خبير آثار يطالب بتأصيل الهويات الثقافية للشعوب والتواصل بينها دوليا
القاهرة - (أ ش أ)
طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بمعالجة مشكلات التراث بحلول غير تقليدية من منطلق التفكير خارج الصندوق بعد فشل كل الجهود الدولية لحماية التراث الذي ينهب كل يوم وتباع مقتنيات الشعوب التراثية في كبرى المزادات العلنية تحت أعين كل المنظمات الدولية ومخالفة القوانين الدولية واتفاقيات منظمة اليونسكو الخاصة بحماية التراث أثناء النزاع المسلح مع عدم وجود آلية دولية لتطبيق هذه القوانين وتقف الحدود السياسية مانعاً من حماية التراث.
وأكد ريحان ـ في تصريح له اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتراث الذي يوافق 18 أبريل من كل عام ـ أن تعزيز الهويات الثقافية التى تتميز بها كل دولة من عمارة وفنون تراثية وحرف تقليدية وفنون شعبية وتحقيق التواصل الشعبى مع شعوب العالم المختلفة هو أكبر سلاح لمواجهة التطرف والجهل واللذين يؤديان إلى تدمير الآثار أو سرقتها لتباع في المزادات العلنية.
كما أكد أن مصر تتميز بهويات ثقافية متعددة تتمثل في الفنون السينمائية، وفنون مطروح والوادى الجديد التي تمثل ثقافة البادية في منتجات متميزة مرتبطة بالبيئة قائمة على النسيج اليدوى والبيت البدوي"بيت الشعر"، والخيمة البدوية، وصناعة الكليم ومنتجات غذائية مرتبطة بالبيئة والعادات والتقاليد الخاصة بنظام الزواج والقضاء العرفى والموسيقى والشعر وسباق الجمال والفنون النوبية متمثلة فى البيت النوبى والمنتجات المتميزة من الحلي والإكسسورات المختلفة ورسم الحنة والمنتجات المصنّعة من الخوص والموسيقى والغناء والرقص النوبى الشهير دولياً وكذلك الفنون الساحلية بمدن القناة والآلات الموسيقية المرتبطة بها كالسمسمية.
وبين أن مصر تتميز بفنون ارتبطت بالموالد الإسلامية، والمسيحية، وارتباطها بثقافات معينة من منتجات، وعادات متأصلة في الوجدان المصري مرتبطة بأولياء الله الصالحين ورحلة العائلة المقدسة والقديسين ومولد السيدة العذراء، موضحا أن تعزيز هذه الثقافات هو نشر لثقافة السلام، وذلك بعقد مهرجانات لها وتسويق منتجاتهم محلياً ودولياً، وفتح المجال للتواصل الثقافي من خلال هذا التراث المتفرد مع بقية شعوب العالم وعقد مهرجانات وزيارات متبادلة وتعزيز دور المجتمع المدني لتحقيق هذا التواصل للتعرف على الفنون التراثية وأشكالها متقاربة بين الشعوب في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وأوضح أن التواصل الثقافي يتحقق أيضاً بتبادل الخبرات في هذا المجال المتمثل في أعمال التنقيب الأثري، والترميم، والصيانة، والتوثيق والتسجيل للتراث الإنسانى والتدريس للفنون الشعبية، والموسيقى، وعقد ورش عمل للأطفال لتعلم الحرف، والفنون التراثية بل، وتدريس هذه الفنون الشعبية وعودة مادة الموسيقى بالمدارس وتدريس مادة تراث إنساني فى المراحل المختلفة لتعزيز قيمة الهوية والانتماء من خلال إحياء هذه الفنون والصناعات حيث إن معظمها في طريقها للاندثار.
وبين أن هذا التواصل سيخلق دبلوماسية شعبية تتخطى الحدود السياسية، وتتجاوز العلاقات الرسمية بين الدول التي تحكمها المصالح الاقتصادية بالدرجة الأولى، ولكن الدبلوماسية الشعبية تحكمها الروابط الإنسانية والتى لن تنقطع أبداً بين الشعوب وهى التى ستسهم في نشر ثقافة السلام ونبذ الإرهاب وإشراك الشعوب نفسها فى حماية الآثار والتراث.
وأضاف" إن الدبلوماسية الشعبية هي أكبر تسويق سياحي في العالم لكسر حواجز وضع العراقيل السياحية بين الشعوب، وقد تقدم مئات المواطنيين البريطانيين منذ أسابيع، ووقعوا على عريضة على موقع البرلمان البريطاني تطالب الحكومة برفع الحظر المفروض على الرحلات البريطانية إلى شرم الشيخ، واستعدادهم للسفر والحجز إليها لقضاء الأجازات".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: