الأمطار كشفت الحكومة.. خبراء: سرعة التنفيذ جاءت على حساب الجودة
كتب- محمد عبدالناصر:
"مدينة غنية أو فقيرة مش هتفرق.. شويه مطر كشفونا".. بهذه الكلمات وصف المتضررون من الأمطار، الوضع، بعد أن أغرقت المياه معظم الشوارع، وكانت مدينة القاهرة الجديدة أكبر شاهدٍ على تلك الأزمة التي فاقت التوقعات.
القاهرة الجديدة ليست المدينة الوحيدة، فمعظم أحياء القاهرة الكبرى ومدينة الشروق ومدينة بدر أيضًا غرقت شوارعها بسبب مياه الأمطار التي عجزت شبكات الصرف عن تحملها، وهذه الأزمات ليست الأولى من نوعها، فمع كل فصل شتاء اعتاد المصريون على مثل هذه الأزمات بسبب غياب القدرة على التعامل مع الأمطار.
وكشفت الأمطار الأخيرة، عن أن البنية التحتية في مصر تعاني انهياراً كبيراً، فما حدث أمس من غرق شوارع يذكرنا بما حدث منذ 3 سنوات في محافظة الإسكندرية، فالأمطار أغرقت أحياء المحافظة بالكامل، وسط انهيار للبنية التحتة وشبكات الصرف، ما أدى إلى استقالة محافظ الإسكندرية وقتها هاني المسيري.
غرق الإسكندرية كان مجرد إنذار لباقي المحافظات والمدن لمواجهة مشاكل البنية التحتية ووضع الخطط للتصدي لأمطار الشتاء، لكن بالرغم من المليارات التي أنفقتها الدولة على البنية التحتية إلا أن الوضع لم يتغير، ومع كل شتاء نجد تعطل شبكات الصرف الصحي في معظم المدن والقرى.
ووفقًا لتصريحات اللواء أبوبكر الجندي، وزير التنمية المحلية، فحجم الإنفاق على مشروعات تحسين البنية التحتية خلال السنوات الأربع الماضية من 2014 حتى 2018، على الصرف الصحي والمياه وشبكة الطرق وملف الكهرباء والطاقة، تعدى الـ800 مليار جنيه.
ويقول المهندس أحمد البديوي، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، إن مصر تعاني منذ عشرات السنوات أزمة حقيقية في المرافق وشبكات المياه والصرف، وهذه الأزمة ناتجة عن عدم التخطيط الجيد وتقسيم المناطق وفقاً للتوزيع السكاني.
وأضاف البديوي، لمصراوي، أنه حتى الآن مازال المسؤولون يتعاملون مع أزمة مثل التي حدثت في الإسكندرية أو القاهرة الجديدة بالطرق التقليدية، فلا يعقل التعامل مع ملايين الأمتار من المياه بعربات الشفط.
وقال الدكتور أحمد حماد، استشاري التخطيط العمراني والمحاضر في قطاع مشروعات التنمية، إن البنية التحتية والمرافق كانت متهالكة ومليئة بالمشكلات، نظرًا لتوارثها جيلًا بعد جيل وحكومة تلو أخرى.
وأوضح استشاري التخطيط العمراني، لمصراوي، أن هناك بعض الأخطاء في تنفيذ شوارع القاهرة الجديدة ساعد على تفاقم الأزمة، لافتًا إلى أن ضغط هيئة المجتمعات العمرانية في سرعة تنفيذ المشروعات سيؤدي للكثير من المشاكل المستقبلية، فمصر من أكبر الدول في تنمية المدن الجديدة، لكن لو أن هذه التنمية على حساب الجودة فلابد أن نعيد حساباتنا مرة أخرى.
وتابع: "المدن الجديدة لابد أن تكون هي الأقوى في التصدي لمثل هذه الأزمات، لكن ما حدث في القاهرة الجديدة يحتاج إلى مراجعة حقيقية في تصميم وتنفيذ كل المدن الجديدة".
وعن ضرورة احتواء المدن الجديدة لشبكات صرف لمياه الأمطار بخلاف شبكات الصرف الصحي، قال "حماد"، من الصعب تنفيذ ذلك بجانب أنه مكلف للغاية دون الحاجة المستمرة لهذه الشبكات، فتنفيذ شبكة لصرف مياه الأمطار يتكلف ما يقرب من 7 مليارات جنيه لكل مدينة، لكن لابد من وضع خطة لإعادة تأهيل البنية التحتية، بالإضافة لنظام الصرف الصحي، وشبكات المياه والغاز.
فيديو قد يعجبك: