سعيد شحاتة: الجوائز فخ يجب على المبدع تفاديه.. وجائزة نجم تكريم من طراز فريد (حوار)
كتب - محمد عاطف:
نجح الشاعر سعيد شحاتة في أن يفسح لنفسه مكانًا وسط كبار شعراء العامية، بعدما صار صوتًا شعريًا لا يبارى في تفرده وجدته وتميزه.
أصدر شحاتة العديد من الدواوين الشعرية، كان آخرها "للطيبين أمثال"، كما فاز بالكثير من الجوائز كان آخرها جائزة أحمد فؤاد نجم، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، حول تأثير هذه الجائزة والجوائز التي نالها بشكل عام على مسيرته الشعرية، كان هذا الحوار:
- هل أثر حصولك على جائزة أحمد فؤاد نجم في مسيرتك الشعرية؟
الجوائز في حياة أي مبدع قيمة لا يمكن إغفالها، محطّة تؤكد لصاحبها أنه يسير على الدرب الصحيح، نقطة انطلاق لمن يتعامل معها باعتبارها مرحلة تنتهي بانتهاء الاحتفال بها، درع يوضع أمام عين المبدع ليذكره أنه وصل إلى مستوى معين وعليه أن يتخطاه في أقرب وقت حتى لا يتوقف عنده، سطر من نور في سيرة أي كاتب يسعى إلى ما هو جيد قدر المستطاع.
- من أين استمدت جائزة أحمد فؤاد نجم هذا الزخم؟
جائزة نجم هي جائزة من طراز خاص لأنها لا تحمل اسم شاعر فحسب وإنما تحمل اسم مناضل من طراز فريد، لذا فهي غالية على نفس أي شاعر عامية يحصل عليها تأثيرها أنها تمنح الحاصل عليها دفعة معنوية كبيرة، وتمنحه ثقة لمواصلة مشروعه الشعري وهو على يقين تام بأنه يسير على الطريق المستقيمة، لذا على كل من يباهي بها لأنها جائزة تستمد قيمتها من اسم أحمد فؤاد نجم.
هي جائزة تحمل اسم زعيم وطني مقاتل ضل طريقه إلى الشعر، تاريخ من الكفاح والنضال والمعاناة والحرمان، مبدأ دفع صاحبه لأجله كل غال، جائزة تحمل اسم زاهد جاءته الدنيا أكثر من مرة فتركها ليعيشها كما يريد، تركها حتى لا تملي عليه شرطًا واحدًا من شروطها، حتى يملي هو عليها شروطه، جائزة نجم أسعدتني جدًّا لأنها تحمل اسم الكبير دائمًا أحمد فؤاد نجم "الفاجومي".
- كيف ترى تأثير الجوائز على المثقف؟
المثقف أو الكاتب تحديدًا يمكن أن يقع في عدة فخاخ تفرضها بعض الجوائز، منها فخ قد يودي به اسمه (حصلت على جائزة كبيرة) وقتها يتوقف هذا الكاتب عند هذا الحدّ، لأنه يرى أن هذا قمة إعجازه الأدبي، وهذا خطأ فادح وكارثة على أي كاتب حقيقي أن يتفاداها ليقدم ما يتخطى به حاجز هذه الجائزة، كما يمكن للكاتب أيضًا أن يقع في فخّ (لماذا لم أحصل على جوائز) وهذا أيضًا سؤال كارثي يجب على الكاتب ألا يضعه نصب عينيه مهما كانت قيمة مشروعه الإبداعي، لأنه بمنتهى البساطة من الأسئلة التي لا محل لها من الإعراب في ظل وجود التربيطات والمصالح التي تحكم العديد من الجوائز وتتحكم في مسارها، وهذه رائحتها لا تخفى على أصحاب حاسة الشمّ، كما أن هناك الكاتب الذي يسعى للجائزة مهما كانت التضحيات، وهذا يثير الاشمئزاز والتعجب لأنه الذي يسعى لنيل مالا يستحق ثم يتحدث عن النزاهة والشرف والعجيب أنه يجد من يهزّ له رأسه... هناك أيضًا فخّ لجنة التحكيم التي تبيع نزاهتها وكرامتها وإنسانيتها من أجل مصلحة من وراء الكاتب الذي نذرت له الجائزة من قبلهم قبل أن يتقدم لها، هذه الأمور لا تقل على الإطلاق في رداءتها عمّن يضع فمه في بطن جيفة ويتظاهر بأنها ذات طعم مقبول رغم أنه على يقين تام بأنها جيفة.
- هل الجوائز مهمة في حياة الشاعر؟
دفعة للكاتب إذا حصل عليها، وهدف له إذا لم يحصل عليها، في كل الحالات هي مهمة لم يضعها نصب عينيه، أما بالنسبة لمن يزهدها فمشروعه الأدبي هو جائزته الأهم على الإطلاق.
- جاء ديوانك الأخير للطيبين أمثال بمثابة رثاء لعمتك.. هل ترى أن شعر الرثاء يعاني من أزمة في العصر الحالي؟
بالتأكيد، الرثاء لون أدبي مهم يمكن للشاعر أن يسرده ك سيرة من السير أو الملاحم، يتناول من خلاله حياة الشخص، ويركز على محاسنه، مع الالتزام بالنفس الشعري ومراعاة قواعده، فالحالة تستدعي الصدق لتصل إلى المتلقي دون ادّعاءات أو مزايدات، أو مبالغات قد تضر ببناء العمل، العمة في هذا الديوان هي عمود الخيمة –كما يقال- والديوان جاء معظمه وكأنها هي من تتحدث عن حياتها وبناتها وزوجها وأبويها، لذا كانت الكتلة السردية فيه مليئة بالمطبات الصعبة أثناء كتابتها...
- كيف ترى واقع شعر العامية بعد رحيل الكبار الأبنودي وحجاب ونجم؟
بالتأكيد حينما يرحل الآباء يتركون فراغًا ليس بالهيّن، ولكن هذا لا يعني أنّ السلسال قد توقف، أو أن الساحة أصبحت خاوية وفارغة كما يتردد، الساحة متخمة بالأسماء الشبابية الجادة التي تمتلك مشروعات شعرية حقيقية ضخمة والتي تعتبر إضافة لمشروعات الآباء، شعر العامية سلسال طويل لا يتأثر بالغياب بقدر ما يتأثر بالحضور، لذا فالغائبون حاضرون بإبداعاتهم والحاضرون يمكنهم إثبات وجودهم بما يقدمونه وما يبذلونه من جهد وعرق وتضحيات من أجل إيمانهم بما يكتبون.
- كيف تقيم أداء هيئة قصور الثقافة التي تعمل بها؟
أصبحت لا تقل في أهميتها عن المحليّات ولا تزيد
- مع التطور التكنولوجي الكبير.. هل ترى أن الهيئة يمكن أن يكون لها دور بواكب هذا التطور أم أنها تراجعت ولم تستطع ملاحقة التطور؟
يمكنها إذا حاول القائمون عليها مسايرة ومواكبة هذا الواقع المتجاوز
فيديو قد يعجبك: