منتدى شباب العالم يؤكد أهمية القوة الناعمة في مواجهة التطرّف الفكري
شرم الشيخ- أ ش أ:
قالت الوزيرة شامة المزروعي وزيرة الدولة لشئون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن بلادها تتمتع بتجربة رائعة في تمكين المرأة والشباب وإعدادهم للمستقبل عن طريق التعليم والتدريب وإتاحة فرص التوظيف والمشاركة الاجتماعية لهم.
وأشارت الوزيرة الإماراتية في جلسة دور القوة الناعمة في مواجهة التطرّف الفكري والإرهاب التي عقدت ظهر اليوم الأحد في إطار فعاليات منتدى شباب العالم الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، إلى أن أكثر من 60% من وزراء الإمارات من النساء، وأوضحت أن للمرأة في الإمارات وجود واضح ليس في مجال الوظائف الحكومية فقط، وإنما في جميع مجالات العمل ومن بينها قيادة الطائرات والأنشطة التجارية ، مشيرة إلى أن إحدى الوزيرات يبلغ عمرها 30 عاما.
وأوضحت أن القوة الناعمة لها وجود متعدد مثل إيفاد الشباب العربي في بعثات خارجية لتعلم المعارف الحديثة، أو حصولهم على فرص عمل في الخارج وتصقل مواهبهم، وقال إن دولة الإمارات لها مبادرة في دعم المرأة والشباب وترجمتها إلى إجراءات عملية على أرض الواقع، مع تفهم التحديات التي تواجههم ليس فقط في مقاعد الدراسة وإنما أيضا في سوق العمل.
واضافت الوزيرة شامة أن أهم شيء في دولة الإمارات هي تكوين شباب قادر على العطاء لوطنه عن طريق مبادرات متعددة تنفذها الحكومة وترعاها.
وأكدت إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أن القوة الداعمة هي حرب إبداعية، وهي أهم عناصر القوة الشاملة للدولة، وتسهم في تنوير وتفعيل الشباب، كما أكدت أن مصر كانت دائما قوية بقوتها الناعمة، وهي مرت بأوقات صعبة في تاريخها الحديث وكان الفن والابداع خلالها قويا لدعم المجتمع، وقالت ان الشباب لم يعد بحاجة إلى الكلام والعبارات الأنشائية، ولكن يتم تقديم الفعل عن طريق ندوات وورش عمل وأعمال فنية تخاطب وجدانهم وعقولهم.
وأوضحت وزيرة الثقافة أنه طوال تاريخ مصر كان الفكر مهما في تشكيل القوة الناعمة لها، ووزارة الثقافة شهدت تغييرا واضحا في أسلوب التفعيل والتفاعل مع الشباب ، من خلال تقديم الأعمال الفنية مثل المسرح وغيره، ونحن اليوم نتوسع بشكل كبير في جميع محافظات مصر ، وذلك من خلال دمج الشباب في الأعمال الفنية، فالفن والثقافة هي أسرع وسيلة للوصول والتواصل، ومن الصعب ان يصدر عمل ارهابي عن شاب متذوق للفنون والابداع، نحن الآن نحاول تفعيل الشباب في محافظات مصر من خلال ورش وندوات وأعمال فنية، مشيرة إلى وجود جزء فكري يجب أن تتم مواجهته لدى الإرهابيين.
وحول دور وزارة الثقافة قالت انها تسعى لتعظيم دورها وأنشطتها والانتشار في جميع أنحاء مصر ، والأهم وضع سياسة جديدة يتم خلالها دمج شرائح المجتمع المصري، مع محاولة الوصول الى جميع أنحاء مصر مثل مشروع بلدك حلمك الذي يسعى الى دمج الشباب في ورش عمل فنية ليصبح لها بعد ذلك أعمالا فنية خاصة بهم، مع التوسع في مراكز الإبداع، والتركيز على شباب المستقبل وهم الأطفال، ونسعى ان يكون هذا بشكل مستدام، مع الوصول الى المحافظات الحدودية لتحقيق ما يتم في القاهرة والإسكندرية.
وقال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني لابد من الإشارة ألى أن القوة الصلبة دورها حاضر بقوة ، خاصة وإننا نرى أن هناك محاولات في نقل معارك الاٍرهاب الى مربعات أخرى، فالأمر أكثر تعقيدا من مجرد كونه انحرافا فكريا، بل ان ما يحدث هو محاولات للتغطية على محاولات من القوة الشرسة لهدم الدول، ولكن سنكون أكثر سذاجة إذا صدقنا ان العمليات الإرهابية تنفذ من جانب جماعات صغيرة تسعى لهدم مفاصل الدولة، بدون ان تكون مزودة بالمال والتسليح، ويجب أن يكون لدينا قوة الردع الكاملة لمواجهة التنظيمات الإرهابية، ومع كل تقديري الكامل لتأثير القوة الناعمة فإننا يحب أن ندعم القوة الصلبة حيث اننا نخوض حربا من جانب تنظيمات ارهابية أصبحت أكثر قوة وإعرب عن إعجابه بما قالته الوزيرة إيناس بالحرب الإبداعية، ودعا وزارة الثقافة لأن تحتل مواقع وعقول بدلا من أن يحتلها آخرون.
وتحدث العميد عكاشة عن دور مراكز الدراسات الاستراتيجية وقال إن هناك استهدافا حقيقيا للجيوش من جانب جهات معينة ، ولا يجب الاستهانة بأنه يجب دعم الحيوش الوطنية وأجهزة استخباراتها لتحقيق الاستقرار وبعد ذلك تنطلق القوة الناعمة للدولة.
وأوضح أن مراكز الدراسات الاستراتيجية تعد جزءا من القوة الناعمة للدول، وان هناك أشكالا جديدة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، ومن بين صلب القوة الناعمة ليس الفن وحده وإنما ضمان عدم انسداد قنوات الطموح لدى الشباب وتوفر العدالة المجتمعية والعدالة السياسية على المستوى الدولي بمعنى التوصل إلى حلول سياسية عادلة لأزمة الشرق الأوسط.
وتحدث المشاركون في مداولات الجلسة ومن بينهم طارق عثمان المستشار السياسي للبنك الدولي وريتشارد أبو من المركز الأفريقي لدراسات الاٍرهاب، الشبكة العالمية، ومصطفى خالد علي السكرتير العام للشبكة العالمية للديانات من أجل الأطفال بنيروبي، عن أهمية القوة الناعمة في مواجهة الأفكار المتطرفة والارهابية، وأن أفضل وسائل القوة الناعمة هي عدم فرض فكرك بالقوة ولكن عرض الثقافة بحيث تكون من التأثير بحيث تجعل الآخرين ينبهرون بها ويحاولون تقليدها، مع إجراء حوارات مع الشباب لاستيعابهم حتى لا تحاول الجماعات الإرهابية تجنيدهم في صفوفها، حيث لدينا اليوم الكثير من المنظمات الإرهابية التي ظهرت إلى الوجود، وعلينا محاربة التطرّف والارهاب عن طريق توعية الشباب بل حتى الأطفال، مع الحذر من منصات التواصل الاجتماعي التي باتت الجماعات الإرهابية تستخدمها للترويج لأفكارها ونشرها على نطاق واسع.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: