إعلان

حوار| السناوي: مبارك قال "من يفرط في القدس ثمنه رصاصة" والنظم العربية "رخوة"

11:26 م الثلاثاء 05 ديسمبر 2017

الكاتب الصحفي عبد الله السناوي

حوار - أحمد جمعة:

 لم يفقد الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، الأمل في الشعوب العربية لـ"انتفاضة" جديدة حال إصدار الرئيس ترامب قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. لكنه قبل ذلك يأمل ألا تكتفي الأنظمة العربية ببيانات "إبراء الذمّة" حال تنفيذ ترامب لوعده.

ومن المقرر أن يُعلن ترامب موقفه النهائي من نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس -وفقاً للبيت الأبيض، في حين أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس عبد الفتاح السيسي نيته في اتخاذ هذا القرار.

ويرى "السناوي" في حواره مع مصراوي، أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، يفتح "أبواب جحيم" جديدة في منطقة مشتعلة بالنيران.. وإلى نص الحوار:

* الرئيس الأمريكي ترامب يعتزم نقل سفارة بلاده بتل أبيب إلى القدس.. فما دلالات ذلك؟

القرار في توقيته وفي مغزاه يُعبر عن درجة استهتار بالغة بأي حق عربي في القدس، وأي احترام للقرارات الدولية ذات الصلة. وأتصور أن مثل هذا المستوى من الاستهتار له سببين رئيسيين: الأول، أزمة ترامب بشأن اتهام أعضاء من حملته الانتخابية في مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016، وربما يتصور أن ذلك يساعده على اكتساب نوع من الدعم داخل الكونجرس الذي يميل أغلب أعضاءه إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

* وماذا عن السبب الثاني؟

إدراكه مدى الضعف في أطلال النظام العربي وعجز النظم العربية مجتمعة أو منفردة على إبداء أي درجة من الغضب الحقيقي تجاه هذا القرار أو إنزال أي عقاب سياسي على الولايات المتحدة الأمريكية.

لو أن العالم العربي بصورة أفضل لم يكن ترامب يجرؤ على اتخاذ هذا القرار، وكان يحتذي في النهاية بما اتبعه الرؤساء الأمريكيون السابقون الذين كانوا يؤجلون اتخاذ القرار رغم إقرارهم له من حيث المبدأ.

* كيف تصف تعامل الحكومات العربية مع القرار المتوقع؟

هناك ضعف ورخاوة عربية، ولا أتصور أن أي دولة عربية سوف تقدم على اتخاذ إجراءات لها صفة الصدق والاحترام التي تهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، أو تنال من طبيعة العلاقات مع الولايات المتحدة. لو أن هذه الأمة على قدر الاحترام لقضاياها، فأقل الإجراءات الممكنة هو تجميد العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، ولكن هذا يبدو مستحيلاً تماماً في ظل رخاوة النظم العربية الحالية.

* ما التداعيات المتوقعة حال إصدار ترامب قراره غداً بشكل رسمي؟

سوف تُنقل على الفور السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى القدس، والمبنى موجود ومؤسس منذ فترة طويلة. الأمر الثاني أن النظم العربية كلها ستكتفي ببيانات تتحدث عن خرق ترامب للقرارات الدولية دون أن تتبع ذلك بأي إجراءات لها صفة الاحترام والقوة القادرة على الردع وإيقاف مثل هذا القرار أو أن تتبعه دولاً أوروبية أخرى.

الأمر الثالث، ربما يكون رد الفعل الحقيقي والمتوقع من داخل الأرض الفلسطينية، وربما تخرج تظاهرات واحتجاجات تنبه وتنذر بعواقب وخيمة.

* طوال سنوات مضت كانت الحركات الشعبية قادرة على القيام بأدوار غير رسمية مؤثرة.. هل لا تزال قادرة على ذلك؟

أتمنى ذلك. أتمنى أن ما تبقى من عافية لدي شعوب العالم العربي يتحركون ويغضبون ويمارسون أقصى درجات الضغط على حكوماتهم، لاتخاذ إجراءات حاسمة أو أن نتوقف عن "الكلام الفارغ" الذي يُطلق عليه صفقة القرن، والكلام العشوائي عن السلام مع إسرائيل وعدم وضوح الرؤية والخطوط الحمراء مع الحكومات العربية. هذا أول نتائج صفقة القرن.

لن نحصل على شئ بالمجان، فإن لم نحترم قضيتنا لن يحترمها أحد في العالم وسوف "تُداس بالأقدام".

* كيف ترى الموقف الرسمي في مصر؟

الموقف المصري يمثل حداً أدنى من حيث الشكل العام، لكن ماذا بعده؟ وماذا سنفعل أو نقول عندما تنقل السفارة بالفعل إلى القدس؟ وما الإجراءات التي سنتخدها وندعو إليها غيرنا في العالم العربي والإسلامي؟ هذا يتوقف على قدرتنا أن نكون فاعلين ومؤثرين، والأمر لا يتوقف على بيانات "إبراء الذمة" بينما القدس تضيع.

* ما مدى انعكاس هذا القرار على تأجيج أكبر بمنطقة الشرق الأوسط؟

باليقين فإنها سوف تفتح "أبواب جحيم" جديدة في منطقة مشتعلة بالنيران.

* هل تبدو دولاً أجنبية كبرى قادرة على إثناء ترامب عن قراره؟

لا تراهن على غيرك في مثل هذه القضايا. لابد أن يكون موقفك أنت واضحاً ومحدداً وحاسماً، حتى تطلب من الدول الشقيقة والصديقة والحليفة وكل ضمير إنساني أن يقف معك. قل لي أولا أين أنت وماذا تفعل قبل أن تسأل ما الذي سيفعله الآخرون؟.

* هل معنى حديثك أن القدس باتت اسماً فقط للشعوب العربية لا معنى أو قيمة؟

لا.. سمعت في أيام التظاهرات التي أعقبت انتفاضة محمد الدرة من الرئيس الأسبق حسني مبارك وكان معي مجموعة من رؤساء تحرير الصحف، أن من يفرط في القدس "ثمنه رصاصة"، وكان متحسباً من النتائج الخطيرة لأي تصرفات تعطي انطباعاً عن أي نظام مستعد أن يفرط في القدس.

ونفس التعبير سمعته من فاروق القدومي حين كان يشغل منصب رئيس اللجنة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، والذي قال نفس العبارة تقريباً أن من يفكر من الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية القدس "ثمنه رصاصة".

أتحدث عن شهادتين لشخصين على قيد الحياة في ظروف محددة، وأظن أن الرسالة سوف تكون أكبر من رصاصة. أعتقد أنه سيكون هناك عنف شديد جداً واغتيالات، واتهامات بالخيانة، وانتفاضات، وانتهاء كامل لما يسمى بالعملية السياسية.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان