رئيس أكاديمية البحث العلمي: إعلاء ثقافة العلم يحمي الأجيال الجديدة من التطرف
القاهرة- أ ش أ:
أكد رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا الدكتور محمود صقر، أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف فى مصر التى أطلقها اليوم مجلس البحوث الاجتماعية والإنسانية والسكان بالأكاديمية تساهم فى تحقيق المتطلبات الأساسية لاستراتيجية مصر 2030.
وأكد رئيس الأكاديمية فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، أن رؤية الاستراتيجية تنطلق من الحاجة إلى بناء تيار حداثي جديد يعلي من قيم التقدم ويدعم قيم التسامح وقبول الاختلاف والمواطنة والعدل والمساواة والحرية والمشاركة الاجتماعية والسياسية وينبذ العنف والتطرف بكل صوره ، مشيرا إلى أن إعلاء ثقافة العلم يحمي الأجيال الجديدة من التطرف.
ومن جانبه قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة القاهرة ومقرر المجلس والباحث الرئيسي للاستراتيجية أحمد زايد إن تكوين الأجيال الجديدة وحمايتها من التطرف لابد و أن يرتبط بإعلاء ثقافة العلم ونشر هذه الثقافة والعمل على تأكيد أهمية الإنجاز كمعيار للحكم والتقييم ، مشيرا إلى أن الرؤية التي تقوم على هذه الاستراتيجية تتأسس على التفاعل الرشيد والايجابي مع متطلبات العولمة ويعنى ذلك الاستفادة القصوى من الانجازات المتحققة في عصر العولمة مع العمل على تجنب الآثار السلبية لها خاصة فيما يتصل بالجوانب الثقافية والقيمية.
وأضاف أن الاستراتيجية توضع مفهوم التطرف وهو ميل الفرد إلى الخروج عن القواعد الفكرية والقيم والمعايير والأساليب السلوكية الشائعة فى المجتمع ويعبر عن ذلك أما بالعزلة أو السلبية أو الانسحاب أو تبني قيم ومعايير مختلفة عن المجتمع الذي يعيش فيه.
وأشار إلى أن الاستراتيجية حللت الوضع الراهن حيث رصدت نقاط القوة في البيئة الداخلية وهى توفر الإرادة السياسية الجادة لمواجهة التطرف وماينتج عنه من إرهاب ضد الدولة ومؤسساتها والمواطنين ، سقوط حكم نظام الاخوان المسلمين ، انكشاف حقيقة الجماعات الدينية فى المجتمع ،و نشأة رأي عام مضاد ومعادي للجماعات المتطرفة.
وتابع أن الاستراتيجية رصدت نقاط ضعف في البيئة الداخلية للمجتمع ومن أبرزها عدم وجود تشريع قانوني لمواجهة التطرف وضعف المستوى الفكري والثقافي ، تقليدية وضعف الفكر والحوار الديني ، زيادة مساحة وحضور التدين الشكلي ، إهمال غرس قيم المواطنة ، استمرار العوامل المؤدية للتطرف وانتشار الفقر والجهل والمناطق العشوائية إلى جانب قلة الدراسات التي ترصد مستوى التطرف الفكري للشباب فى مصر.
وأكد أن الاستراتيجية تدعو الدولة التي تبني سياسات ثقافية ليبرالية ، ومواجهة العوامل و الاسباب المادية للتطرف، والتأكيد على قيم الحداثة ( الانجاز،الحوار،العلم والمواطنة )،وتفعيل دور المؤسسات الحكومية فى مكافحة التطرف " التعليم ، الإعلام ، مركز الشباب " وتفعيل المواجهة العلمية بدعم تأسيس مراكز بحوث ومرصد اجتماعي لقضايا التطرف ،إلى جانب تبني الدعوة لاستراتيجية عربية لمواجهة التطرف.
وأشار إلى أن الاستراتيجية حددت مجموعة من الآليات النوعية لمكافحة التطرف ومنها تمكين الأسرة من المحافظة على تماسكها ، إعادة تشكيل المناخ التعليمي فى المدرسة والجامعة بما يسمح للطالب بتكوين عقلية منفتحة وبناء ضمير حى ،وتفعيل دور المجتمع المحلي فى مواجهة ظاهرة التطرف،وتطوير المؤسسة الدينية بحيث تندمج في قضايا التنمية والتقدم.
وتابع أهمية توظيف التقنيات الحديثة والحلول الذكية في مواجهة التطرف والإرهاب لتحقيق أقصى درجة ممكنة من الأمان المجتمعي، وتمكين المجتمع المدني من تحقيق دور تنموي و توعوي فعال فى المجتمع المصري.
وكانت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا قد أطلقت استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف فى مصر بحضور مستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب اللواء أحمد جمال الدين، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبدالغفار ووزير الثقافة حلمي النمنم، ورؤساء الجامعات والمراكز البحثية ونخبة من المتخصصين وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بضرورة التصدى لكافة أوجه التطرف في مصر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: