وزارة الإعلام.. هل تعود ريما لعادتها القديمة ؟ (تقرير)
كتب- مصطفى المنشاوي:
ترددت أنباء في الفترة الحالية عن طرح رئيس الوزراء إبراهيم محلب، فكرة عودة منصب وزير الإعلام من جديد بعد أن تم الاستغناء عنه في تشكيل الوزراء الأخير، طبقا لما جاء في دستور 2014، جاء ذلك بعد عدد من الأزمات التي شهدها الإعلام، وخاصة واقعة اعتبارها المسئولون في الدولة هي الأولى على مر التاريخ وهي انقطاع الكهرباء عن مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" لمدة 30 دقيقة، والتي عليها تحرك جميع الجهات داخل الدولة للوقف على المتسبب في هذه الواقعة التي شهدها هذا المبنى العريق، وغيرها من الاتهامات المتبادلة بين الاعلامين على الساحة وعدم وضع ضوابط واضحه لمنظومة العمل الإعلامي.
البداية إلغاء وزارة الإعلام
في السادس عشر من يونيو العام الماضي، قال المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، إن التشكيل الجديد لحكومته لن يضم وزارة للإعلام التي سيتم إلغاؤها، وهو الأمر الذي قبل بالقبول والرفض في نفس التوقيت، وبعد عام من تنفيذ هذا القرار لجأت نفس الحكومة لطرح فكرة عودة الوزارة بعد أن شهد المشهد الإعلامي تخبط وأزمات متتالية.
وقال الإعلامي عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية السابق، إن فكرة إلغاء وزارة الإعلام في التوقيت السابق كان قرار متسرع من قبل الوزراء لأنه تم الاستغناء عن هذا المنصب دون وضع ضوابط عن كيفية إنشاء المجلس الوطني للإعلام.
وأوضح رشاد لـ"مصراوي"، أن مبنى ماسبيرو يحتاج في الوقت الحالي إلى عودة وزير للإعلام ليكون نقطة التواصل بين المبنى ومجلس الوزراء، مضيفا أن ذلك يجب أن يكون في إطار محدد ولمدة محددة قبل تولى أحد ذلك المنصب.
وأشار رئيس الإذاعة المصرية السابق، إلى أنه يجب على الوزير القادم أن يكون له دور محدد في إنشاء المجلس الوطني للإعلام، ونقابة الإعلاميين ووضع كيان للعمل الإعلامي الخاص والحكومي، خاصة أن بعض القنوات الفضائية الخاصة تعمل الآن دون رقيب- على حد وصفه.
المجلس الوطني للإعلام
من جانبه، قال الدكتور صفوت العالم - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وأحد أعضاء اللجنة التي وضعت قوانين إنشاء المجلس الوطني للإعلام منذ ما يقرب من ثلاثة شهور - إن اللجنة تقدمت بـ 3 مشروعات بقانون لإنشاء المجلس الوطني للإعلام، وذللك بحضور وزير العدالة الانتقالية ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق وعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعدد من خبراء الإعلام، لتقديمها لوزير العدل في ذلك الوقت والتي لم يتم البت فيها حتى الآن.
وأوضح العالم لـ" مصراوي"، أن فكرة عودة وزارة الإعلام في الوقت الحالي لم تكن جديدة، بل كانت تثار على استحياء، مضيفا أن التسيب الذي شهده الإعلام في الفترة الأخيرة، وتكرار الأزمات داخل مبنى ماسبيرو نتج عنه الرجوع إلى طرح فكرة منصب وزير الإعلام- على حد تعبيره.
وأشار أستاذ الإعلام، إلى أن منصب وزير الإعلام يصلح في كل الأوقات وليس له وقت محدد، مضيفا أن من يحدد ذلك القرار هو العلاقة بين النظام السياسي ومضمون ومحتوى الإعلام كي نحدد وجود وزارة إعلام أو مجلس وطني للإعلام، وجميعهم يصلح أن يقوم بنفس الدور في ظل الحالة السياسية التي تمر بها البلد.
وأكد العالم، أن قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب السابق بإلغاء وزارة الإعلام، كان يتماشى مع رغبة الرأي العام، ولم يكن قرار به رؤية محدده، مضيفًا أنه كان يجب قبل أن يتم إلغاء الوزارة وترك وزير الإعلام السابق درية شرف الدين منصبه، تحديد كيفية العمل على إنشاء المجلس الوطني وإدارة الإعلام ككل بشكل عام.
وبمحاولة مصراوي التحدث إلى آخر وزيرة إعلام قبل إلغاء الوزارة، لمعرفة رأيها في فكرة عودة الوزارة مرة أخرى، قالت درية شرف الدين، إنها لا تريد الحديث في ذلك الأمر، خاصة في هذا التوقيت.
عودة الوزارة رجوع للخلف
وفي سياق متصل، قال عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إن فكرة مناقشة الوزراء بعودة منصب وزير الإعلام مرة أخرى لم تطرح حتى الآن كما يتم تداوله من البعض، مضيفا أن وضع ماسبيرو الحالي ممتاز في كل شيء.
وأوضح رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، لـ"مصراوي"، أن الدولة إذا رأت أن عودة وزارة الإعلام دون النظر إلى إنشاء المجلس الوطني للإعلام فهذا يعد رجوع إلى الخلف- على حد وصفه.
فيديو قد يعجبك: