقة، وهو الأمر الذي تمت الإشادة به في العديد من لقاءات الرئيس التي أجراها علي هامش المشاركة في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والتي عكست تفهماً لحقيقة وتطورات الأوضاع التي شهدتها مصر ورغبةً في التعاون مع مصر.
وأكد السيسي أن مصر وعقب ثورة 30 يونيو نجحت في ان تستعيد مكانتها ولم نكن ابدا مستعجلين او متوترين لأن الذي حدث في 30 يونيو هو حدث جلل وعظيم ونحن تحلينا بالصبر كثيرا علي اللي مش عارف ايه الي بيحصل ويدور في بلادنا.
وأضاف، "لن يستطيع أن يعود احد بكم الي الوراء ولن يستطيع احد ان يفرض عليكم ارادته سواء كان رئيس او غيره"، وأشار إلى أن هناك تغييرا حقيقيا وكبيرا حدث فاليوم نحن نتحدث عن دورة رئاسية تنتهي ودورة رئاسية أخري ألا يعتبر هذا إنجازا للمصريين من يستطيع ان يقول انني من الممكن ان اكمل في منصبي هذا دون رغبة المصريين.
وأوضح السيسي أن الديموقراطية بالنسبة له هي اختيار الناس وإرادتهم وهم من يقررون استمرار الحكام من عدمه، مشيرا إلي أننا كنا بحاجة الي الصبر حتي يتفهم العالم حقيقة ما حدث في 30 يونيو وان ما حدث هو تحقيق لإرادة الشعب وبالفعل بدأ العالم يستوعب ذلك وخلال اللقاءات التي أجريتها في الأمم المتحدة بعد انعقاد الجمعية العامة أصبح العالم أكثر تفهما لما حدث وكذلك أن مصر لا تقوم بالتآمر علي أحد وهدفها هو البناء والتعمير والتقدم وهو الدور الذي تريد مصر ان تلعبه.
ولفت إلى أنه أكد خلال هذه اللقاءات ان نجاح العالم في القضاء علي الإرهاب متوقف علي مصادر تمويل تلك الجماعات المتطرفة ووقف تمويل ودعم بعض الدول للإرهاب، منوها إلى أن إصلاح الخطاب الديني هو أمر غاية في الأهمية ويجب الإسراع بإجراءات إصلاح الفكر وأن نمارس الدين الإسلامي دون ان نسئ اليه.
وبشأن تعديل الدستور، تحدث الرئيس عما أثير من جدل حول ما أشار إليه من قبل حول تعديل الدستور وقال تحدثت من قبل وأشرت إلي أن الدستور الجديد الذي تم الاستفتاء عليه به الكثير من حسن النوايا ولقيت ناس كثير تحسست من هذا الكلام وأنا أيضا أشارككم ذلك وأرجو ألا تتعاملوا معي علي أنني صاحب سلطان بل أنا منكم ومعكم.
وجدد الرئيس توجيه التحية والتقدير لأرواح شهداء مصر الأبرار في كافة الحروب التي خاضتها مصر ومن كافة فئات المجتمع سواء من القوات المسلحة أو جهاز الشركة أو من قطاعات الدولة، منوهاً إلي شهداء مصر الذين يبذلون أرواحهم حفاظاً علي مصر وصوناً لمقدرات شعبها من خطر التطرف والإرهاب.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس أهمية تخليد ذكرى شهداء أكتوبر والتعريف بالروح الوطنية التي سادت تلك الفترة وبثها في نفوس الشباب، من خلال المناهج الدراسية، إلي جانب الأعمال الفنية والمبادرات الرامية إلي توثيق بطولات حرب أكتوبر، لتدرك أجيال مصر المستقبلية أن الأبطال يعيشون بالتضحية والعمل والعطاء.
وتعليقاً على ما أثير حول تفسير تصريحات الرئيس بشأن الدستور، أكد السيسي أهمية عدم التشكيك في النوايا، خاصة في ضوء ما تشهده المرحلة الحالية من عملٍ بتجرد وإعلاءٍ لمصلحة الوطن.
وأضاف الرئيس أن البرلمان المقبل سيضطلع بمهمة تشريعية جسيمة لتعديل وإصدار العديد من القوانين، منوهاً إلي تجربة قانون الخدمة المدنية الذي اعترضت عليه بعض فئات الشعب بل ووصفته "بالجائر" علي الرغم من عدم مساسه باستمرار العاملين في وظائفهم أو برواتبهم وعلاواتهم، ومحذراً من مغبة تكرار ذلك لدي قيام البرلمان بتعديل مختلف القوانين التي ستتعلق بالعديد من فئات الشعب.
ووجَّه الرئيس الدعوة إلي مختلف فئات الشعب المصري للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشدداً علي أهمية حُسن اختيار النواب الجدد الذين سيشاركون في تحمُل مسئولية الوطن.
وعلي صعيد مكافحة الإرهاب، شدد الرئيس على أهمية القضاء علي الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مع الحيلولة دون إمدادها بالمال والسلاح والمقاتلين، منوهاً إلي أهمية أن يتوازي مع تلك الجهود تصويبٌ للخطاب الديني، ليس فقط للتعريف بصحيح الدين ولكن أيضاً لضمان التطبيق العملي الصحيح للقيم الدينية السامية.
وأكد الرئيس علي الأهمية التي توليها الدولة للشباب وإعداد الكوادر لتشارك المسئولية، في إطار مشروع تأهيل الشباب للقيادة، الذي تقدم له حتي الآن خمسون ألف شاب، منوهاً إلي أنه بعد التعرف علي نتائج تلك التجربة، يمكن البدء في مرحلة ثانية منه للشرائح العمرية من ثلاثين إلي أربعين عاماً.
كما أكد أن الدولة لا تطلق أي مشروعات إلا بعد التأكد من جدواها الاقتصادية وضمان جميع معطيات نجاحها، ومن بين تلك المشروعات مشروع المليون ونصف المليون فدان، مشيراً إلي أنه سيتم إطلاق المرحلة الأولي للمشروع التي تشمل نصف مليون فدان في الفترة القريبة المقبلة. وأكد الرئيس علي أهمية مواصلة جهود التنمية لتصل إلي المواطنين محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية.
وقال السيسي أن الجهد المبذول في مجال التنمية حتي الآن بصراحة لم يمس المواطن البسيط محدود الدخل وأنا بقول للحكومة وبقول لنفسي ، ووجه الرئيس رسالة للشعب المصري أكد فيها أن الغد سيكون أفضل وأكثر إشراقاً، مشيراً إلي أن جميع المؤشرات تدلل علي ذلك وأنه برعاية الله سبحانه وتعالي ثم بسواعد المصريين وعملهم وصبرهم وتضحياتهم ستتمكن مصر من تحقيق التنمية المنشودة. ودعا الرئيس الشعب المصري إلي التفاؤل مؤكداً أن رسالة مصر للإنسانية هي البناء والتعمير وليس التآمر أو التخريب.
فى نفس السياق ، نقلت كافة الصحف كلمة الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي بهذه المناسبة , التى قال فيها " إن نصر أكتوبر المجيد كان رمزًا لالتفاف شعب مصر حول قواته المسلحة والتلاحم المقدس بأبنائه المدافعين عن استقرار مصر وسلامته، وسيظل هذا النصر رمزًا عظيمًا من رموز قواتنا الوطنية واضاف أن معارك السادس من أكتوبر جمعت شمل الأمة العربية، موجها التحية لقادة وشعوب الأمة العربية.
كما وجه التحية لأهل سيناء لما قام به أجدادهم وآباؤهم في حرب أكتوبر وولائهم للوطن: قائلا: "هم ضحوا وصبروا وكانوا عونا للقوات المسلحة"، ونعاهد أهل سيناء بأن تبقي القوات المسلحة دعما لهم، في ظل ما يعانون من إرهاب والذي نواجهه بقوة وحسم، وليعلم المخربون أن لمصر جيشا يحميها ، وليعلم الجميع أن مقاتلي القوات المسلحة مع أبطال الشرطة المدنية سيواجهون الإرهاب.
وأشار صدقي إلى أن العملية العسكرية الشاملة حق الشهيد التي جرت خلال الأسابيع الماضية قد حققت أهدافها في القضاء علي الإرهاب في سيناء، مؤكدا أنه لا تهاون في حماية تراب الوطن المقدس.
واحتفلت المحافظات أمس بالذكري ٤٢ لحرب أكتوبر وقام المحافظون بوضع اكاليل الزهور علي النصب التذكاري للجندي المجهول وقراءة الفاتحة علي أرواح شهداء مصر الأبرار ثم عزفت الموسيقات العسكرية سلام الشهيد والأغاني الوطنية.
وأكد رضا عبدالسلام محافظ الشرقية ان هذا يأتي وفاء للشهداء أبناء القوات المسلحة الذين لبوا نداء الواجب وقدموا أرواحهم دفاعا عن تراب وأمن الوطن واستقراره وحرص عدد كبير من أبناء محافظة الدقهلية علي التواجد بميدان ٦ أكتوبر بمدينة المنصــــورة يتقدمهم المحافظ حسام الدين إمام برفقة القيادات العسكرية والأمنية والتنفيذية للاحتفال بتلك المناسبة.
وأكد الدكتور إسماعيل طه محافظ دمــياط، أن ذكري انتصـــارات اكتوبر ٧٣ ستظل محفورة في وجــــدان الشعب المصري تعبيرا عن الإرادة ورمزا للصمود والتحدي، كما اكد المهندس ياســـر الدقي محافظ أسيوط علي الدور العظيم والتضحيات التي بذلها شهداء الحروب في إعلاء شأن الوطن مشيدا بجهود القوات المسلحة المصرية في السلم والحرب.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: