خبراء "التخطيط القومي": شبكات التواصل الاجتماعي لها دورًا فى نشر الوعي
القاهرة - (أ ش أ):
أكد خبراء معهد التخطيط القومي، أهمية شبكات التواصل الاجتماعي في تكوين المجتمع المصري وخاصة في الفئة الشبابية، وطالبوا بضرورة استغلال صانع القرار لتلك الشبكات فى نشر الوعي والتنمية.
وقال الدكتور فريد عبدالعال مدير مركز التنمية الإقليمية بمعهد التخطيط القومي خلال الندوة التي عقدها معهد التخطيط القومي، إنه اقتصر استخدم الشباب لشبكات التواصل الاجتماعى مع بداية ظهورها، على الجوانب الاجتماعية، ثم تطور استخدام هذه الشبكات إلى تبادل وجهات النظر، ثم المطالبة بتحسين إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن هنا تشكلت حركات الرفض الشبابية التي انتظمت في تونس مروراً بمصر واليمن وليبيا والبحرين والأردن، كما قام كبار الشخصيات باستخدام هذه الوسائل الجديدة واقتطعوا وقتاً كبيرا لصالحها، إيماناً منهم بأنها البوابة الحقيقة والجادة للتواصل وسماع الناس والمواطنين.
وأضاف عبدالعال أنه تم إعداد استبيان للتعرف على مدى استخدام وتأثير تلك الشبكات على المجتمع وأكد 68% من المستخدمين على تفاعله مع شبكات التواصل الاجتماعى.
وتشير نتائج الاستبيان عن متوسط ساعات استخدامهم للانترنت إلى أن 11% منهم يستخدمون الانترنت لفترة يزيد متوسطها اليومى عن (6) ساعات، و16% منهم يستخدمون الانترنت لفترة متوسطها اليومى ما بين (2 - 6) ساعات، فى الوقت الذى أشار أكثر من نصف حجم العينة (52%) إلى أن استخدامهم للإنترنت غير محدد، فيما أشار 68% من حجم العينة أنه يفضل شبكات التواصل الاجتماعي Facebook -Twitter، والمواقع الترفيهية).
بينما يفضل (26%) من حجم العينة البحث على محرك البحث "Google" ويفضل (2%) فقط من حجم العينة موقع الألعاب friv،
وأشار 62.1% إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي لها تأثيرا سلبيا على الشباب، خاصة الطلبة من استخدام الفيسبوك وتمثلت أهم هذه التأثيرات فى مشاهدة صور غير أخلاقية والتعرف على أصدقاء سوء وضياع وقت المذاكرة ومشاهدة فيديوهات غير أخلاقية وإقامة علاقات مشبوهة تفسد أخلاقهم بشكل كبير.
وحول أهم مجالات التأثير السياسى لشبكات التواصل الاجتماعى كشف عبدالعال، عن أن الاستبيان أشار إلى أن 40 % أنها أداة هامة في تكوين النفوذ السياسي وعملية الاستقطاب، 42% تستخدم في الترويج للتوجهات السياسية بشكل غير مباشر، 52% أثرت في اتخاذ بعض القرارات الحاسمة، 61% أصبحت منبرا للحوار السياسي للنخبة السياسية والجمهور، و64% لعبت دورا فعالا في بعض القضايا السياسية، 65% تعد عامل من عوامل قيام ونجاح ثورات الربيع العربي، 65% ساعدت في تكوين الوعي السياسي لدي المواطن المصري، 72% تعد منبرا للأحزاب السياسية لنشر توجهاتها وأهدافها وأفكارها، 72% ساهمت في التواصل والتجمع والتحريض وبث الأفكار الثورية وفضح الأنظمة الدكتاتورية.
وفيما يتعلق بمساهمة شبكات التواصل الاجتماعى فى الانفتاح على العالم الخارجى (الايجابيات والسلبيات)، أيد 73% من المبحوثين أن شبكات التواصل الاجتماعى ساهمت في الانفتاح على العالم الخارجى، حيث أكد (46%) منهم إلى أن هذا الانفتاح كان إيجابيا، بينما أشار 38% منهم أنه كان سلبيا، ولم يستطع (16%) منهم تحديد طبيعة الانفتاح إيجابيا كان أم سلبياً.
أما الجوانب السلبية للانفتاح على العالم الخارجى فيري 6% أن الانفتاح تضمن الكثير من الكذب"، وتقليد الغرب في كل شئ من عادات سيئة، والانفتاح على العالم الخارجى يؤدى إلى التدخل في شئون كثير من الدول وأشار إلى ذلك (1.2%) ممن استجابوا من المبحوثين لتحديد شكل الانفتاح.
وحول تأثير شبكات التواصل الاجتماعى على المجتمع والأسرة، يري 72% أنها ساهمت في المعرفة والتعلم، و61% أتاحت للآباء التعرف على أفكار الأبناء، 59% وسيلة للتسلية والترفيه، 50% أوجدت حياة أخري افتراضية، 44% عمقت الأحساس بالعزلة عن الواقع، 40% وسيلة للهروب من المشاكل، 39% قامت بتوسيع الفجوة بين الأباء والأبناء، 36% أسهمت في انحدار مستوي الخلاق والقيم السلوكية، 31% أدت إلى تهميش مفاهيم الهوية والانتماء والثقافة العربية.
وقال عبدالعال استطاع الإعلام الإلكتروني أن يفرض واقعاً مختلفاً، فهو يعد وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الإعلام، من خلال قوالب إعلامية متنوعة ومتعددة بما لا يمكن حصره أو التنبؤ بإمكانياته، فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني، إعلام المستقبل، والعالم أجمع يتجة اليوم بشكل عام نحو الانترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة، منوها إلى أنه تم استطلاع رأي المبحوثين حول الأدوار الإعلامية لشبكات التواصل الاجتماعى حيث أشار 55% أنها ساعدت في تكوين اتجاهات إعلامية إزاء بعض القضايا، 64% أوجدت نوع من المنافسة في وصول المنظومة، 70% تعد مركز للتسويق والترويج، 70% تعمل على رفع درجة الوعي الشعبي، و83% ساعدت في ظهور صحافة المواطن.
وأضاف الدكتور فريد عبدالعال أنه تم تصميم استمارة استبيان لاستطلاع رأى عينة عمدية من الشباب ممن يستخدمون الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من الشباب (طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية)، بهدف التعرف على التأثير الإيجابى والسلبى لشبكات التواصل الاجتماعي على الشباب فى 7 محافظات (الإسكندرية، كفر الشيخ، المنوفية، القليوبية، الشرقية، الفيوم، أسيوط).
وكشفت الدكتورة سلمي هلال أستاذ بمعهد التخطيط القومي إلى ضرورة الاستغلال الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي وأن يتم استغلالها في أحداث التنمية بالمحليات نظرا إلى كونها أداة سهلة الوصول للتعرف على ما تحتاج إلية المناطق المختلفة في القرى والنجوع والأقاليم البعيدة عن القاهرة، وهذا يساهم في إشراك المجتمع وخاصة الشباب في عملية تحديد الأولويات والنهوض بالمجتمعات التي يعشون فيها.
وأوضحت سعاد الديب رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، أنه يوجد انعدام للثقة بين الحكومة والمواطنين وهذا موروث قديم لم يظهر خلال الفترة الحالية، منوهه إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي يمكنها أن تساعهم في عملية إعادة الثقة بين المجتمع وصانع القرار من خلال تبني الأخيرة لأفكار تتشارك فيها مع الشعب على أن تنفذها كما يري المواطنين من خلال القرار السليم الذي يراه المواطنين، مشيرة إلى أنه يوجد انفصام بين القرار المتخذ من قبل الحكومة وبما يحتاج الية المواطنين.
وكشفت نهال القويسني "بالبنك الدولي" عن أن فكرة تقيد أو إلغاء شبكات التواصل الاجتماعي إجراء أضراره كبيرة ولن يكون له أي مردود إيجابي.
وقالت إنه من خلال العمل في البنك الدولي كان يوجد حاله من امتلاك المعلومات والبيانات وعدم اتاحتها للمواطنين، ولكن قام البنك بالتعديل من تلك الإجراءات، وقام بإتاحة كل ما يمتلكه من بيانات ومعلومات حول البلدان للجميع.
وأشارت إلى أن استخدام كم المعلومات المطروح على الشبكة العنكبوتية يمكن أن يحدث طفرة كبيرة في الوضع في مصر، منوها إلى أهمية أن يتم استخدام شغف ومعرفة الشباب والأطفال بالتكنولوجيا في استخدامها في النظم التعليمية ويوجد دول عديدة قامت بذلك .
وقالت الدكتورة عزيزة عبدالرازق منسق اللقاءات العلمية بمعهد التخطيط القومي ورئيس الندوة، إن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت أسرع في نقل المعلومة مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى ولذا لا يجب إغفالها أو تحجيمها من قبل صانع القرار وعليه استغلال تلك المواقع في استعاده الثقة بينه وبين المواطنين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: