"الجبالي" يطالب بخريطة طريق لمواجهة الأخبار الزائفة
كتب- مصطفى علي:
قال عبدالفتاح الجبالي، وكيل أول المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن التساؤل الذي يطرحه منتدى الإعلام، الآن هو ما هو مستقبل الإعلام بشكله الحالي خاصة في ظل أهمية دوره في إنارة الرأي العام وحماية حق المواطن بالتمتع في إعلام نزيه ومهني وفقا لأعلى معايير الجودة جنبا إلى جنب مع الالتزام بالقيم الديمقراطية.
وأضاف في كلمته خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لمنتدى إعلام مصر 2018، اليوم الأحد: "بالأمس فوجئنا جميعا أن قصة الشابة المصرية سارة التي زعمت أن أناسا أعجبت بفكرة لها، قصة مفبركة هدفها إثبات انتشار الشائعات وهو ما فتح الحوار مجددا حول دور وسائل التواصل في الأخبار الزائفة وسبل مواجهتها باعتبار أن ذلك يجب أن يكون الشغل الشاغل للعاملين في المجال".
وأوضح الجبالي، أن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا وصعودا مع تصاعد دور وسائل التواصل للاجتماعي وظهر مفهوم المواطن الصحفي وأصبحت المصدر للحصول على المعلومة "فأي شخص على اتصال بشبكة الانترنت يستطيع الوصول إلى عدد كبير من الأفراد ويمكن الوصول إلى أي موقع دون أي سلطة تعيقه ما أدى إلى تداخل وتشابك، وأصبح الآن الصراع على أشده" بحسب تعبيره.
وتابع: "إذا كانت هذه التطورات تصب مباشرة في حرية الرأي والتعبير إلا أنها تطرح قضايا مهمة تتزامن مع ارتفاع تكلفة الصحافة، ما أثر بالسلب على المشهد الإعلامي ككل في ظل الأزمة التي نعاني منها في الوسائل الإعلامية المختلفة وهناك ارتفاع رهيب في تكلفة العملية الإنتاجية وهناك وسائل أغلقت وأخرى في طريقها للإغلاق وهناك وسائل قللت عدد العاملين بها بسبب التكلفة المادية العالية لتلك الصناعة، ما يجعلنا بحاجة للنقاش حول أن بعض هذه الوسائل تمتلك ميزة مهمة وهي مواجهة بعض النماذج السلبية مثل خطابات الكراهية، والعنف، والجنس".
وأضاف الجبالي، أن حرب السيطرة على الفضاء الإلكتروني أصبح ضرورة ملحة وأكدت الدراسات أن 50% من تجنيد المنتمين لداعش كان عبر الإنترنت، وهو ما يحتم علينا مواجهته بطريقة أو بأخرى.
وتابع: "أصبح البعض يمكنه أن ينشر أخبارًا زائفة في حملة ترويجية بأقل من 100 دولار، وهو ما علينا أن نبحث عن طرق مواجهته في ظل التطور الهائل للتكنولوجيا".
وقال الجبالي: "هذه الوسائل تتمتع بميزة عامة وهي تستر الهوية ما يسهل انتشار خطابات الكراهية والتي تحض على العنف، وانتقل للحديث من الخلايا النائمة إلى الخلايا الإلكترونية فضلا عن الهجمات الإلكترونية على المؤسسات خاصة الاقتصادية الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الشائعات دون أي عائق قانوني مثلما يحدث في وسائل الإعلام العادية أو الصحف فضلا عن فقدان مواثيق الشرف الصحفي والإعلامي جدواها مع صعوبة محاسبة الحسابات الوهمية".
وقال: "كل ذلك يطرح علينا تساؤلات منذ القدم فيما يتعلق بحرية الكلام والرأي بما فيها البرامج والأفلام ومقاطع الفيديو وهو الذي دفع جون ستيوارات يدافع عن الحرية في خمسينات القرن الماضي وهو يرى رغم دفاعه عن الحرية أنها تقف عند الحرب أو التشهير أو كشف أسرار الدولة أو خرق القوانين وخلافه من القضايا".
وشدد الجبالي على ضرورة الحديث حول المعادلة المثلى للمجتمعات لكي تتعامل مع هذه الإشكاليات وما هي حدود حرية الرأي والفكر ما يدفعنا لوضع خريطة طريق لمعالجة هذا الأمر".
وانطلقت فعاليات النسخة الأولى لمنتدى الإعلام، التي ينظمها النادي الإعلامي هذا العام تحت عنوان "الإعلام وعصر ما بعد المعلومات.. خطوة إلى الأمام"، يومي 28 و29 أكتوبر الجاري، في القاهرة.
وتعقد الفعاليات بحضور ٥٠٠ صحفي وإعلامي، وبالشراكة مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية والدولية، منها هيئة الإذاعة البريطانية BBC، موقع مصراوي، موقع يلاكورة، وقناة Ten.
يناقش المؤتمر تطورات صناعة الإعلام في العالم، وتحديات "عصر ما بعد المعلومات"، والتعرف على أحدث طرق إنتاج المحتوى وعرضه في وسائل الإعلام بأنواعها كافة، كما يستعرض تجارب دولية في مجال الإبداع في الإعلام والاتصال، ونقل الخبرات في هذا الإطار، ويعرض تجارب تنظيم الإعلام في العالم، وكيفية تحقيق التوازن بين حرية الرأي والتعبير، وضبط الأداء المهني لوسائل الإعلام.
كما تقدم- خلال فعاليات المنتدى- مؤسسات إعلام مصرية وعربية، مثل: أونا للصحافة والإعلام، وانفوتايمز، والغد الأردنية، تجاربها الناجحة في مجال إنتاج المحتوى الرقمي، والتعامل مع تطورات صناعة الإعلام، والتغير في نظريات التلقي.
تابع تغطية خاصة لمنتدى إعلام مصر.. أول بأول (اضغط هنا)
فيديو قد يعجبك: