جلال الرشيدي.. حكاية متحدث مزيف في السياسة الخارجية المصرية
كتبت- مها صلاح الدين:
في الوقت الذي يتكرر فيه ظهور "جلال الرشيدي"، بزعم أنه مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، على مختلف الفضائيات منذ سنوات، تتبرأ وزارة الخارجية المصرية من تصريحاته الصحفية والتليفزيونية في مختلف القضايا الدولية، التي وضعتها في موقف محرج.
وأصدرت وزارة الخارجية أمس، بياناً جاء في نصه: "تعقيباً على ما تداولته بعض وسائل الإعلام مؤخراً من تصريحات منسوبة للمدعو جلال الرشيدي باعتباره مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة سابقاً، وما تضمنته تلك التصريحات من مواقف وموضوعات مرتبطة بالسياسة الخارجية المصرية، ويدخل بعضها في صميم عمل وزارة الخارجية، تهيب وزارة الخارجية بوسائل الإعلام المختلفة عدم نقل أية تصريحات عن المذكور نظراً لأنه لم يسبق له العمل بوزارة الخارجية، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالسلك الدبلوماسي المصري".
وأضاف البيان: "وتشدد وزارة الخارجية على أهمية قيام كافة وسائل الإعلام بالتحقق من شخصية ضيوفها وخلفيتهم الوظيفية على ضوء حساسية المواقف والموضوعات التي يتناولونها إعلامياً".
يُعرف جلال الرشيدي نفسه، بأنه "المندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة سابقا"، وأنه كان يعمل مستشاراً بجامعة الدول العربية، ومديراً لمكتبها في الهند، ومن ثم انتقل للعمل داخل هيئة الاستعلامات المصرية.
على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد، أطلق جلال عدداً من التصريحات التي أثارت حالة من الجدل، ما دفع الخارجية المصرية لإصدار ذلك البيان. تصريحات "المتحدث الكاذب" شملت أموراً كثيرة مثل أن الدولة المصرية تعد خطة تصعيدية بديلة، حال تفاقم أزمة سد النهضة، بعد الإعلان عن مهلة حددها رؤساء الدول الثلاث: مصر، والسودان، وإثيوبيا، لإنهاء تعثر المفاوضات.
لم تتوقف تصريحات الرشيدي عند هذه الأزمة، بينما أصبح يصدر تحليلات توضح موقف مصر من قضايا شائكة، مثل امتناع مصر عن التصويت على حظر التجارب النووية. كما حلل أموراً خارجية مثل "سر عدم مصافحة ترامب للأمير القطري في قمة الأمم المتحدة عام 2017"، ناهيك عن تصريحاته الهجومية ضد قطر في انتخابات اليونسكو، في أكتوبر الماضي، قائلاً: "العالم لن يقبل أن تترأس دويلة الإرهاب منظمة اليونسكو".
وفي التسلسل الزمني التالي، يستعرض "مصراوي"، أبرز تصريحات الرشيدي على مدار الثلاث سنوات الماضية، على القنوات الفضائية.
حاولنا التواصل هاتفياً مع الرشيدي لمعرفة رده على البيان الصادر من وزارة الخارجية، وتوضيح علاقته بالسلك الدبلوماسي، إلا أننا لم نتلق رداً، ولم نكتفِ بذلك، فقد أرسلنا إليه رسالة نصية عبر الهاتف لتوضيح الهدف من الاتصال، ومن بعدها أصبح يقابل محاولاتنا للاتصال به بالرفض.
فيديو قد يعجبك: