انقسامات "الوفد" بسبب ترشح "البدوي" للرئاسة تُهدد ما تبقى من الحزب (تقرير)
كتب - محمود رمزي:
أثار قرار الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، منافسًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، حالة من الانقسام الشديد بين رموز وقيادات ونواب وكوادر الحزب، الذي يصفه خبراء بـ"العاصفة الثانية" المُهددة لبقاء الحزب "المُتهالك" في الحياة السياسية، بعد الخلاف الأول الذي هدد بتجميد الحزب عقب الصراع على رئاسة الحزب بين الراحل الدكتور نعمان جمعه، ومحمود أباظة عام 2006، ووصل إلى حد استخدام الأسلحة النارية علي مرأى ومسمع الجميع.
وتسبب قرار البدوي، فى تجدد الصراع، بين جبهة محمود أباظة، رئيس الحزب السابق، وجبهة الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب الحالي، إذ يرفض جناح "أباظة"، قرار الحزب خوض الانتخابات الرئاسية ويصفه بـ"المسرحية"، والمؤثر في سمعة الوفد.
وتتكون جبهة "أباظة"- الرافضة لقرار البدوي- من منير فخري عبدالنور، فؤاد بدراوي، حسين منصور- عضو الهيئة العليا، طارق سباق-عضو الهيئة العليا، محمد عبدالعليم داود- عضو الهيئة العليا، ياسر حسان- نائب رئيس الحزب، طارق التهامي- مساعد رئيس الحزب، أيمن عبدالعال- عضو الهيئة العليا.
وبررت جبهة "البدوي"، على لسان أعضائها، قرار الدفع بمرشح رئاسي، بأنه قرار نابع من رغبة الوفديين، ولم يُملَ عليهم من جهات بالدولة كما يزعم البعض.
وتتكون جبهة المؤيدين للدفع بمرشح رئاسي من كل من المستشار بهاء أبوشقة- سكرتير عام الحزب، سليمان وهدان- وكيل مجلس النواب، اللواء محمد الحسيني- أمين صندوق الحزب، حسام الخولي- نائب رئيس الحزب، والنائب صلاح عقيل والدكتور محمد فؤاد- المتحدث باسم الحزب.
ويصف الدكتور محمود أباظة، رئيس حزب الوفد السابق، قرار الحزب بترشيح الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب الحالي، في الانتخابات الرئاسية المقبلة بـ"غير الصائب"، وسيدفع ثمنه الحزب في الشارع. وقال، في تصريح لمصراوي: "إذا كان قرار الحزب من منظور وطني لتفادي أزمة المرشح الواحد في الانتخابات، فإنه يُعقِّد الأزمة ولا يحلها، ولن يشارك الناخبون من منطلق هذه الرؤية الضيقة".
وأضاف أباظة: "التنافسية في انتخابات رئاسية لن تأتي في يوم وليلة، وإنما بقرار حزبي بخوض الانتخابات منذ سنة على الأقل"، متسائلاً :" كيف سيُقنع الحزب أعضاءه والناخبين بدعم البدوي مرشحًا للوفد، ومنذ أسبوع أصدر الحزب بيانًا لدعم الرئيس السيسي، ووقع نوابه بالبرلمان تزكية له؟".
ورد أبوشقة، السكرتير العام، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب، على منتقدي قرار "البدوي"، قائلاً: "قرار الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية لم يُملَ على الحزب، وكوادر الحزب لا تقبل إملاءات".
وأكد "أبوشقة"، في تصريح لمصراوي، أن هجوم البعض على مرشح الحزب يستهدف النيل من حزب عريق صاحب تاريخ نضالي لا يخفى على أحد.
وحول تبرير الحزب موقفه بدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أسبوع، ودفعه بمرشح في الأسبوع التالي، قال "أبوشقة": "الدفع بمرشح ضد السيسي لا يعني العداء له، فنحن نقدر مواقفه، ولكن الحزب له تاريخ كبير وعريق ويمكنه خوض الانتخابات والمنافسة بقوة".
ولم يتوقف الصراع داخل الحزب فقط، بل امتد ليصل إلى نواب الحزب بالبرلمان، ويأتي النائب فؤاد بدراوي، والنائب أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية، والنائب محمد عبده، نائب رئيس الهيئة البرلمانية، والنائب صلاح عقيل، في مقدمة رافضي قرار الدفع بمرشح أمام الرئيس السيسي، فيما يؤيد كل من طلعت السويدي، رئيس لجنة الطاقة، والنائب محمد خليفة، والنائب عيد هيكل، قرار البدوي باعتباره "ترسيخًا" للتجربة الديمقراطية، وردًا على ما يردده الإعلام الأجنبي.
ويقود "الثلاثي"- المستشار بهاء أبوشقة، سكرتير عام حزب الوفد، واللواء محمد الحسيني، أمين الصندوق، والنائب سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب- محاولات تهدئة أعضاء الحزب ونوابه الرافضين لقرار الدفع بمرشح رئاسي فى الانتخابات.
واجتمع "أبوشقة"- اليوم الجمعة- مع عدد من القيادات والكوادر الرافضة لخوض السباق الرئاسي بمقر الحزب، قبل انعقاد الهيئة العليا، غدًا، للموافقة على القرار، فى محاولة لتهدئة الأجواء مبكرًا.
ويرى عدد من الخبراء، أن قرار حزب الوفد بالدفع بمرشح رئاسي فى الانتخابات الرئاسية يعكس تذبذب وتناقض مواقف الحزب السابقة على حد قولهم.
وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي، إن قرار حزب الوفد، مؤشر قوي على الخلل الذي يُعانيه النظام السياسي، وفي مجتمع كبير يملك تنوعات طبقية هائلة، لافتًا إلى أن القرار سيُحدث "عاصفة انتقادات "على الحزب شعبياً، تؤدي إلي تأكيد وجوده ضمن تعداد "الأموات"، بعد رئاسة البدوي له، على حد وصفه.
فيما أوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن قرار الوفد بالدفع بمرشح رئاسي فى هذا التوقيت عليه علامات استفهام كبيرة، ويمثل ضربة جديدة إلى الحزب" المتهالك" و"المنتهي" في الشارع منذ ثورة 25 يناير.
وأشار صادق، إلى أن حزب الوفد مرّ بصراعات كبيرة قبل الثورة، أبرزها الصراع على رئاسة الحزب بين نعمان جمعه ومحمود أباظة، وهو ما كان يهدد بما تبقى من شعبية الحزب، إلا أن ما يفعله السيد البدوي من قرارات عقب الثورة هو "ضربات موجعة" للحزب الذي تراجع أمام أحزاب تأسست خلال الأعوام الخمسة الماضية.
فيديو قد يعجبك: