أستاذ آثار يكشف عن دور المسكوكات الإسلامية في الجوانب التاريخية
كتب- يوسف عفيفي:
قال الدكتور محمد عبداللطيف، مساعد وزير الآثار، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة، إن للمسكوكات "العملات" دورا كبيرا في دراسة التاريخ والآثار لما تمثل من وثائق لا يمكن الطعن بها، فهي بحق مرآة العصر الذي ضربت فيه، وبذلك فهي تبرز لنا أوجه الحضارة الإنسانية كافة وما تزال تمدنا حتى الآن بمعلومات غاية فى الأهمية وتكشف لنا جوانب حضارية كانت خافية علينا جميعا.
وكشف عبداللطيف، خلال المحاضرة التي ألقاها اليوم في المؤتمر الدولي الذي نظمه المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة عن تاريخ فكرة استخدام النقود، أنه كان لبلاد الرافدين السبق في اتخاذ المعدن وسيطًا للمبادلة، ويتفق علماء النميات "المسكوكات" والتاريخ على أن مملكة ليديا القديمة (بالقرب من أزمير في تركيا حاليا) شهدت صناعة المسكوكات وانتشارها في بلدان العالم أجمع.
وتابع: "تطورت صناعة المسكوكات بتطور الفن اليوناني وتشير المصادر التاريخية إلى أن العرب عرفوا المسكوكات وقلدوا الطراز الإغريقي في المسكوكات، وضربت بعض الممالك العربية كسبأ ومعين وحمير النقود".
وأضاف: "اشتغال قريش بالتجارة ساعد على انتشار العملة في بلاد الحجاز، واستمر تداول النقود البيزنطية والساسانية في عهد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بالإضافة إلى بعض النقود المحلية الأخرى، وقد وردت أسماء بعض النقود المتداولة في القرآن الكريم كالدينار والدرهم".
وقال: "دراسة المسكوكات الإسلامية على جانب كبير من الأهمية في الدراسات الأثرية والتاريخية، وتعد وثائق رسمية لا يسهل الطعن في قيمتها أو التشكك في أصالتها ومن ثم يمكن الاعتماد عليها في تصحيح الكثير من الأخطاء التاريخية من جهة وإضافة حقائق تاريخية جديدة مستمدة منها ولم ترد في المصادر التاريخية من جهة أخرى، وعلى حد قول عالم النميات الأمريكي جورج مايلز في مقدمة كتابه عن تاريخ النقود" لا يوجد حقل في التاريخ خدمته مسكوكاته بالقدر الذي خدمت به المسكوكات الإسلامية التاريخ الإسلامي".
فيديو قد يعجبك: