ماذا فعل البابا يوحنا بولس الثاني في زيارته لمصر عام 2000؟ -(تقرير)
القاهرة - مصراوي:
يترقب المصريون اليوم الجمعة، الزيارة الأولى للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان للمسيحيين الكاثوليك، الذي بدا حريصًا على زيارة مصر في الموعد الذي حدده سلفًا، دون أن يمثل تفجيرا كنيستيّ طنطا والإسكندرية عائقًا أمنيًا نحو زيارته.
وتكتسب الزيارة ذلك الزخم من أمرين، أولهما كونها تمثل دفعة للحوار الديني بين الأزهر بوصفه المؤسسة السنية الأكبر في العالم العربي كما يصفها الفاتيكان في مواقعه الإعلامية، وبين عاصمة الكرسي الرسولي الفاتيكان، بعد 7 سنوات من القطيعة.
وثانيهما، أنها الزيارة الأولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم إلى مصر، منذ عام 2000، حين زار البابا المتنيح يوحنا بولس الثاني البلاد.
والعلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان، تعود إلى عام 1947، وتأتي زيارة البابا فرنسيس لتتزامن مع مرور 70 عامًا على بدء العلاقات.
17 عامًا مرت على الزيارة، تغير فيها وجه الحياة في مصر، رحل البابا المتنيح شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة المرقسية للأقباط الأرثوذكس في عام 2012، أطيح بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن الحكم في عام 2011، ورحل فيها شيخ الأزهر الشريف، الدكتور محمد سيد طنطاوي عام 2000.
3 رجال جدد يلتقيهم البابا فرنسيس، ممثلين عن رئاسة الجمهورية، والأزهر الشريف، والكنيسة الأرثوذكسية.
لكن ماذا فعل البابا يوحنا عام 2000، وكيف كانت زيارته وماذا قال، نحاول أن نرصد كل ذلك في رحلة صغيرة للتاريخ في السطور التالية:
1- تقول صحيفة وطني في عددها 20 فبراير 2000، إن الرئيس حسني مبارك "الأسبق" استقبل في 24 فبراير بابا روما يوحنا بولس الثاني، في زيارة هي الأولى لأحد باباوات روما لمصر، بغرض الحج إلى دير سانت كاترين، وهو دير يتبع طائفة الروم الأرثوذكس، وإقامة قداس هناك، وعقد لقاء مباحثات مع البابا شنودة، وشيخ الأزهر.
2- وفي نفس العدد، ذكرت الصحيفة أن البابا يوحنا سيزور دير سانت كاترين في صباح 26 فبراير، لتستمر الزيارة 3 أيام، لكن الروم الأرثوذكس من رهبان الدير لم يمنحوا البابا حق الصلاة في الدير وامتنعوا عن استقباله ليضطر أن يصلي خارج الدير على أسواره.
3- وفي 27 فبراير نشرت صحيفة وطني، المقربة من الكنيسة الأرثوذكسية، أن حسني مبارك، استقبل بابا روما في المطار، وقال له مبارك وقتها "أن شعب مصر بمسلميه ومسيحييه يد واحدة يؤمن بالقرآن والإنجيل، والمسيح اختار العيش فى مصر بعيدًا عن الظلم والاضطهاد، وإنه ليوم سعيد لنا أن نرحب بك هنا في مصر نيابة عن جميع المصريين، وشعبنا ينظر لتلك الزيارة بعظيم الاحترام والإجلال، بوصفك رجلًا تتحلى بالشجاعة والحكمة والتسام، وإن إسهامك في حل القضايا الإنسانية، في هذا العصر الذي تسوده الفوضى وعدم الأمان، لهو محل إعجاب الجميع".
وأضاف: لقد أخذت على عاتقك نحو ثابت مهمة النهوض بمبادئ الإخاء والسلام والتعايش بين كل الشعوب، إنك تعمل ليلاً ونهاراً دون كلل من أجل إقامة عالم خال من الظلم والقمع والتعصب. إنك تقف بجانب الضعفاء والفقراء وهم يكافحون الفقر والجوع. إنك تؤمن وتناضل من أجل إقامة عالم يسوده التسامح والقبول الدولي.. وقد قلت ذات مرة "في عالم اليوم حيث ابتعد الناس عن ذكر الله بصورة محزنة ندعو المسيحيين والمسلمين بروح الحب إلى الدفاع والإعلاء دائماً لكرامة الإنسان والقيم الأخلاقية والحرية".
ورد البابا يوحنا بولس الثاني، وقال: "لسنوات عديدة كنت اتطلع للاحتفال بالعيد الألفين لمولد السيد المسيح عيسى وذلك من خلال زيارة الأماكن المقدسة والمرتبطة بصفة خاصة بتدخل الله في التاريخ.. إن حجي يأتي بي اليوم إلى مصر فشكراً للسيد الرئيس لأنك جعلت من الممكن لي أن أحضر إلى هنا وأن أتوجه حيث أظهر الله اسمه إلى موسى كعلامة لكرمه وطيبته نحو مخلوقيه".
وأنشئت في مدينة الإسكندرية كنيسة القديس مرقص وشهد آباء عظماء للكنيسة عظمة القديسة كاترين وكل ذلك مستقر في قلوب المسيحيين وفي العديد من الكنائس في مناطق العالم المختلفة.
ولقد جاء الإسلام بالعلم والمعرفة الذي أثر تأثيراً كبيراً على العالم العربي وأفريقيا وطبقت مصر لقرون عديدة أفكار الوحدة الوطنية ولم تكن الاختلافات في الديانة حاجزاً أبداً أمام التفاهم وخدمة المجتمع الواحد ولسوف أتذكر كلمات البابا شنودة الثالث الذي قال أن مصر ليست بلداً نستوطن فيه إنها أرض تعيش فينا أو تعيش بداخلنا.
والسلام عليكم. تحيتي وصلاتي التي أقدمها لمصر ولشعبها فليبارك الله العظيم أرضكم وليسود السلام والرخاء عليها وشكراً، حسبما ذكر في كلمته.
4- وكانت أولى زيارات بابا الفاتيكان لمصر، حسب نفس الصحيفة، بعد وصوله القاهرة، هي زيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية، والتقى البابا شنودة الثالث، في مساء اليوم، حيث اصطحبه البابا شنودة، في موكب من الشمامسة ورجال الإكليروس، والكهنة، ومنهم أسطافنوس الثاني، بطريرك لأقباط الكاثوليك، في مصر، السابق.
وقال البابا شنودة في اللقاء، إن مصر هى الدولة الوحيدة التي زارها المسيح وباركها، مع العائلة المقدسة، وأن مصر هي التي أسست نظام الرهبنة والأديرة، وهناك علاقات تعاون بين الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، والرومانية في الفاتيكان، وهي علاقة قديمة، وقال له اسمك يذكرنا بالقديس بولس الرسول، فيلسوف المسيحية، ونشكرك على كلمتك أن مصر بلد نعيش فيه بل هي بلد يعيش فينا.
وقال بابا الفاتيكان، إن مصر ونشاطها الكبير للكنيسة، ومؤسسها القديس مرقس، لا يقل عن القديس بطرس، حبًا وشجاعة في الدين.
وقدم شنودة، هدية لبابا روما عبارة عن صليب كبير، ويمسك باليد من ذهب خالص، ثم أهدى بابا روما شنودة، صورة كبيرة من البرونز الخالص، مقسمة لثلاث صور، الأولى للملاك يبشر العذراء بيسوع، والثانية ميلاده، والثالثة رحلة العائلة المقدسة.
ثم زاره شيخ الأزهر، وأشاد بمواقف البابا الشجاعة من أجل السلام والقضاء على الظلم والتفرقة والفقر في العالم.
5- ثم أقام بابا الفاتيكان، قداسًا في استاد القاهرة بالصالة المغطاه، حضره 20 ألف، لمدة ساعتين، وذلك يوم الجمعة.
6- والتقى البابا في لقاء مسكوني مع رؤساء الكنائس المسيحية في مصر، وذلك بمقر كنيسة السيدة العذراء القبطية الكاثوليكية بمدينة نصر، في مساء 25 فبراير 2000.
7- في 20 فبراير 2000، ذكر بطريرك الأقباط الكاثوليك، أسطفانوس الثاني، إن زيارة بابا الفاتيكان، جاءت تلبية لدعوة الرئيس حسني مبارك، وتتواكب مع مرور 2000 عام على ميلاد المسيح.
8- وقال الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر الآن، إن العلاقات بين مصر والفاتيكان تعود لعام 1687 حين أنشأت الفاتيكان أول مقر رسولي، في مصر، وعام 1838 تم تعيين أول سفير للفاتيكان في مصر.
9- وكان قد قرر أن يبدأ برنامجه بمحادثات مع الرئيس مبارك في مطار القاهرة، تتناول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات الثنائية، ومستقبل المنطقة، ثم زيارة البابا شنودة -بابا المسيحيين الأرثوذكس في مصر- في مقر الكاتدرائية الأرثوذكسية في منطقة العباسية شرق القاهرة، وذلك ردًا على زيارة سابقة للبابا شنودة إلى البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان عام 1973.
فيديو قد يعجبك: