إعلان

بعد 45 عامًا على أكتوبر.. لماذا غابت أحداث النصر عن الآدب والسينما؟

01:47 م السبت 06 أكتوبر 2018

أرشيفية

كتب- محمد عاطف:

حقق المقاتل المصري نصرًا عسكريًا غير مسبوق في معركة الكرامة والتحرير، التي انطلقت يوم السادس من أكتوبر، عام ١٩٧٣، غير من خلاله كل توازنات القوة في المنطقة والعالم بأسره، ورغم مرور ٤٥ عامًا، على الحرب، إلا أن أقلام المبدعين وكاميراتهم ظلت عاجزة عن التعبير عن هذه الملحمة، بشكل يليق بها، ولم تؤرخ لها بالشكل المطلوب، وهو ما يرجعه عدد من المثقفين إلا أن أحداث أكتوبر تفوق طاقة التعبير، أو لضعف الإمكانيات، وغياب الدولة عن المشاركة في الإنتاج.

تقول الكاتبة سكينة فؤاد: "للأسف لم تسجل السينما والأدب النصر بما يليق به، لأنه يفوق طاقة التعبير، كما أن الأعمال التي تناولت الحدث كانت كلها حديثة، حتى أننا ما زلنا نكتشف كل يوم أبعادا جديدة، لهذا النصر العظيم.

وتضيف أن هناك سببا آخر وقع ضمن تبعات الحرب أدى إلى تحول كبير على المستوى الاجتماعي، أهدر قيم النصر نفسها: "بدلا من تعظيم قيم النصر بعد الحرب وتسجيل وتوثيق هذه البطولات، دخلت مصر في مرحلة الانفتاح وأصبحت الأوضاع كلها سداح مداح، وتسببت هذه التحولات في التقليل من حجم المعجزة المصرية.

وتابعت لمصراوي: "الأمل الآن في أن نتدارك ما فاتنا ونصنع شرائط تسجيلية لما هو متاح بين أيدينا، قبل أن تضيع البقية الباقية من الأبطال، الذين صنعو هذه المعجزة، حتى تظل حية في ذاكرة الأجيال المقبلة، بدلا من الأعمال الفنية التي نراها الآن، وليس لها هدف إلا تسطيح العقل وطمس الهوية.

وطالبت "سكينة" بألا يقتصر الاحتفال بالنصر على شهر أكتوبر فقط، وأن تمتد على مدار العام، خاصة أن النصر قهر العدو، وهو الجيش الذي لا يقهر كما أطلق على نفسه، ولذا فهم لا يكفون عن دراسة ما حدث لهم حتى اليوم ليبقى حاضرًا، وهو أمر نحن أولى به لأننا أصحاب النصر.

أما الروائي والناقد أحمد الخميسي، فيقول في تصريحات خاصة: "قدمت السينما عددا من الأفلام التي وثقت لحرب أكتوبر وجعلته حاضرا على الشاشة الفضية، بينما جاءت الأعمال الروائية التي تناولت أكتوبر قليلة، واقتصرت على عدد ممن شاركوا في الحرب على رأسهم سيد نجم، ومحمود عرفات ومحمد ناجي، وغيرهم.

وأضاف "الخميسي": "يعود عدم اهتمام الأدب بالحرب لسببين، الأول وهو عدم اهتمام الدولة والجهات المسئولة عما كتب عن الحرب، ولا جمعه وتوثيقه، وذلك لعدم درايتهم غالبا بما تمت كتابته في هذا الصدد، مطالبا بتشكيل لجنة تضم عددا من الجهات وبعض المثقفين لجمع كل ما تمت كتابته حول الحرب، وتوثيقه بشكل علمي".

وتابع: "أما عن السبب الثاني لعدم توثيق النصر بالشكل الكافي يتمثل في أن الدولة تعتبرها حربا رسمية بين الجيش المصري، والجيش الإسرائيلي، ومن هنا فلم يكن هناك دور يذكر في الروايات الرسمية للجبهة الشعبية، أو للمجندين الصغار وصفوف الضباط، ولذلك رأينا عددا من اللواءات من أبطال حرب أكتوبر يتصدرون المشهد، وهذا حقهم وهم أبطال كبار بالفعل، وسيكتب التاريخ اسمهم بأحرف من نور، إلا أن ذلك لا يعطي الكتاب مادة يستطيعوا أن ينسجوا منها صورة كاملة واضحة عن الحرب.

وقال: "لا أنسى مشهدا كتبه الروائي محمد ناجي، في إحدى رواياته - وكان مجندا وقتها- لسيدة تسكن بقرية قريبة من المعركة ظلت واقفة على جسر يؤدي إلى قريتها تتلقف الجرحى الذين أصيبوا بالمعركة، لتداويهم، وتقطع جزءا من ثوبها الذي تلبسه لتضمد به الجروح، إلى أن أصبحت شبه عارية".

وأكمل "الخميسي": "حرب أكتوبر تختلف عن العدوان الثلاثي الذي اشترك فيه أبطال السويس وبورسعيد لدحر المعتدين، ولذا أبدع عدد كبير جدا من الكتاب والشعراء في وصف ما حدث ومنهم يوسف إدريس، ونعمان عاشور وعدد كبير من الأدباء، ولذا يجب على الدولة أن تبذل جهدًا مختلفا لتخلده على المستوى الفني، كما خلدته على المستوى العسكري".

من جانبه أكد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، أن نصر أكتوبر من الحروب الكبيرة التي تغير شكل الأمم والدول، باعتبارها نقطة فاصلة في تاريخها ترتب عليها دحر العدوان، واسترداد جزء عزيز من تاريخ الوطن.

وأضاف عصفور، في تصريحات خاصة، مثل هذه الأحداث يكون من الصعوبة بمكان التعبير عنها، فور وقوعها أو بعد مرور عدة عقود علينا، لأنها لا تنسى من الأساس، وعلينا فقط أن نضع المعلومات الكاملة حول الحرب أمام الأجيال الجديدة، وسيكون التعبير عنها بطريقة تذهل العالم كما أذهلهم النصر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان