إعلان

الرئاسة: مباحثات السيسي ونزارباييف تناولت التعاون الاقتصادي والطاقة النووية

06:57 م الجمعة 26 فبراير 2016

الرئيس السيسي مع رئيس كازاخستان نور سلطان نزاربايي

 

أستانا - (أ ش أ):

صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي استهل زيارته إلى كازاخستان، اليوم الجمعة، بالتوجه إلى القصر الرئاسي، حيث كان في استقباله الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف، كما تم عزف السلامين الوطنيين للبلدين.

وأكد السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي عقد لقاء ثنائياً مع الرئيس نزارباييف بحضور عدد محدود من الوزراء في البلدين استمر لأكثر من ساعة، أعقبته جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.

وأضاف أن نزارباييف رحب بالرئيس السيسي في أول زيارة له إلى كازاخستان وكذا لمنطقة وسط آسيا، منوها إلى أن هذه الزيارة تتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال كازاخستان، كما أعرب الرئيس الكازاخي عن تقدير بلاده واعتزازها بعلاقاتها مع مصر، التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بكازاخستان فور استقلالها عام 1991. 

وأكد الرئيس نزارباييف، حرص بلاده على تنمية علاقاتها مع مصر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، مشيدًا بالجهود التي تبذلها مصر وبحكمة ودور القيادة السياسية من أجل دعم أمن واستقرار مصر، التي تُعد بمثابة دعامة رئيسية لمنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن دورها الريادي في العالمين العربي الإسلامي. 

وأشاد الرئيس الكازاخي بخطاب الرئيس السيسي أمام مجلس النواب المصري، كما أنه تابع إطلاق مصر لاستراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" والتي تعكس جهود الدولة المصرية لدفع عملية التنمية الشاملة، فضلا عما تشهده مصر من جهود جارية للارتقاء بمستوى معيشة المواطنين وتحسين جودة الحياة في مصر، كما أشاد نزارباييف بالانجازات التي نجحت مصر فى تحقيقها خلال فترة وجيزة.

وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي وجه الشكر للرئيس نزارباييف على دعوته لزيارة كازاخستان، مؤكدا حرصه على تلبيتها باعتبار كازاخستان من الدول الصديقة التي تعتز بها مصر كثيرًا، وتحرص على تنمية علاقاتها معها على جميع الأصعدة، ووجه الرئيس التهنئة لنظيره الكازاخي بمناسبة مرور 25 عاما على استقلال كازاخستان، مشيدا بما حققته من نمو اقتصادي وإنجازات على مختلف الأصعدة، كما أعرب عن تقدير مصر لمواقف كازاخستان الداعمة للإرادة الحرة للشعب المصري، وتفهمها لحقيقة الأوضاع التي جرت في مصر.

واستعرض السيسي مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر على مدار السنوات القليلة الماضية، حيث أوضح الرئيس أن الشعب المصري استطاع أن يصوب مسار ثورته وأن يحافظ على هويته الوطنية المعتدلة في مواجهة دعاوى الغُلو والتطرف، وتوافقت القوى الوطنية المصرية على خارطة المستقبل التي تم استكمال كافة استحقاقاتها بتشكيل مجلس النواب الجديد.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول استعراض مختلف مجالات التعاون بين البلدين، حيث أعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر لدعم وتأييد كازاخستان لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، بهدف تعزيز التعاون في مختلف المجالات في الفترة القادمة، تمهيدا لتفعيل تلك الاتفاقية عقب التوقيع عليها، كما أعرب عن التطلع للاستفادة من تجربة كازاخستان في إنشاء العاصمة الجديدة أستانا، وذلك في ضوء الجهود المصرية الجارية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وفقا لأعلى المعايير العالمية.

كما بحث الرئيسان إمكانية إقامة عدد من المشاريع الزراعية المشتركة، وخاصة في مجال الغلال، حيث رحب الرئيس السيسي بمقترحات تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن الغذائي على ضوء قرار مصر بالانضمام لمنظمة الأمن الغذائي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تم اقتراح إنشائها بمبادرة من الرئيس نزارباييف. 

وأعرب الرئيس السيسي عن تطلع مصر لزيادة ومضاعفة أعداد السياح الوافدين من كازاخستان، ورحب بتسيير خط طيران مباشر بين أستانا وشرم الشيخ اعتبارا من شهر مارس المقبل.

من جانبه، أكد الرئيس الكازاخي على اهتمام بلاده بمصر كمقصد سياحي كبير، نظرا لما تتمتع به من حضارة عظيمة ومناخ معتدل، فضلا عما تزخر به من تراث أثري عظيم، مؤكدا تشجيعه لمواطنيه على السفر إلى مصر.

كما أكد الرئيسان على أهمية التعاون في مجال تجارة الترانزيت، مؤكدين على إمكانية التكامل بين مشروع "الطريق المضيء" الذي أطلقه الرئيس الكازاخي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبين مشروع التنمية في منطقة قناة السويس، وذلك في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد الذي يدعمه البلدان ويساهمان فيه.

وأوضح السفير علاء يوسف، أن الرئيس الكازاخي أشاد خلال اللقاء بصناعة الدواء المصرية، منوها إلى أن هناك 40 دواءً مصرياً مسجلا في كازاخستان، ومعربا عن تطلع بلاده لإنشاء شركات مشتركة مع مصر في مجال تصنيع الأدوية، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس السيسي.

كما تطرقت المباحثات إلى موضوعات التعاون في مجال الفضاء، لا سيما أن مصر أطلقت أول قمر صناعي لها من كازاخستان، بالإضافة إلى سبل التعاون بين البلدين في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، وأكد الرئيسان على أهمية مواصلة الجهود الدولية والتعاون فيما بين البلدين من أجل إنشاء مناطق خالية من السلاح النووي.

وتوافق الرئيسان كذلك على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المحافل الدولية، ومواصلة الجهود من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال التعريف بصحيح الدين الإسلامي وقيمه السمحة النبيلة التي تحض على التسامح والرحمة، والتعارف وقبول الآخر.

وفي هذا الصدد، أشار الرئيس السيسي إلى الجهود المقدرة التي يقوم بها الأزهر الشريف باعتباره منارة للفكر الوسطي المعتدل، كما رحب بمبادرة الرئيس نزارباييف لعقد مؤتمر" الأديان ضد الإرهاب" الذي تستضيفه كازاخستان العام الجاري باِعتباره خطوة هامة لتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات.

وفي سياق متصل، نوّه الرئيسان إلى دور الجامعة المصرية الكازاخية للثقافة الإسلامية في تخريج أئمة وعلماء ينشرون مناهج الفكر الإسلامي المستنير بوسط آسيا، وأشاد الرئيس الكازاخي بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف والجامعات المصرية في تعليم أبناء كازاخستان في مصر.

وأشار السفير علاء يوسف، إلى أن المباحثات أكدت تقارب رؤى البلدين تجاه عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط من واقع اتساق مواقفهما الداعمة لجهود إحلال السلام والاستقرار حول العالم، ولاسيما التوصل إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية الراهنة، بما يحفظ وحدة الدول وسيادتها على أراضيها ويصون مقدرات شعوبها ويضع حدا لتدهور الأوضاع الإنسانية الذي تشهده بعض دول المنطقة، فضلا عن أهمية تعزيز جهود المجتمع الدولي لوقف إمدادات المال والسلاح للتنظيمات الإرهابية.

وفي ختام المباحثات، وجَّه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس نزارباييف لزيارة مصر خلال عام 2017 بمناسبة مرور 25 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما رحب به الرئيس الكازاخي ووعد بتلبية الدعوة في ضوء المكانة التي تحظى بها مصر لدى كازاخستان وشعبها.

 

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان