سحارة سرابيوم.. أول مشروع قومي ينقل مياه النيل إلى سيناء
كتب- مصطفى المنشاوي:
في مشروع لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة، بدأت الدولة في مشروع يعيد الحياة على أرض سيناء تحت مسمى "سحارة سرابيوم" ويعمل المشروع على توفير المقومات الرئيسية لعمل تنمية حقيقة ومستدامة لأبناء سيناء، سواء كانت تنمية زراعية أو صناعية أو سكنية أو اقتصادية.
وتنفيذًا لهذا المشروع، بدأت الحكومة في إنشاء قناة جديدة لنقل المياه من الضفة الغربية للقناة الجديدة إلى ضفتها الشرقية؛ لري نحو 70 : 100 ألف فدان زراعي، إذ قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، على رأسها شركة "كونكرد" للهندسة والمقاولات، ومعها عدد من الشركات الوطنية في تنفيذ المشروع الذي تم تنفيذ المرحلة الأولى منه بنجاح، ومن ثّم افتتاحة للتشغيل.
والمشروع عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتعد السحارة أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة.
ويهدف المشروع إلى إحداث تنمية حقيقة ومستدامة في سيناء، في إطار خطة الدولة للتنمية الشاملة في محور قناة السويس، وشبه جزيرة سيناء، حيث تبلغ طول سحارة سرابيوم 420 مترًا، بهدف نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء، بالإضافة إلى ووفير مياه الري والشرب لسيناء في نطاق شرق البحيرات وشرق قناة السويس، علاوة على معالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس، كما يساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديد، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات.
وتخدم السحارة من 70 إلى 100 ألف فدان، عند انتهاء المشروع بالكامل.
والسحارة تتكون من 4 بيارات ضخمة لاستقبال ودفع المياه حيث يبلغ عمق البيارة الواحدة 60 مترًا، ويبلغ قطر السحارة الداخلي ما يقرب من 20 مترًا، مع 4 أنفاق أفقية طول النفق الواحد 420 مترًا محفورة تحت القناة الجديدة، ويبلغ قطر النفق الواحد يبلغ 4 أمتار، وعمقه 60 مترًا تحت منسوب سطح المياه، وأسفل قاع القناة الجديدة بعمق 16 مترًا تحسباً لأي توسعة أو تعميق مستقبلاً.
طول النفق يبلغ 420 مترًا لنقل مياه نهر النيل من ترعة الإسماعيلية كمصدر رئيسى لتبدأ رحلتها من غرب القناة القديمة بترعة السويس، وتمتد بطول سحارة سرابيوم تحت القناة القديمة لتعبر الجزيرة "تجمع بين القناتين القديمة والحديثة" وتمر بسحارة سرابيوم الجديدة لتصل إلى شرق القناة الجديدة ناحية ترعة الشيخ زايد جنوبًا و ترعة التوسع شمالًا.
وقال المهندس أحمد سعد زغلول، مدير قطاع سحارات سرابيوم والمحسمة، في شركة كونكرد للهندسة والمقاولات، إن الهدف من مشروع "سحارة سربيوم"، هو نقل المياه من غرب القناة الجديدة إلي شرق القناة الجديدة، حيث يهدف المشروع إلي تمرير مليون و 400 ألف متر مكعب من المياه يوميا.
وأوضح لمصراوي، الثلاثاء، أنه بالفعل تم تمرير 700 ألف متر مكعب من المياه، وذلك في المرحلة الأولى التي تم افتتاحها في 4 أبريل 2016، موضحًا أن المرحلة الثانية من سحارة سرابيوم ستروي نحو70 ألف فدان وقد تصل إلى 100 الف فدان.
وكشف أن "مدة المشروع عامان، وتم مرور المياه فيها في 6 أغسطس 2016، وبالفعل تم الانتهاء من "بيارتين" تم تنفيذهم بالفعل والمياه "تسير" فيها.
والمشروع عبارة عن 4 بيارات القطر الداخلي 18.5 والخارجي 24 متر، ويبلغ عمقها تحت الأرض 120متر، بمكان خاص به تم استيراده من المانيا ويعمل عليها مصريين، مؤكدًا أن المشروع لم ينفذ قبل ذلك في منطقة الشرق الأوسط بهذا العمق، كاشفا أن الخبراء الأجانب كانوا موجودين فقط لتعليم المختصين المصريين على المعدات التي موجودة في موقع العمل نظرا لحداثتها.
وكشف أن هناك 600 عامل وفني ومختص ومهندس يعملون بصفة مباشرة، وهناك المئات من المصريين عملوا في المشروع علي فترات متفاوتة، كاشفا أن هناك 3 شركات يعملون في المشروع، وهي شركة "كونكورد" وهي الشركة الرئيسة، ويعاونها شرطة "باور ايجيبت"، وشركة "ريلانس للخرسانة الجاهزة"، بالإضافة إلى 26 شركة مقاولات صغيرة.
وأكد علي أن المشروع شهد تسهيلات كبيرة جدًا من قبل القوات المسلحة في عملية النقل والتأمين، وتذليل العقبات كافة، من أجل سرعة تنفيذ المشروع، موضحًا أن تنفيذ مشروع "سحارة سرابيوم" هو ملحمة كبرى.
أعمق بيارات في الشرق الأوسط
في ذات السياق، قال المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع ساحرة سرابيوم والمحسمة، أن البيارات التي تنفذ حاليا، هي أعمق بيارات تنفذ بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الماكينات التي تستخدم في المشروع صممت خصيصًا للمشروع لتحمل التربة وضغطها.
وأكد على أن هناك معايير توضع للعمالة والفنين والمختصين للعمل في المشاريع الكبرى، كاشفًا أن المشروع استقبل المئات من العمال والمختصين من أجل العمل، والذين أثبتوا جدارتهم في تحمل المسئولية والعمل من أجل تنمية مصر، مشددًا على أن المشروع هو الناقل الحقيقي للتنمية في سيناء.
وقال إن خزان الطوارئ، الذي تم تنفيذه، تم في 21 يوم، والهدف من تنفيذه ليكون بديلًا لمواجهة حفر قناة السويس الجديدة، لكي يصل المياه إلى الضفة الأخرى للقناة، حتى يتم الانتهاء من مشروع "سحارة سرابيوم".
من جهته قال، المهندس محمد عبد الحميد، مدير مشروعات سرابيوم في وزارة الري والموارد والمائية، إن جميع العاملين في المشروع وضعوا "نجاح المشروع" أمام أعينهم، مؤكدًا أن هناك العديد من الشركات العالمية والمحلية، رفضت العمل في المشروع، نتيجة الصعوبات التي واجهت المشروع من تربة وأشياء أخري، لكن الشركات الوطنية قررت التحدي والعمل في المشروع.
وأكد أن بعض المعدات الهامة، التي تعمل في الموقع، تم نقلها من الدول المصنعة، في غضون أيام حيث كان مخطط لها أن تصل في شهور، مؤكدًا أن المشروع كان يواجه بعض الصعوبات، لكن الجميع أتفق على مواجهة التحديات، والتي تم التغلب عليها، إذ بدأت بشائر الخير على أهالي سيناء الذين شعروا بالفرق الكبير.
خرسانة المشروع
قال المهندس هاني إبراهيم مدير شركة "ريلانس للخرسانة الجاهزة"، أن الشركة تنفذ مشاريع كبُرى في مصر، كمشاريع أنفاق الإسماعيلية الجديدة، وشرق التفريعة ببورسعيد، وسحارة سرابيوم، مؤكدًا أن الخرسانة التي العمل بها من نوع خاص، لها خط إنتاج خاص في "عتاقة" بالسويس، ويتم إضافة بعض المواد التي تتفق مع التربة والطبيعة، موضحًا أن الأسمنت المستخدم في المشروع مقاوم للكبرياتات، وبموصفات قياسية خاصة.
سحارة المحسمة
المشروع عبارة عن أربع بيارات، يتم تعديتهم أسفل القناتين، علي عمق 60 متر، تحت الأرض، عن طريق نفقين، يتم أخذ مليون متر مكعب من مياه الصرف الزراعي، كان يتم تصريفهم في قناة السويس، لكي يتم معالجتهم معالجة ثلاثية في محطة مياه المعالجة على بعد 13 كيلو متر من مشروع سحارة المحسمة، كاشفا أن المشروع سينتهي في منتصف 2018.
وأضاف المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع ساحرة سرابيوم والمحسمة، بأنه سيتم زراعة 70 ألف فدان عن طريق السحارة الجديدة، بعد معالجتها معالجة ثلاثية، مؤكدًا أن اختيار محطة المحسمة، اختيار استراتيجي، لأن المنطقة التي أمامه هي منطقة "مستوية" وسيتم تنفيذ "صوب زراعية" في الجهة الأخرى، لزيادة الرقعة الزراعية في مصر ولزيادة مقومات الاستثمار.
وقال المهندس شريف كامل، رئيس الإدارة المركزية لسحارة المحسمة، التابعة الهيئة العامة لمشروعات الصرف، بوزارة الموارد المائية والري، إن المياه التي كانت في مصرف المحسمة تبلغ يوميا مليون و700ألف كيلو متر مكعب، يتم الاستفادة من 700 ألف متر مكعب من المياه، عن طريق دخول مساحة المياه إلى محطات المعالجة، ويتم هدر مليون متر مكعب من مياه المصرف في بحيرة التمساح.
وأضاف أن سيتم تحويل المليون متر مكعب من المياه إلي سحارة المحسمة، ونقلها إلى الجهة الأخرى من القناة، كما سيتم إنشاء محطات رفع في الاتجاهين، بالإضافة إلى إنشاء محطة معالجة ثلاثية جديدة، لمعاجلة المياه التي كانت تهدر في بحرية التمساح.
ويتزامن المشروع مع العديد من الجهود التي تبذلها القوات المسلحة وباقي أجهزة ومؤسسات الدولة لإعادة الأمن والاستقرار وتوفير المقومات والمناخ الملائم لتنمية وتعمير سيناء، فضلًا عن إقامة العديد من المدارس والتجمعات السكانية ومحطات تحلية المياة وشبكات من الطرق والمحاور الطولية والعرضية وذلك لخدمة أبناء سيناء.
وقال المسؤولون إن ذلك يأتي ايماناً من الدولة بأن الدفاع عن الوطن وتأمينة من الإرهاب والتطرف يمتد ليشمل توجيه الجهود والطاقات لتحقيق التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر وخاصة في سيناء ورد الجميل لأبنائها الذين قدموا العديد من ملاحم البطولة والتضحية جيلا بعد جيل لحماية أمن مصر القومي .
فيديو قد يعجبك: