مفتي الجمهورية: الجهاد هو الجهد البشري لتحسين حياة الفرد تحت راية الدولة
كتب- محمود علي:
أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، خلال حواره المفتوح مع صناع القرار الفرنسي بمجلس الشيوخ الفرنسي بباريس، أن المتطرفين ضيقوا مفهوم الجهاد وفسروه بأنه القتل والذبح، بل وادعوا زورا وبهتانا أن هذا المفهوم المشوه هو الجهاد الذي شرعه الله، مع أن الجهاد في جوهره هو الجهد البشري الساعي إلى تحسين حياة الفرد والمجتمع والدفاع عن الأوطان تحت راية الدولة، فإحياء الناس وعمارة الأرض هو النموذج الإلهي للجهاد.
وأشار مفتي الجمهورية –بحسب بيان صحفي نقلته دار الافتاء اليوم السبت- إلى أن ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين باسم الدين، يُعد إساءة عظيمة وتشويها كبيرا للأديان جمعاء باستخدام تعاليم الدين السامية بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلي عليهم استخدام الشعارات الدينية، والذي يؤدى بدوره إلى انتشار العنف والصراعات الدينية في مناطق العالم المختلفة، تحت دعاوي الحروب الدينية
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بقضايا تجديد الخطاب الديني ويقدم الدعم الكامل للمؤسسات الدينية في مصر في سعيها لإيجاد خطاب وسطي متصل بالأصل ومرتبط بالعصر
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى في الخطاب الديني والإفتائي في الخارج تنفيذًا للاستراتيجية التي وضعتها الدار في أول هذا العام.
وأضاف أن دار الافتاء تسعى للقيام بدورها للدفاع عن الدين وإظهار الحقائق أمام الرأي العام في الخارج في ظل ما يتعرض له الإسلام من هجمات، مشيراً إلى ان هناك أيضاً أقليات إسلامية في الخارج لها قضاياها الدينية، يجب أن تقوم الدار بالإجابة عليها.
وأشار المفتي إلى أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب؛ فأنشأت منذ عام مرصدًا يتتبع فتاوى التكفير ويرد عليها، كما قامت بجولات في الخارج لتصحيح صورة الإسلام، وستعمل على زيادتها في المرحلة القادمة.
وأكد أن الحوار بين الأديان ليس ترفا فكريا كما يتوهم البعض؛ بل إنه أحد المتطلبات التي يستوجبها الوجود المعاصر، وإن الأمر شديد الأهمية بالنسبة لنا كمسلمين.
وشدد مفتي الجمهورية، أن التصرفات الهوجاء بحق الإسلام والمسلمين وعدم الرغبة في فهمهم لا تعوق فقط الجهود الرامية إلى إجراء حوار حقيقي، بل إنها تقتلها في مهدها أصلًا.
واوضح المفتي أنه لا ينبغي أن يكون الحوار بين الأديان مقصورًا على النخب الأكاديمية التخصصية فحسب؛ لأن الحوار على هذا النحو سيكون غير ذي جدوى وربما كانت له آثار عكسية، مؤكدا أن الغاية الأسمى من الحوار هي بناء جسور التفاهم بين الشعوب ذات الحضارات المختلفة، ومن ثم فلا بد من ممارسة الحوار وتطبيقه لا أن يظل حبيس الجدران في القاعات والمؤتمرات.
فيديو قد يعجبك: