بعد واقعة الجمسي.. كيف نتأكد من هوية المصادر الصحفية؟
كتبت- هاجر حسني:
لم تكن واقعة حاتم الجمسي، المصري المهاجر للولايات المتحدة، الذي أتاحت له عدة فضائيات مصرية، الظهور على شاشاتها أوقات الذروة كخبير في الشأن الأمريكي، بينما لم تتجاوز خبراته بدوائر السياسة هناك إلا ما يسمعه عنها في تلفازه القابع بأحد أركان محل للمأكولات السريعة يملكه ويعمل فيه بنيويورك، الأولى من نوعها.
ظاهرة الأجندة الدوارة، والاستعانة بمصادر دون التأكد من هويتها، أسباب رئيسية وفقا للعديد من خبراء الإعلام، سهلت وقوع الفضائيات المصرية في هذا الخطأ المهني.
وقال ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، إن مهمة الصحافة في تحليل الأحداث هي اللجوء إلى الخبرات المستقلة، التي ليس لها صلة مباشرة بالقضايا المطروحة، مؤكدا أن مهمة انتقاء تلك الخبرات والتأكد من مصداقيتها تقع على عاتق الوسيلة الإعلامية والصحفي.
وأضاف أن إطلاق لفظ "خبير" على المصدر يتطلب التأكد من دلائل خبرته كتعاونه مع مؤسسات بحثية معروفة، أو أن يكون أستاذ جامعي يحاضر بصفة مستمرة في الجامعة، وإذا كان كاتب فيجب أن يكون له عدة مؤلفات.
بدورها، اعتبرت ليلى عبد المجيد، أستاذة الإعلام في جامعة القاهرة، أن تأكد الوسيلة الإعلامية من هوية المصدر، لا يمكن الاستهانة به، قائلة إن "تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي لم تدع أي فرصة للصحفي لعدم التأكد من صحة المصدر".
وأضافت أنه يمكن الاستعانة بجهات أخرى، للتأكد من خلالها من هوية المصدر أو خبرته، كالسفارات في الحالات المشابهة لحاتم الجمسي.
وأشارت إلى أن هناك شخصيات دأبت على الظهور في الفضائيات باعتبارهم أساتذة إعلام، مؤكدة "أنا عمرى لا شفتهم ولا سمعت عنهم". ودعت عبدالمجيد، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إلى تبني مبادرة تحث المؤسسات الإعلامية والصحفية، على التأكد من هوية المصادر.
من جانبه، قال سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق، إنه على كل مؤسسة إعلامية أن تضم إدارة بحوث تكون مسؤولة عن إنشاء قاعدة بيانات وتراجعها من فترة لأخرى للتأكد من صحة هذه البيانات.
وأضاف عبدالعزيز، أن مراجعة السيرة الذاتية للضيف أو المصدر أمر ضروري للتأكد من تاريخه ومؤهله والمكان الذي يعمل به، لافتًا إلى أن الإدعاء أمر سهل ولذلك لابد من وجود إجراءات لضمان صدق المصدر.
فيديو قد يعجبك: