الفقراء.. محرومون من أداء العمرة -(تقرير)
كتب - مصطفى المنشاوي:
بات الحديث هذا العام عن أسعار برامج العمرة أمر مزعج لكثير ممن يحلمون بزيارة بيت الله الحرام لأداء المناسك خلال هذا لعام، ويرى خبراء أنه بعد تحرير سعر الصرف فمن المتوقع أن تتراجع أعداد المعتمرين هذا العام إلى 60% مقارنة بالعام الماضي.
وحول ما سيفعله متوسطي ومحدودي الدخل مع غلاء الأسعار، تحدثنا مع عدد من الأشخاص الذين عزموا السنة الماضية على أن يذهبوا لقضاء مناسك عمرة هذا العام، لمعرفة مدى تأثير ارتفاع التكاليف على تحقيق حلمهم.
"كان نفسي أطلع أول عمرة في حياتي قبل ما أموت" تقول الحاجه أميرة محمود -70 سنة، التي قالت إنها "فضلت تحوش طول حياتها من أجل زيارة بيت الله الحرم لأداء مناسك العمرة بعد وفاة زوجها" واستعدت بالفعل بشراء ملابس الإحرام بعد أن قامت بحجز عمرة رجب المقبلة بمبلغ 6 آلاف جنيها في شهر أكتوبر الماضي، إلا أن صاحب الشركة أبلغها بعد قرار تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي وارتفاع الأسعار، أن السعر سيزيد لمبلغ 7500 جنيه، وبالرغم أن هذا المبلغ كان فوق استطاعتها ألا أنها وافقت وبدأت في الإدخار من جديد.
ويقول باسل السيسي، عضو لجنة إدارة أزمات العمرة، أن أقل سعر للعمرة يبدأ 9 آلاف جنيه، مقارنةبالعام الماضي الذي كان بـ 4 آلاف للبرامج الاقتصادية، وتزداد إلى 20 ألف بحد أدنى للبرامج 4 و 5 نجوم، وذلك خلال شهري رجب وشعبان، مضيفًا أن أسعار البرامج سترتفع تدريجيًا خلال شهر رمضان والتي لايمكن تحديدها حاليًا لاختلاف سعر العملة.
يذكر أن سعر الصرف ريال سعودي في البنوك المصرية تخطى الـ 4 ونصف جنيه، مقارنة بالعام الماضي الذي كان سعر الريال لم يتخطي 3 جنيهات.
وتقول سارة سلامة -28 سنة، إنها كانت تعتزم أداء عمرة رجب المقبلة لانخفاض أسعارها مقارنة بشهر رمضان، ولأنها سترافق أحد من أفراد الأسرة ليكون محرم لها، ذهبت لطرح الطلب على والدها علق بدوره "الأسعار غالية أوي يابنتي بعد الغلا ده، وهنتكلف كثير، يارتني كان معايا ده أنا اشتقت لزيارة النبي".
ويتوقع عضو لجنة أزمات العمرة، انخفاض أعداد المعتمرين لـ 60 % مقارنة بالعام الماضي نتيجة لتدهور الحالة الاقتصادية لدى لمواطنين إلى جانب ارتفاع أسعار العملة الأجنبية مقابل الجنيه، وعدم استقرار سوق الصرف -وفق قوله.
ويقول مصدر مسؤول بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية إن السعر الأساسي لتذكرة السفر لم تطرأ عليه أي زيادة بينما الوقود والضرائب المفروضة عليها زادت بنسبة 100% نتيجة ارتفاع سعر الريال السعودي مقابل الجنية المصري، وتعويم الجنيه مقابل العملات العربية والأجنبية.
وأوضح المصدر بشركة مصر للطيران للخطوط الجوية، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن تذاكر عمرة رجب وشعبان لهذا العام تشمل أربع شرائح من الأسعار تعتمد على مواعيد السفر والعودة وخط سير الرحلة السعر الأول بـ5570 جنيه للمتجه إلى جدة والثاني5780 جنيها للمعتمر المتجه إلى المدينة المنورة أما إذا كان يوم السفر والعودة مرتبط بالخميس والجمعة فالتذكرة يصل سعرها في حالة سفره إلى جدة إلى 5660 جنيه أما إذا كان متجه إلى المدينة المنورة يصل سعر التذكرة إلى 5850 جنيه.
واعتبرت الحاجة "أميرة" أن ما جرى كان بمثابة "مفاجئة قاتلة" بحسب تعبيرها، فعندما اتصل بها صاحب شركة السياحة وأبلغها أن سعر العمره ارتفع مجدداً ليصل إلى 9500 جنيه بشكل مبدئي قابل للزيادة، أصابتها صدمة "بالسعر ده صعب جدا أسافر".
وتختتم صاحبة الـ 70 عاماً حديثها بأنه سوف تسعى لتحقيق حلمها إن كتب الله لها عمر، ولن تيأس وستظل في الإدخار حتى تستطيع أن تزور بيت الله.
وبرغم ارتفاع الأسعار إلا أن جُلفدان محمد -30 عام، أكدت أنها تعتزم أداء مناسك عمرة رمضان هذا العام وذلك من خلال التخلي عن بعض الاوليات الأخرى مثل "عدم شراء هاتف جديد، أو شرء هدايا للأسرة من السعودية".
ولفت السيسي إلى أن مشكلة تسعير برامج العمرة هذا العام من ضمن المشاكل التي يجب إيجاد حلول قانونية لها، مضيفًا أن جميع الفرص مطروحة للتفاوض مع البنك المركزي وإصدار آلية لتوضيح كيفية تحويل الريال إلى المملكة العربية السعودية في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعاني منها مصر.
ويقول صاحب شركة سياحية بالقاهرة، رفض ذكر اسمه، أن شهر فبراير عام 2016، كانت الشركة تستقبل أعداد كبيرة من الحجوزات لعمرة رجب وشعبان ورمضان تتخطى الألف مواطن "كانت الأسعار في متناول الجميع"، مضيفًا أنه حتى الآن لم يتقدم للحجز سوى أعداد بسيطة جدا، بسبب ارتفاع الاسعار.
وأضاف صاحب الشركة، أن قلة الحجوزات سوف تكبد الشركات خسائر كبيرة جداً.
وكانت وزارة السياحة أصدرت ضوابط موسم العمرة الأسبوع الماضي، وألزمت أن يكون السكن المخصص للمعتمرين بمكة والمدينة المنورة معتمدا بالنظام الآلي للعمرة، وأن تكون الشركات مصنفة من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وحاصلة على تصريح من الدفاع المدني.
فيديو قد يعجبك: