خبراء عن انخفاض نسب النجاح بالدبلومات الفنية: "المنظومة تحتاج إلى إعادة تأهيل"
كتبت- ياسمين محمد:
أظهرت نتيجة الدبلومات الفنية، التي أعلنها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أمس الأربعاء، انخفاضًا ملحوظًا في نسب النجاح الخاصة بالدبلومات الفنية نظام الـ3 سنوات، والتي سجلت 53.5% فقط، في مقابل نظام الـ5 سنوات الذي سجلت نسبة النجاح به 79.5%.
وعلق الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، على انخفاض نسبة النجاح بنظام الثلاث سنوات، مقارنة بالـ5 سنوات، بأن طلاب الـ5 سنوات يشترط لقبولهم بهذا النوع من التعليم حصولهم على مجموع مرتفع بالمرحلة الإعدادية، فهم طلاب مجتهدين بالأساس، كما أن غالبيتهم يكون لديه طموح الالتحاق بالجامعات، لذا يكون اهتمامهم أعلى بالدارسة.
وأضاف مغيث، أن المدارس الفنية المتقدمة نظام الـ5 سنوات، عددها لا يزال قليل والنظام بها فعال، أما مدارس التعليم الفني نظام الـ3 سنوات، فمعظم طلابها يقرأون ويكتبون بالكاد، ويعملون في حرف بعيدة عن تخصصاتهم داخل المدرسة.
وأشار الخبير التربوي إلى أن النسبة التي أعلنت عنها الوزارة واقعية، تعبر عن حال التعليم الفني، وتشير إلى التدقيق في تصحيح امتحانات هذا العام.
وقال المهندس حسن مشعل رئيس الإدارة المركزية للتعليم الفني بوزارة التربية والتعليم، إن عدد الطلاب الذين تقدموا للامتحانات بنظام السنوات الثلاثة وصل إلى 667.672 طالب وطالبة نجح منهم 356115 طالب وطالبة، وبقي للدور الثاني منهم 232.823 طالب، فيما رسب 76.224 طالب.
وتقدم 13.278 طالب وطالبة نجح منهم 10.533 طالبًا، ويخوض امتحانات الدور الثاني 2.214 طالبًا، فيما رسب 504 طالب وطالبة.
وقال أيمن البيلي الخبير التربوي، إن منظومة التعليم الفني في مصر، خاصة مدارس الثلاث سنوات، تحتاج إلى إعادة تأهيل بداية من تدريب المدرسين، وتوفير المعدات، وتطوير المناهج بما يلائم سوق العمل، وربط الطلاب المدارس، مشيرًا إلى أن الطلاب لا يلتزمون إلا بحضور الحصص العملية فقط.
وأضاف المهندس جمال فرغلي وكيل المدرسة الصناعية المتقدمة بالمنصورة، إن سبب انخفاض نسب النجاح بنظام الـ3 سنوات، يرجع إلى عدم وجود تعليم حقيقي في مختلف تخصصات التعليم الفني، مشيرًا إلى أن المناهج تحتوي على أخطاء، والمعلمين غير مدربين على استعمال المعدات، وهناك الكثير من المدارس التي لا يوجد بها المعدات اللازمة لتدريب الطلاب، وفي حالة توفرها تظل في أغلفتها خوفًا على تلفها لأنها عهدة.
ولفت إلى أنه بالنسبة للتعليم والتدريب المزدوج، فيتعرض الكثير من الطلاب فيه للاستغلال من قبل أصحاب المصانع الذين يدخلونهم مرحلة العمل مباشرة دون التدريب، وبعض الطلاب يقتصر عملهم على مرحلة واحدة فقط من مراحل الإنتاج، مشيرًا إلى أن التدريب يكون لمدة 4 أيام مقابل يومين فقط للدراسة النظرية، ما يجعل الطلاب غير مهتمين بالمواد العلمية التي يدرسونها.
ونوه فرغلي إلى أن الكثير من طلاب الدبلومات الفنية نظام الـ3 سنوات يعملون في حرف بعيدة جدًا عن تخصصاتهم، فطالب بتخصص السيارات يعمل "فران"، وآخر بتخصص كهرباء يعمل حداد، ولا يهدف من الدراسة إلا الحصول على "شهادة".
من جانبه قال الدكتور أحمد الجيوشي نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفني، إن التعليم الفني سيشهد تطورات كبيرة تطبق على طلاب الصف الاأول الثانوي بداية من العام الدراسي 2018/ 2019.
وأضاف الجيوشي، أن أهم ملامح النظام الجديد تتمثل في إعداد مناهج تربط بين مهارات الطلاب واحتياجات سوق العمل، وتطوير أساليب التقويم بحيث لا تعتمد على الاختبار الواحد.
وأوضح الجيوشي، ان اسلوب الامتحان الجديد سيكون عبارة عن تقويم تتابعي حيث يؤدي الطلاب 4 امتحانات كل عام، وفي النهائية يكون هناك امتحان نهائي عليه نحو 30% فقط من المجموع الكلي.
وتابع، أنه يجري حاليًا تعميم نماذج ناجحة بالتعليم الفني مثل مدارس STEM، الدنبوسكوا، والممجمعات التكنولوجية.
بالإضافة إلى مشروعين إحداهما بالشراكة مع ألمانيا للتعليم والتدريب المزدوج يطبق بـ7 محافظات، والآخر بالتعاون مع اليابان يطبق في محافظة بورسعيد بداية من العام الدرسي الجديد.
فيديو قد يعجبك: