محللون: أزمات الدول العربية شغلتها عن التصدي لـ "انتهاكات الأقصى"
كتبت- مروة شوقي:
اعتبر محللون سياسيون، موقف الدول العربية تجاه "أزمة المسجد الأقصى"، مُرضٍ في ظل ما تعيشه الدول العربية من أجواء مشحونة بالتمزق والبؤس نظرًا لمشاكلها وقضاياها الداخلية التي تؤرقها ولا تسمح لها التدخل بشكل مباشر في أزمات بقية الدول.
وأقيمت أول صلاة جمعة في المسجد الأقصى، بعد إزالة الاحتلال الإسرائيلي البوابات الإلكترونية التي أثارت موجة غضب عربية وإسلامية، بعد 14 يومًا شهدت خلالها مدينة القدس إجراءات قمعية ضد المصلين بوضع بوابات إلكترونية على أبواب باحة الأقصى، الأمر الذي انتفض ضده الفلسطينيون واعتبروه فرضًا لسيادة إسرائيل على المسجد الأقصى.
وقال محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أداء الدول العربية تجاه انتهاكات المسجد الأقصى "أقل من المستوى"، وعزا ذلك لما أسماه بـ"الواقع العربي البائس الذي لا يحتمل أن يخوض المزيد من المواجهات مع دول أخرى".
وحمل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مسئولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، وإلزام إسرائيل بوقف سياستها واعتداءاتها المتواصلة على مدينة القدس والمسجد الأقصى، والتي تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية.
وعن موقف الجامعة العربية، أشار جمعة، في تصريح لمصراوي، الجمعة، أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العربي، تضمن أمور كانت ذات طابع نمطي تم الاعتياد عليه، " كالتنديد والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية ورفض الإجراءات الإسرائيلية ومطالبة المجتمع الدولي بالتحرك والقيام بمسئولياته".
ولفت إلى أن الاجتماع احتوى على عدد من الأمور الإيجابية في صالح القضية الفلسطينية، أبرزها ما جاء في كلمة الأمين العام للجماعة العربية، أحمد أبو الغيط، من تذرع قوات الاحتلال بالوضع الأمني لفرض وقائع جديدة في القدس والمسجد الأقصى لفرضها على طاولة المفاوضات في أي جولة قادمة.
وأضاف جمعة، أنه ما قاله "أبو الغيط" يدل على وعي المستوى الرسمي العربي بخطط إسرائيل في منطقة الحرم القدسي، علاوة على ما أشار إليه البيان الختامي من انعقاد المجلس بشكل شبه دائم، تحسبًا لأسوأ السيناريوهات.
وأوضح أن إشارة المجلس إلى ذلك جاء لإدراكه بوجود قواسم مشتركة بين الموقف الحالي وانتفاضة القدس عام 2000، ما استدعى تحسب أسوأ السيناريوهات مما يستلزم الاستعداد للانعقاد إن تفاقمت الأزمة.
فيما استنكر جمعة، إشارة البيان إلى دعوة الصناديق العربية والجمعية لدعم صندوق الأقصى، دون صدور قرار رسمي بذلك، مضيفًا: "ظهر جليًا أن خط الدفاع الأول في الأزمة هما المقدسيين، والمرابطين على بوابات القدس الذين أثبتوا العالم ما تفعله إسرائيل في حقهم، فكان يجب دعمهم بقرار رسمي وليس دعوة، كون ذلك أقل من سقف المواقف العربية سنة 2000 حينما أقرّت الجامعة العربية رسميًا بدعم صندوق الأقصى والانتفاضة".
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانا، حذرت فيه من خطورة التداعيات المترتبة على التصعيد الأمنى الإسرائيلى فى المسجد الأقصى المبارك، وما ترتب عنه من إصابات خطيرة بين صفوف الفلسطينيين، مطالبة إسرائيل بوقف العنف، واحترام حرية العبادة والمقدسات الدينية، وحق الشعب الفلسطينى فى ممارسة شعائره الدينية.
فيما قالت النائبة سحر صدقي، أمين سر لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن ما حدث تجاه الشعب الفلسطيني أثار مشاعر المسلمين في العالم، وهو ما يقتضي وقفة قوية من المجتمع الدولي وليست الدول العربية وحدها.
وأضافت صدقي، في تصريح لمصراوي: "ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي تجاه الأقصى، هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية وعدم احترام للمقدسات الدينية، فمنع المصلين من الصلاه داخل الأقصى أمر غير مقبول".
وأوضحت أن ضرورة عقد اجتماع طارىء لجماعة الدول العربية، لاتخاذ موقف موحد والزام دولة الاحتلال بوقف الانتهاكات في الحال، حاثة الجميع على تبني جبهة قوية في وجه العدو بعيدًا عن الشجب والإدانة.
وكان محمود عباس، قد أشاد في مستهل اجتماع للقيادة عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أمس الخميس، بصمود المقدسيين مسلمين ومسيحين، لافتًا إلى أجرى اتصالات مكثفة مع العاهل الأردني، وملك السعودية، والعاهل المغربي، والرئيس المصري، وتكللت تلك الجهود بإزالة إسرائيل لأجهزتها من مداخل الأقصى".
وصف هيثم أبو الكاس، نائب أمين سر اقليم حركة "فتح" بمصر، الموقف الرسمي المصري تجاه الانتهاكات التي حدثت ضد المسجد الأقصى بـ"المرضي" للقيادة الفلسطينية، قائلًا:" محمود عباس شكر أمس الخميس، 4 دول عربية على رأسها مصر والأردن والسعودية والمغرب، لوقوفها بجانب فلسطين في أزمتها خلال الأسبوعين الماضيين".
وأضاف أبو الكاس، في تصريح لمصراوي، أن فتح المسجد للمصلين، جاء بسبب خوف الاحتلال من تفاقم الأحداث والانتقادات ضده، مشيرًا إلى أن "إدارة حركة فتح للأحداث وشجاعة المرابطين على بوابات المسجد، والموقف العربي والإسلامي، كانوا أدوات ضغط على الجانب الإسرائيلي وأثر إيجابي في تراجعها عن ما كانت تنوي القيام به في المسجد الأقصى".
ورأى أبو الكاس، أن أحداث الأقصى لن تؤدي إلى انتفاضة جديدة شاملة على مستوى الضفة الغربية ومدينة القدس، لأن الشعب الفلسطيني اعتاد تلك الإجراءات، وارتضوا بانتصار اليوم الجمعة، الذي كسر إرادة الاحتلال الصهيوني.
وعن الموقف العربي تجاه انتهاكات الأقصى، أوضح أبو الكاس، أن الدول العربية كأنظمة وشعوب باستطاعتها نصرة فلسطين والوقوف بجانبها في وجه الاحتلال حينما تتحسن أوضاعها الداخلية، "الشعوب تؤرقها أحداثها الداخلية أكثر من خارجها".
وبحسب نائب أمين سر فتح، فإن الموقف العربي المتخاذل يضعف الموقف الفلسطيني، ويزيد الاحتلال في إجراءاته وهيمنته وتعنته بعدم الجلوس في المفاوضات، مشيرًا إلى أنه كان يجب الدعوة لقمة عربية طارئة بالجامعة العربية في اليوم الأول للأحداث.
وتابع نائب أمين سر فتح: "إسرائيل تعتبر نفسها دولة احتلال وبالتالي وصية ومهيمنة على تحرك الفلسطيني لمدينة القدس، وما حدث اليوم من دخول المصلين هو انتصار أخشى أن يقود قوات الاحتلال إلى الانتقام من الأهالي الذين صمدوا على بوابات المسجد 14 يومًا.
فيديو قد يعجبك: