مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: تنمية سيناء تأخرت.. والسيسي يدفعها للأمام سريعًا (حوار)
حوار- مصطفى المنشاوي:
يرى اللواء ممدوح حامد عطية، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وأحد أبطال انتصار أكتوبر، أن عزيمة الشعب وخاصة المرأة المصرية، هيّ أهم أسباب نصر أكتوبر 1973، وقال في حوار أجراه معه "مصراوي": لولا ثقة الشعب في قادته وجيشه لاستمرت الهزيمة حتى الآن.
وأكد "عطية" أن التنمية في سيناء تأخرت بعد الحرب بسبب الفساد وإهمال الحكومات السابقة، مشيرا إلى أنه مع تولي الرئيس السيسي حكم البلاد ظهرت الإرادة الحقيقية لتعمير هذا الإقليم المهم، وأولاه رعاية خاصة، والسنوات القادمة ستُظهر نتائج ما يفعله السيسي الآن.. وإلى نص الحوار:
- في البداية.. نود أن نتعرف على دورك في حرب أكتوبر والمهام التي كُلفت بها؟
وقت حرب أكتوبر كنت برتبة عقيد أركان حرب، بسلاح الحرب الكيماوية، وكان دوري تدريب الجنود على الوقاية ضد الغازات الحربية من قبل العدو الصهيوني، وكذلك تدريب الجنود على العبور في ظل وجود مانع مائي حارق، وتدريب جنود قاذفات اللهب ومنهم محمد الخبيري الذي حصل على وسام نجمة سيناء وكان له موقف غاية في البطولة.
- ما هذا الموقف؟
هذا البطل أطلق قاذف اللهب الذي بحوزته على "دشمة" معادية لإسرائيل ودمرها بمن فيها وصعدت روحه إلى السماء بعد استهدافه بأكثر من 200 طلقة في جسمه، واستحق لقب الشهيد عن حق.
وقام سلاحي بعملية التجهيز للقضاء على الثغرة، وهو ما ساعد على القضاء عليها سريعًا، لأنهم شعروا أن خطوط الإمداد بينهم وبين إسرائيل قد تقطعت، وبالتالي تم إعادة "إيرائيل شارون" الذي حاول خلق ثغرة في صفوفنا، من حيث أتى.
- هل استخدمت مواد كيماوية في الحرب؟
لم تشهد حرب أكتوبر استخدام مواد كيماوية من قبل الجيش المصري أو قوات العدو، وتم الاعتماد على قاذفات اللهب وغيرها من الأسلحة.
- ما أهم المحطات التي تذكرها في ذكرى انتصار أكتوبر؟
المحطة الأولى هيّ إصرار الشعب المصري ورجولة وشجاعة الجندي المصري، ثم صمود المرأة المصرية التي خرج ابنها وزوجها للقتال على الجبهة، وعرفت المرأة المصرية أن تُربي رجالًا اقتحموا مانع خط بارليف ويهزم العدو الصهيوني هزيمة ساحقة ماحقة، ولم تتعرض لمثل هذه الهزيمة من قبل.
وهذا المكان الذي نتواجد فيه –بانوراما حرب أكتوبر- له ذكريات عظيمة عندي، حيث تم احتجاز 250 جنديا إسرائيليا في السجن الحربي القديم، وكنا نستجوبهم في هذا السجن لمعرفة كل المعلومات التي يمتلكونها عن القوات الإسرائيلية وخطوط العدو وخططه، وكنا نعاملهم معاملة كريمة رغم المرارة التي كانت في حلقنا مما اقترفوه في أرضنا.
- أين يكمن سر الانتصار في الحرب؟
يكمن سر الانتصار في عملية السرية المطلقة التي فرضت منذ بدء القتال، فجنود الخط الأمامي وصلت إليهم التعليمات قبل التنفيذ تقريباً بنصف ساعة. وأعتقد أن السرية كانت أهم أسباب الانتصار على عدو من أشرس وأقذر الأعداء في حربه، حيث كان يضرب المستشفيات، وسيارات الإسعاف، فقد كان غير شريف في قتاله.
- هل تأخرت الدولة في تعمير سيناء بعد انتصار 73؟
قبل حرب أكتوبر المجيدة كان الهتاف "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وكان هذا تعبيرًا على الحالة التي تعيشها الأمة على مختلف توجهاتها، وصبر الشعب وتحمل فوق طاقته، وجاء النصر المعظم لتتفرغ مصر إلى التعمير والتنمية بعد سنوات من الحرب، لكن للأسف قوبلت بمجموعة مشكلات في العهود السابقة.
وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي بدأ الشعب يشعر أن هناك كلامًا صادقًا يصل لهم عن التنمية الحقيقية وليست خطط حبيسة الأدراج، وبدأ فعليًا تنمية وتعمير سيناء بفضل مشاركة هذا الجيش، ويجري حاليًا حفر الأنفاق لربط سيناء بالدلتا وهذا في رأيي أعظم المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة حاليًا.
وأصبح هناك أمل في المستقبل، ولم أعد أخشى المستقبل على أحفادي، وعلى الجميع أن يتكاتف مع دولته وحكومته لمؤازرة هذه الجهود في جميع المناحي.
- ما رسالتك للشباب في ذكرى انتصار أكتوبر؟
أوجه رسالة للشباب العربي كله، أن الوطن العربي مستهدف من جميع نواحيه، وعلينا أن نتكاتف مع قادتنا ورؤسائنا للنهوض بهذه الشعوب الغالية، ومصر دائما ما تؤكد على لسان الرئيس السيسي أن ما يفصلها عن مساندة أي دولة قد تمر بمحنة "مسافة السكة" فقط.
والرئيس يقوم بالتغلب على المشاكل اليومية، ومعالجة مشاكل الشباب وهذا توجه الرئيس والدولة بشكل عام، ودائمًا ما يقول في تلقين القوات المسلحة، إنه لابد أن نتحلى بحسن الخلق تجاه كل من يريد بنا سوء، نحن نعمل بدون راحة وليل نهار وستجد تغييرًا قريبًا في هذا البلد.
العرب ساعدوا مصر في حرب أكتوبر.. والرئيس السيسي دائمًا ما يؤكد أن أمن الخليج جزء من أمن مصر.. كيف ترى هذه العلاقة.
الرئيس يقف على أرضية صلبة ويستند إلى الشعب المصري، ومعه جيش قوي يستطيع أن يُنفذ ما يُسند إليه، والرئيس يؤكد دومًا أن الأمن القومي العربي جزء من أمننا القومي، لأننا مترابطون بشكل وثيق، وأي تهديد لأي طرف هو تهديد مباشر للطرف الآخر.
ودول الخليج سند لمصر منذ كنت نقيبا أحارب العدو الصهيوني، فلا توجد معركة خضناها إلا وشاركت معنا قوات من الخليج والدول العربية، ولم يغب الخليج سواء بقواته أو دعمه المادي والسياسي، وسددت بعض الدول ثمن أسلحة حديثة استوردتها مصر لتدعيم جيشها.
وأؤكد أن مؤامرة أمريكا وحلفائها لتدمير الأمة العربية مصيرها الفشل، وعليها أن تراجع نفسها تجاه هذه الأمة، لأنهم إلى فناء ونحن إلى تقدم.
- هل انتهى جيل أكتوبر الذي حارب العدو بإرادته وليس جبرًا؟
أنا من جيل أكتوبر، وما زلت أعمل في القوات المسلحة أدرس للأجيال الحديثة، وكل خبرة أتذكرها في الماضي أقولها لهم، وعلينا أن نوضح لهم العظات، ونغرس في قلوبهم حب الوطن. هذا وطن يستحق التضحية.
فيديو قد يعجبك: