مكتبة مدبولي: الشباب اتجه للتاريخ والسياسة.. و"الثقافة" لا تقدم الدعم المطلوب
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت- نسمة فرج:
"مكتبة مدبولي"، أحد أهم وأعرق المكتبات المصرية، وتضم آلاف الكتب والمراجع والدراسات المصرية والعربية والأجنبية، القديمة والحديث، أسسها محمد مدبولي بائع الجرائد الأُمي في ميدان طلعت حرب، منذ ستينيات القرن الماضي، وأطلق عليها "العتبة المقدسة".
حملت جدران مكتبة مدبولي الكثير من الحكايات بدايةً من نشأتها عام 1967 وحتى الآن، فقد شهدت المكتبة اتجاهات القراء وتحولاتهم من النكسة وحتى نصر أكتوبر، وعاصرت ثورة 25 من يناير، تردد عليها الكثير من المشاهير وشخصيات سياسية بارزة، وأدباء مثل نجيب محفوظ، الذي كان حريصًا على شراء الجرائد، فضلًا عن جمال الغيطاني، ويوسف السباعي، ويوسف القعيد، والكثير من مثقفي العالم العربي الذين جاءوا مصر للدراسة.
سأل مصراوي مسؤولي مكتبة مدبولي، عن اتجاهات القراء، وأجابوا بأنها متنباينة، فأكثر الكتب مبيعًا في المكتبة هي كتب التاريخ، وخاصة التي تتحدث عن اليهود.
أوضح محمد زينهم، المشرف العام على نشر مكتبة مدبولي، أن الذوق العام للجمهور يتغير بتغيّر الأحداث، مشيرًا إلى أن الشريحة الأكبر تبحث الآن عن التراث والتاريخ وعن كتب السياسة الخارجية.
أضاف زينهم "قبل التعويم كانت اتجاهات القراء تميل نحو الكتب السياسية والتراث، وبعد التعويم أصبح الاتجاه نحو الروايات"، كاشفًا عن أن شريحة الشباب الثلاثيني تبحث في المكتبة على الكتب السياسية، نظرًا لأن المكتبة معروفة في العالم أجمع باحتوائها على أهم كتب السياسة والتاريخ، فكانت آخر إصدرات "مدبولي" كتاب "السياسة الخارجية القطرية".
وكشف المشرف العام على النشر، أن شريحة كبيرة من الشباب أخذت تبحث خلال العشر سنوات الأخيرة في كتب التاريخ وأمجاد المصريين القدماء لتكوين رؤى عمّا يحدث في البلاد، وبجانب هذه الشريحة توجد شريحة تهتم بالروايات والقصص القصيرة.
ويحكي رؤوف عشم، مدير عام المؤسسة، أن "مدبولي" استطاع أن يضع بصمة في اختيار الروايات من حيث الجراءة، فهو أول من أنتج للراحل جمال الغيطاني ويوسف القعيد ونزار قباني وعلاء الأسواني، فكان الرجل الأمي لديه موهبة وبعد نظر في اصطياد الروايات، فكان يختار الرواية الجريئة التي تحدث رواجًا في الوسط الثقافي، أما الآن فيتم اختيار الرواية وفقًا لمعايير سياسية ودينية وأفكار مجتمع، على حد قوله.
ويضيف رؤوف أن قراء الماضي كان يقدم لهم واجبات ثقافية دسمة من توفيق الحكيم وطه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي، أما الآن تقدّم روايات ذات طابع معين.
ويرصد رؤوف الأزمات التي واجهت صناعة النشر ولعل أهمها هو ارتفاع سعر الورق، وخاصةً بعد التعويم، بالإضافة إلى غياب رابطة توحد سعر الكتاب في جميع المكتبات، كما أن دور وزارة الثقافة ضعيف في دعم المكتبات الخاصة.
وعن إصدارات مكتبة مدبولي، أوضح لنا مديرها العام أن مكتبة مدبولي تُصدر 70 كتابا تضم 4 موسوعات، كل عام، وهذا يكلف المكتبة الكثير، فالهيئة العامة للكتاب لا تصدر هذا العدد من الموسوعات في العام.
فيديو قد يعجبك: