ننشر نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفرنسي
القاهرة- (مصراوي):
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤتمرًا صحفيًا، الثلاثاء، مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بباريس.
وجاء نص كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر كالتالي:
فخامة الرئيس/ إيمانويل ماكرون.. رئيس الجمهورية الفرنسية.
يطيب لي في البداية أن أعرب لكم عن خالص التقدير والشكر على حسن الاستقبال الذي لقيناه منذ وصولنا إلى بلدكم الصديق، والذي تربطنا به علاقات تاريخية ممتدة وشراكة قوية في شتى المجالات، وهو ما يعكس حالة الزخم التي تشهدها علاقاتنا الثنائية، والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
السيدات والسادة،
لقد تباحثت اليوم مع فخامة الرئيس "ماكرون" حول سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية، حيث اتفقنا على تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية لبلدينا. ولقد أكَدَّتْ محادثاتُنا اليوم الأساسَ القوي الذي نستند إليه في العمل على مواصلة الارتقاء بشتى مجالات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا.
لقد حظيت العلاقات الثنائية فى شقها الاقتصادي بأولوية كبرى خلال مباحثاتنا اليوم، حيث استعرضت مع الرئيس "ماكرون" ما تم تنفيذه من خطوات في برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري، وما حققه من نتائج إيجابية في استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة في الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجاً، فضلاً عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية، خاصة في إطار المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر وتحظى باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية. كما شهدنا مراسم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا، بقيمة تبلغ حوالي 400 مليون يورو، فى مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه، البحرية والبرية ومترو الأنفاق.
وأود أن أشير أيضاً إلى أن الملف الثقافى والتعاون في المجالات السياحية والتعليمية كان حاضراً في محادثاتنا اليوم، حيث اتفقنا على إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بيننا، خاصة في ضوء الاهتمام الفرنسي الكبير، الذي نُقدّره ونعتز به، بالحضارة المصرية بمختلف مراحلها التاريخية، لاسيما الفرعونية، فضلاً عن تزامن هذا العام مع الذكرى 150 لافتتاح قناة السويس، والتي تحظى تنمية محورها بأهمية كبرى في خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحي للقناة عام 2015 ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجستية المتكاملة في الشرق الأوسط.
السادة الحضور،
لقد تناقشت اليوم مع الرئيس "ماكرون" حول سبل مكافحة الإرهاب الآثم الذي عانت مصر وفرنسا من شروره، وأصبح يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، ويعد التحدي الأكبر لجهودنا في تحقيق التنمية، حيث أكدنا على ضرورة تضافر الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة أوجه القصور فى مكافحة تلك الظاهرة.
وتناولنا أيضاً تطورات الأوضاع في ليبيا والتي يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين، في ظل تأثيره المباشر على الأمن القومي المصري والفرنسي ومنطقة البحر المتوسط. كما تناولنا الجهود المصرية الناجحة في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام، وكذا تطورات الأوضاع في سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية، وتبادلنا الرؤى حول سبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي عقب توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين فى يوليو الماضي.
فخامة الرئيس،
إنني لعلى ثقة في أن لقاءنا اليوم سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين بلدينا، كما أؤكد لكم حرصنا على الاستمرار في التنسيق والتشاور من أجل متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وترجمته على أرض الواقع، بما يساهم في تطوير علاقاتنا المشتركة على كافة الأصعدة.
وفى الختام، يطيب لى أن أجدد لكم، فخامة الرئيس، الدعوة لزيارة مصر في أقرب فرصة لمواصلة التنسيق المشترك، بما يسهم فى تحقيق ما نصبو إليه من تطوير مجالات التعاون المختلفة ويحقق مصالح الشعبين الصديقين.
شكرا لكم فخامة الرئيس
فيديو قد يعجبك: