خبير آثار يرصد عناصر الثقافة اليابانية وسر تفوقها
القاهرة- (أ ش أ):
صد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار عناصر الثقافة اليابانية من خلال عمله مرافقا لأعمال البعثة اليابانية بطور سيناء لعدة مواسم، مؤكدا أن الثقافة اليابانية قائمة على الاحترام والنظام وتقديس العمل.
وقال ريحان - فى تصريح له اليوم الثلاثاء - إن "الحياة اليومية لأفراد البعثة اليابانية التى كانت تعمل بمناطق طور سيناء تبدأ بالاستيقاظ فى الخامسة صباحا، ويبدأ العمل فى السادسة صباحا وينتهى فى الثامنة مساء"، لافتا إلي أنه يعمل مع اليابانيين مجموعة من العمال المدربين على أعمال الحفر بشكل جيد يطلق عليهم "عمال فنيون" يقومون بأعمال الحفر يعاونهم مجموعة من العمال لنقل الرديم المستخرج من الحفر للموقع الخاص به، وأغلب هؤلاء العمال من قرية قوص بقنا لخبرتهم الطويلة فى العمل الأثرى.
وأضاف أن اليابانيين يحترمون النظام والقيادة ولا يتم إجراء أى عمل إلا باجتماع أعضاء البعثة يوميا لمناقشة ما تم كشفه ووضع خطة اليوم التالي، وبعد المشورة لا يتم إلا ما يوافق عليه رئيس البعثة نفسه الدكتور كاواتوكوا الذى يحترمه الجميع، كما أن احترام العامل جزء أساسي من الطبيعة اليابانية، ومن الممكن أن يتوقف العمل بالكامل لو مرض أحد العمال.
وأشار إلي أن اليابانيين يحترمون قيمة العمل حيث أرسل رئيس البعثة رئيس العمال إلى اليابان ليلقى محاضرة عن أعمال الحفر، كما أنه لايحدث أى ظلم فى أجور العمال، مؤكدا أن الالتزام بدقة المواعيد عند اليابانيين هو العامل الرئيسى فى العمل، خاصة وأن لكل عامل مهمة محددة وموقع معين يوميا يجب أن ينجزه وفقا للخطة الموضوعة له.
وأكد ريحان أن عمل البعثة اليابانية بطور سيناء يعتبر مدرسة علمية لحفائر الآثار تتوفر فيها شروط بعثة الآثار المتكاملة التي تضم الأثري، والمهندس المعماري المتخصص في الآثار لرفع الموقع، وأخصائي الترميم لترميم الأثر فور استخراجه وحفظه بالطريقة العلمية، وعامل الحفائر الفني صاحب الخبرة الطويلة لاستخراج الأثر دون تدميره ، مشيرا الى أن اليابانيين كانوا سباقين بالعمل الأثري في سيناء منذ استردادها، حيث بدأت بعثة الآثار اليابانية برئاسة الدكتور مؤتسو كاواتوكو التابعة لجامعة (واسيدا) اليابانية بالعمل في طور سيناء منذ عام 1985 بعد استرداد سيناء بثلاثة أعوام وقامت البعثة بالعمل في البداية بمنطقة تل الكيلاني تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.
وتابع أن "مبنى البعثة بطور سيناء معروف للجميع بشكله المعمارى المسقوف بمجموعة من القباب وقبل الدخول للاستراحة يفرض على الجميع سواء يابانيين أو مصريين أو ضيوف بخلع الحذاء ووضعه فى مكان معين واستبداله بحذاء خفيف يتجول به داخل الاستراحة كنوع من احترام المكان والمحافظة على نظافته وعند خروجه يحدث العكس، ولا يستعمل اليابانيون المبيدات الحشرية نهائيا بل يقومون باصطياد الذباب الذى يزعجهم فى الاستراحة عن طريق مضارب بلاستيك خفيفة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: