انفراد بالمستندات.. معمل لفحص أدوية السرطان يهدد حياة سكان الهرم

كتب - طارق عبدالعزيز وأحمد جمعة:

حصل "مصراوي" على مستندات تكشف إقامة هيئة الرقابة والبحوث الدوائية معملًا لتحليل عينات أدوية السرطان، بالمخالفة لتقرير لجنة السلامة والصحة المهنية، نظرًا لإقامته بمنطقة سكنية وعدم وجود وسائل حماية للباحثين والأهالي.

وكشف باحثون عن إصرار الهيئة على إدخال عينات تحتوي على أدوية السرطان دون إخبار الباحثين، مما يثير الشكوك حول هدف الهيئة في إخفاء ماهية العينات، حسب قولهم.

وقال صيدلي بالهيئة فرع الهرم، إن "الهيئة تمتلك معملًا مؤهلًا لتحليل العينات بفرعها الرئيسي بمنطقة العجوزة، لكنها ترسل لنا العينات على الرغم من عدم تأهيل العاملين أو المعمل بالأجهزة والمعدات والتدريب وأساليب الحماية اللازمة، فضلًا عن قيام إدارة التخطيط بالهيئة بإعادة تجهيز معامل الهرم على الرغم من كون العقار ليس ملكا لها".

ورفض المحللون بالهيئة، استلام عينات الأدوية المضادة للسرطان نتيجة عدم توافر الاشتراطات اللازمة لحماية القائمين على تحليل هذه العينات في معامل الهيئة سواء في فرع الهرم أو العجوزة.

وقال المحللون في مخاطبتهم لرئيسة شعبة المواد الخام، إنه سبق وأن تم إدخال بعض هذه العينات إلى اللجان المختصة دون الإشارة إلى أنها عينات لمواد مضادة للسرطان، مما يُشير إلى عدم اهتمام المسؤولين في الهيئة على سلامة العاملين مع هذه المواد، حسب قولهم.

وشدد المحللون -الذين رفضوا الإشارة إلى أسمائهم- إلى أن الهيئة تجاهلت طلبهم بعدم إرسال العينات بذاتها وإرسال "الأورنيك" فقط، حتى لا تنتقل العينة من فرع العجوزة إلى الهرم لاستلامها، ثم إلى العجوزة مرة أخرى لتحليلها حرصًا على تقليل الخطر الوارد إذا ما تعرضت عبوة العينة للكسر.

يأتي ذلك في الوقت الذي اجتمعت فيه لجنة السلامة والصحة المهنية أواخر نوفمبر الماضي، والمشكلة بالقرار (201 / 2016) لمناقشة الطلب المقدم من شعبة الفسيولوجي بإنشاء معمل تحليل أدوية السرطان.

وأوصت اللجنة المُشكلة برئاسة الدكتور أحمد شحاته، بعدم الموافقة على إنشاء معمل بالهرم؛ نظرًا لضيق السلم الموصل للمعمل في حالة تركيب مستلزمات، وفي حالة الخروج للطوارئ في حالة حدوث حرائق أو انفجار، وكذلك ضرورة موافقة وزارة البيئة بشأن إنشاء المعمل؛ حرصًا على سلامة سكان المنطقة المحيطة.

وطبقًا للمستندات التي حصل عليها مصراوي، فإن أحد أعضاء اللجنة اعترض على إنشاء المعمل، وذلك لعدم توافر المواصفات القياسية، بخلاف تواجده وسط كتلة سكنية، معتبرًا أن تحليل السرطان "مجازفة" حيث لا توجد وسائل الأمان البسيطة مثل "الجوانتيات العادية" التي لا تناسب العمل في العمل.

وذكرت اللجنة أن الانبعاثات المتولدة من تحليل العينات يؤثر على من داخل المعمل وحوله، وشددت على ضرورة أن توضع العينات في "كونتينر" خاص معزول في الحفظ والنقل، وليس في التحليل، مطالبًا بتأمين المعمل والمنطقة المحيطة به.

وأشار الصيدلي أنه "فضلا عن ذلك، فقد تضاعف تكاليف تجهيز معامل جديدة لتحليل أدوية السرطان من 1.8 مليون جنيه، لأكثر من 4.5 مليون جنيه، على الرغم من رفض لجنة السلامة إنشاء المعمل بالفرع".

وحصل مصراوي على المخاطبات بين الجهاز المركزي للتعمير، والإدارة العامة للتخطيط بهيئة الرقابة الدوائية، بشأن متابعة تطوير معمل دراسة الأنسجة ومعمل أبحاث الدم والطفيليات، وكذلك تطوير معمل الميكروبيولوجي، وكذلك أعمال التأمين ضد الحرائق وتطوير دورات المياه بفرع الهرم بقيمة تقديرية 4.6 مليون جنيه، رغم الموافقة على القيمة التقديرية لأعمال رفع الكفاءة بقيمة 1.8 في بداية الأعمال.