بالصور- مصراوي في المسلة الجديدة.. "نار الإزالة تكوي الأهالي والحكومة تستعيد الأرض"

كتب- مصطفى المنشاوي:

تصوير- روجيه أنيس:

حالة من الجدل أثارها قرار محافظة القاهرة، بإزالة التعديات على الأراضي التابعة لوزارة الأوقاف في منطقة المسلة الجديدة بالمطرية الذي اعتبره الأهالي هدمًا لمنازلهم دون سابق إنذار من قبل رجال الأمن والمحافظة، مناشدين الحكومة بالموافقة على تقنين أوضاعهم مراعاة لظروفهم.

وكانت قوة أمنية من محافظة القاهرة، أزالت الخميس، عدد من المنازل بمنطقة المسلة الجديدة في المطريقة لاسترجاع ما يقرب من 7 أفدنة خاصة لوزارة الأوقاف منهم تم البناء عليها بـ"صيغة وضع اليد".

ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضي أثناء زيارته لمحافظة قنا، قوات الشرطة والجيش، إزالة التعديات على أراضي الدولة وإنهاء التعديات قبل نهاية الشهر الجاري.

"مصراوي" التقى عدد من الأهالي المتضررين أمام منازلهم بعد تنفيذ قرار الإزالة، والذين تظاهروا الخميس، أمام مجلس النواب، احتجاجًا على القرار.

"فوجئنا في السادسة صباح يوم الخميس بوصول قوة أمنية تابع لمحافظ القاهرة، بدون سابق إنذار بوصول حملة من محافظة القاهرة مدعومة بقوات الشرطة تخرج الأهالي بالقوة من منازلها قبل أن تهدمها".. يقول الحاج "أحمد" الذي أكد أن جميع الأهالي ليس لهم مطلب غير تقنين أوضعهم بدل من هدم منزلهم.

يضيف الرجل الأربعيني: "تلك الأرض كانت مأوى للبلطجية وتجار المخدرات وتسمى عزبة الصفيح، قبل أن يعمرها الأهالي وتصبح مدينة متكاملة تأوى المئات من الأسر".

"أنا اشتريت تلك الأراضي منذ 6 سنوات من شخص لا أعلم هو فين الآن، وقمت بالبناء عليها حتى أعيش به مع أسرتي"، يقول محمود، مؤكدًا أن الشخص صاحب الأرض أطلعهم على عقود إيجار منذ 105 سنوات من وزارة الأوقاف، حسب قولهم.

ويضيف محمود، أنه تقدم بطلبات تصالح مع هيئة الأوقاف، لتقنين أوضاعهم منذ 2012 حتى الآن لكن دون جدوى.

فيما قالت "سعاد"، إنها وزوجها وأبنائها انتقلوا للعيش في منزل من طابق واحد منذ 5 سنوات ومنذ ذلك الحين حاولوا تقنين وضع الأرض، وترددوا على حى "المطرية" للمطالبة بتقنين وضعهم، ليكون الرد سوف يتم النظر في هذا الأمر وقتا لاحق- وفق قولها.

"ليه سبونا ندخل الكهرباء والمياة لم هما هيهدموا بيوتنا"، قالها رجل سبعيني وهو يصرخ "أنا اتغربت أكثر من عشر سنوات علشان أبني البيت ده ليا ولي أولادي".

وأجمع أصحاب المنازل على رواية واحدة أن بيوتهم مشيدة على أراضي الأوقاف وأنهم يعيشون فيها منذ حوالي 5 سنوات.

وأشاروا إلى أنهم التقوا بالمنهدس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، في 2013 حينما كان يشغل منصب رئيس وزراء، وطالبوه فى إحدى زياراته بحل مشاكلهم وتقنين أوضاعهم وهو وعدهم به -وفق قولهم.

"وعدنا محلب أن يبيع لنا بالمزاد العلني، أو بسعر اليوم، ومر على هذا الوعد ما يقرب من أكثر 4 سنوات"، بحسب الحاج أبو إبراهيم، صاحب أحد المنازل التي تم هدمها.

وطالب أهالي المسلة الجدية بالمطرية، تدخل الجهات الحكومية لتقنين أوضاعهم، ودفع جميع مستحقات الدولة، حيث أنهم يعشون في تلك المنازل منذ سنوات وتم إدخال المياة والكهرباء لها، وليس لديهم مسكن آخر -وفق قولهم.

واختتم جميع الأهالي مطلبهم من الحكومة، بالمطالبة بتقنين أوضاعهم بدل من هدم منزلهم الذين بنوها بـ"الأقساط والدين" حتى تأويهم من التشرد في الشوارع.

وقال المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، إنه تم خلال يومين من بدء حملة إزلة التعديات على أراضي الدولة واستردادها، والتى تقوم بها أجهزة المحافظة والأحياء بالتنسيق مع مديرية أمن القاهرة وأجهزتها المختلفة، تنفيذ 93 إزالة بإجمالى مساحة تبلغ حوالى 2,875 مليون متر مربع نحو (632 فدانا) أغلبها مساحات أراضى فضاء مقام عليها مبان غير مأهولة بالسكان وأسوار وغرف ومنشأت تحت الانشاء.

وشكلت لجنة استرداد أراضي الدولة ومستحقاتها، برئاسة المهندس إبراهيم محلب، غرفة عمليات دائمة لمتابعة إجراءات تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن تقنين الأوضاع للجادين من واضعي اليد واسترداد الأراضي البور وغير المستغلة، وتلقي كل الشكاوى والبلاغات من المواطنين بكل المحافظات على مدار اليوم، وتلقي طلبات التقنين وسداد حق الدولة والتي يتوقع تزايدها خلال الأيام القادمة، خاصة أن المؤشرات الأولية أكدت ذلك.

تظاهر العشرات من أهالى منطقة المسلة الجديدة بالمطرية أمام مجلس النواب، مساء أمس، احتجاجاً على قرارات الإزالة الصادرة ضد منازلهم وأكدوا أنهم فوجئوا منذ يومين بحملات من الأجهزة الأمنية لإزالة بعض العقارات بالمنطقة، تنفيذاً للقرار الصادر من الرئيس عبدالفتاح السيسى بإزالة جميع التعديات على أملاك الدولة.