نشاط السيسي في أسبوع.. افتتاح مشروعات لتنمية الصعيد والاحتفال بعيد الشرطة
القاهرة (أ ش أ)
شهد الأسبوع المنصرم، نشاطًا كبيرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، بافتتاحه عدة مشروعات تنموية وخدمية بالوجه القبلي، واستقبال نائب الرئيس الأمريكي، ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، والمشاركة في الاحتفال بعيد الشرطة السادس والستين.
استقبال نائب الرئيس الأمريكي
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي باستقبال مايك بنس نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية والوفد المرافق له،حيث أكد الرئيس على العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، والمستندة إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك، مشيراً إلى أهمية هذه العلاقات التي تعتبر إحدى ركائز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتناولت المباحثات مجمل العلاقات المصرية الأمريكية من مختلف جوانبها، حيث أكد الرئيس السيسي أن مصر تتطلع إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال إجراءات ملموسة تعكس أولويات الجانبين ورؤية كل طرف لكيفية التعامل مع التحديات الراهنة، مستعرضاً جهود مصر لمُحاربة الإرهاب، والأعباء التي يتحملها الشعب المصري والتضحيات الغالية التي يقدمها، منوهاً إلى أن مصر تتطلع لمساندتها ودعمها في هذا الإطار.
كما تناول الرئيس الجهود التي تبذلها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وتنفيذ خطط التنمية، مؤكداً ترحيب مصر بمشاركة الشركات الأمريكية الكبرى في المشروعات الجاري تنفيذها والاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تتيحها هذه المشروعات.
وتناولت المباحثات كذلك مسألة القدس في ضوء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، حيث أكد الرئيس السيسي في هذا الصدد موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين، مؤكداً أن مصر لن تدخر جهداً لدعم هذه التسوية، وأن على كافة الأطراف الدولية الراغبة في المساهمة في تحقيق هذا الهدف اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساعدة الطرفين على التوصل لحل يضمن العيش في سلام وأمن لكافة شعوب المنطقة.
وأوضح الرئيس أن موقف مصر في هذا الصدد ينبع من حقائق التاريخ ومن التزامها بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أهمية استمرار الولايات المتحدة في القيام بدورها الحيوي في هذا الإطار.
وأعرب الرئيس في ختام المباحثات عن تطلع مصر لاستمرار الحوار والنقاش مع الولايات المتحدة حول مختلف القضايا المطروحة على المستويين الثنائي والإقليمي، بما يسمح بالتعامل الفعال مع التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة ويساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
زيارة "بني سويف"
وزار الرئيس السيسى المنطقة الصناعية بكوم أبو راضي بمحافظة بني سويف، وافتتح عددا من المشروعات التنموية بالوجه القبلي، واستمع فى بداية فعاليات الزيارة إلى عرض من الدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، حول جهود الدولة خلال الأعوام الأربعة الماضية فى مجال توفير السلع الرئيسية والحفاظ على المخزون الاستراتيجى وإدارته ومستقبل التجارة الداخلية فى مصر بجانب ملف الدعم.
وأشار الرئيس إلى ما شهدته منظومة التجارة والتوزيع من تطور كبير على مستوى العالم، وهو ما استدعى ضرورة العمل على مواكبة تلك التطورات والسيطرة على ارتفاع الأسعار، خاصة ما يتعلق بتوفير نظم حديثة توفر السلع بأقل تكاليف، من خلال إنشاء مناطق لوجيستية تكون بمثابة مخازن كبرى على مستوى المحافظة تتيح الحفاظ على البضائع وتجهيزها بشكل جيد تمهيداً لنقلها لمنافذ البيع والأسواق ومنها إلى المستهلك بشكل وسعر جيدين.
ووجه الرئيس بالعمل على سرعة إنشاء تلك المناطق في كل أنحاء الدولة، مطالبًا القطاع الخاص بضرورة المشاركة في هذا التوجه، كما وجه المحافظين بضرورة مراعاة تحقيق الشروط اللازمة للأراضي المطروحة لمشروعات المناطق اللوجيستية، وتقع على محاور الطرق الرئيسية ويتوفر بها خدمات جيدة، بما يمكن المستثمر من العمل في أسرع وقت، ويساعد المحافظة على تنمية التجارة بها.
وفيما يخص الشؤون الاجتماعية، وجه الرئيس بالعمل على الانتهاء من مشروع "سكن كريم" لتطوير المنازل في المناطق الريفية خلال عام 2018، من خلال مساهمة صندوق "تحيا مصر"، مؤكدًا أهمية العمل على تأمين حياة كريمة للمواطنين في القرى والريف، ليس فقط لتوصيل المياه أو الصرف الصحي بل لتوفير سكن مناسب أيضًا.
وفيما يخص لجنة الشراء الموحد للأجهزة الطبية والأدوية، أوضح الرئيس أن هناك العديد من المجالات التي يمكن الحصول على الخدمات والمنتجات فيها بالتكلفة الحقيقية بدون مبالغات، مشيرًا إلى أن مثل هذه اللجان ساهمت في تفادي آثار تحرير سعر الصرف على عملية الشراء، من خلال الاستفادة من الشراء المجمع للحصول على أفضل العروض.
وفي قطاع الصناعة، ألقى المهندس طارق قابيل وزير التجارة الصناعة كلمة حول المناطق الصناعية، مشيراً إلى أن محافظات الصعيد تستحوذ على 37% من المناطق الصناعية فى مصر، باستثمارات تصل إلى 75 مليار جنيه، كما أشار إلى وجود 50 منطقة صناعية في الصعيد، وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مول المشروعات الصغيرة والمتوسطة منذ 2014 وحتى الآن بحوالي 16 مليار جنيه بإجمالي 830 ألف مشروع، توفر 1,1 مليون فرصة عمل نصيب الصعيد فيها 39% من إجمالي المشروعات.
وحرص الرئيس السيسي، على التأكيد أنه سيتم إنشاء حوالي ثلاثة آلاف مصنع صغير فى محافظات الصعيد قبل نهاية 2018، وأكد أهمية متابعة المنطقة الصناعية فى بنى سويف، ومختلف المناطق الصناعية الأخرى، وتشكيل لجنة من الجهات المعنية للنظر في حل المشكلات التي توجد بها وتقييم عملها من المنظور البيئي والتخطيطي.
وبالنسبة المشروعات العمرانية والمياه، استمع الرئيس إلى عرض من الدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، حول الإنجازات والمشروعات التي تم تنفيذها خاصة في محافظات الصعيد، مشيرًا إلى تنفيذ مشروعات بقيمة 124 مليار جنيه في مجال مرافق المياه والصرف الصحي على مستوى الجمهورية، وأن الغالبية العظمى من محطات المعالجة تتم في الصعيد، كما سيتم إنشاء 52 محطة معالجة، والانتهاء منها في آخر 2019.
كما أشار إلى أن تكلفة استثمارات مشروعات التنمية العمرانية بالصعيد منذ 2014 وحتى الآن، وصلت إلى 58 مليار جنيه، وفي هذا الإطار أكد الرئيس أن مياه الصرف لا يتم الاستفادة منها أو استغلالها بالشكل الأمثل ، مشيراً إلى أنه يتم تمويل مشروعات معالجة الصرف الصحي لحماية صحة المصريين وتوفير منتجات زراعية آمنة، موجهًا بالانتهاء من مشروعات الصرف الصحى قبل نهاية 2018 وليس 2019 لتعظيم حجم الاستفادة من الجزء الأكبر من مياه الصرف.
وأعطى الرئيس إشارة الافتتاح عبر الفيديو كونفرانس لمحطة تنقية مياه دار السلام في سوهاج بطاقة 60 ألف متر مكعب يوميًا، ويستفيد منها 350 ألف مواطن.
وبالنسبة للفلاحين من أبناء الصعيد وجه الرئيس الحكومة برفع سعر توريد قصب السكر من المزارعين إلى 720 جنيهًا للطن.
وفي مجال محطات تحلية المياه، استعرض اللواء أ.ح/ عاصم عبد الله مدير إدارة المياه بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة أهم ما تم إنجازه فى مجال تحلية وتنقية المياه، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من 19 محطة مياه تحلية وتنقية، وجارى تنفيذ 15 محطة أخرى.
وأضاف أن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر ستكون بطاقة 5 ملايين متر مكعب يوميًا تكفي لزراعة 250 ألف فدان في سيناء، وأشار الرئيس إلى أن مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر يهدف لاستغلال 5 ملايين متر مكعب المياه كانت تصرف في بحيرة المنزلة من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي، وكان لها تأثير سلبي كبير على البحيرة والمواطنين، ووجه بالانتهاء من هذا المشروع بنهاية 2018.
وأعطى الرئيس إشارة الافتتاح عبر الفيديو كونفرانس لمحطة "اليسر" بمحافظة البحر الأحمر لتحلية مياه البحر بطاقة 80 ألف متر مكعب يوميًا.
وفي قطاع الصحة، عرض الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان، واللواء أ.ح عصام الخولى مدير إدارة المشروعات الكبرى بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أهم ما تم إنجازه فى مجال الصحة وجهود إنشاء وتطوير منشآت صحية فى محافظات الصعيد، حيث تم توضيح أن حجم الاستثمارات فى مستشفيات جديدة بالصعيد ما بين 2015 حتى 2018 بلغ2,4 مليار جنيه، وأنه يجري إنشاء مستشفيات فى المناطق الأكثر احتياجا بمحافظات الصعيد، كما سيتم افتتاح عدد كبير من المستشفيات فى محافظات الصعيد خلال الفترة المقبلة.
وأعطى الرئيس إشارة الافتتاح عبر الفيديو كونفرانس لمشروع تطوير مستشفى الأقصر العام، ومستشفى أرمنت المركزي بمحافظة الأقصر.
وفيما يخص مجال النقل، استمع الرئيس إلى عرض الدكتور هشام عرفات وزير النقل، واللواء أ.ح حسن عبد الشافي مدير إدارة المهندسين العسكريين، حول استراتيجية تطوير شبكة النقل بالصعيد، ومشروعات الطرق والكباري الجاري تنفيذها، وتمت الإشارة إلى أن إجمالي حجم استثمارات مشروعات النقل في صعيد مصر بلغت 34,2 مليار جنيه، وجارى إنشاء شبكة جديدة من الطرق واستكمال خطط الازدواج ومحاور الطرق، كما جاري إنشاء 7 محاور على النيل و7 كبارى علوية.
وأعطى الرئيس إشارة الافتتاح عبر الفيديو كونفرانس لازدواج طريق سوهاج - قنا الصحراوى الغربى بطول 140 كيلو مترا، وطريق الواحات البحرية - الفرافرة بطول 144 كيلومترا.
وزار الرئيس مصنع شركة "سامسونج" للإلكترونيات، واستمع إلى شرح عن تاريخ إنشاء المصنع واستثمارت الشركة فى مصر ثم أجرى زيارة تفقدية لأقسام المصنع.
استقبال رئيس الاستخبارات الفرنسية
واستقبل الرئيس السيسي برنارد إيمييه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، وأكد الرئيس حرص مصر على مواصلة التعاون المكثف بين مصر وفرنسا في العديد من المجالات، أخذاً في الاعتبار الشراكة القائمة بين الدولتين.
ومن جانبه، أوضح رئيس الاستخبارات الفرنسية حرص بلاده على التنسيق والتشاور المستمر مع الجانب المصري إزاء التحديات المختلفة التي تواجه البلدين، ولاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم بالشرق الأوسط، مشيداً في هذا الإطار بدور مصر المحوري في تدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة ومساعيها للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة.
وتم خلال اللقاء التباحث حول عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، فضلاً عن تناول بعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
الاحتفال بعيد الشرطة الـ66
وجه الرئيس السيسي التحية لرجال الشرطة مشيدًا بجهودهم لتحقيق الأمن في مصر، وتقدم كذلك بالتحية للشعب المصري بمناسبة ذكرى ثورة ٢٥ يناير. وأوضح الرئيس أن هناك الكثير من الأخطار تحيط بالوطن، مؤكداً أهمية الحفاظ على الوحدة والهدف، وعدم السماح بتغيير بوصلة العمل الوطني وتقويض الجهود التي تتم لحماية الوطن من الأخطار، مشيراً إلى أن هناك من يريدون النيل من مصر وتغيير اتجاهها من العمل والبناء والتنمية والتعمير، مشدداً في الوقت ذاته على أنه لن يمكن النيل من مصر طالما ظل هناك اصطفاف وطني ووحدة في صفوف الشعب.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس السيسي خلال مشاركته في الاحتفال بعيد الشرطة السادس والستين الذي أقيم بمقر أكاديمية الشرطة.
ووضع الرئيس فور وصوله لمقر أكاديمية الشركة إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة، ثم عقد اجتماعًا مع أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان، واللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية.
ومنح الرئيس السيسي أثناء الاحتفال أسماء مجموعة من شهداء الشرطة وسام الجمهورية، تعبيرًا عن التقدير لتضحياتهم الغالية من أجل الوطن وتكريماً لأسرهم، كما منح أنواط الامتياز لـ 14 من ضباط الشرطة لتميُز أدائهم وتفانيهم في العمل.
وألقى الرئيس السيسي كلمة بهذه المناسبة، وجه خلالها التحية للشهداء، ولأسرهم وعائلاتهم، مؤكداً أنه لا توجد كلمات أو تكريم يفي بحق الشهداء، الذين قدموا حياتهم الغالية من أجل أن يعيش ١٠٠ مليون مصري في سلام وأمان.
وأشار إلى التضحيات التي قدمها أبطالنا من رجال الشرطة، الذين كانوا ومازالوا في مقدمة صفوف الدفاع عن الوطن، وقال إنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الأصيل، وإن الدولة تدعم تطوير جهاز الشرطة على كل المستويات، مؤكدا أن الحفاظ على أمن مصر القومي في هذه المرحلة الدقيقة يعد مسئولية عظمى وأولوية قصوى، في ظل حجم التهديدات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة، والتي تجاوزت في خطورتها وتداعياتها أي تحديات سابقة.
وقال إن مصر نجحت بتوفيقٍ من الله، وبفضل حكمة شعبها العبقري العظيم، وجهود وتضحيات جيشها البطل وشرطتها الباسلة، في تجنب الكثير من الأخطار، والحفاظ على الوطن، وعلى سلامة أبنائه وبناته.
كما توجه الرئيس السيسي بتحية تقدير واعتزاز لأبناء الشعب المصري، بمناسبة ذكرى ثورة ٢٥ يناير، والتي كانت مطالبها نبيلة تسعى لنيل الحرية والكرامة الإنسانية وتحقيق سبل العيش الكريم للمواطن المصري.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: