"الحياة طبيعية".. الإعلام الأجنبي يرصد أفراح أهالي سيناء بالانتصار على الإرهاب
كتب- مصطفى علي:
قدمت وسائل الإعلام العربية والدولية، صورة متكاملة عن الأوضاع في شمال سيناء عقب الجولة التي اصطحبت فيها الهيئة العامة للاستعلامات مجموعة من مراسلي كبريات الصحف ووسائل الإعلام بمدينتي العريش وبئر العبد.
وطبقًا لما رصدته هيئة الاستعلامات لبعض ما نشرته وسائل الإعلام العالمية، تنوعت تعليقات وسائل الإعلام ومشاهدات مراسليها، وحواراتهم مع سكان شمال سيناء والمسئولين فيها.
وحسب بيان لهيئة الاستعلامات، الاثنين، ركزت بعض هذه الوسائل على مستوى الاستقرار الأمني الذي لمسه الصحفيون خلال الجولة، بينما تحدثت صحف ومواقع عن "الانتصار العسكري الذي حققه الجيش" وحاولت البحث في أسبابه، بينما كان الجانب الإنساني هو الغالب في العديد من التقارير الإعلامية من خلال رصد حياة السكان والحديث إليهم ونقل مشاعرهم التي فاضت بالامتنان للقوات المسلحة، والابتهاج بالتخلص من كابوس الإرهاب، والتفاؤل بالمستقبل.
ومن بين عشرات التقارير والمشاهدات والحوارات التي أجراها المراسلون بحرية تامة مع المواطنين من مختلف الأعمار والفئات، لم يحدث رصد لأي إشارة رصدها المراسلون، أو تلميح من السكان بشأن أي افتئات على حقوق أحد، أو أملاكه، أو انتقاص من شأنه، لم يتحدث أحد عن أي من ادعاءات "أبواق الكذب" عن أوضاع سكان سيناء وحقوقهم الإنسانية أو المادية أو المعنوية، أو عن ادعاءات الهدم العشوائي للمنازل أو التعرض لسوء معاملة أو اعتقالات عشوائية أو غير ذلك وهي أمور دقق فيها وبحث عنها بالتأكيد العديد من هؤلاء المراسلين الأجانب بحكم طبيعتهم المهنية.
وتابع البيان: "حركة المراسلين كانت بكل حرية دون تحديد مناطق معينة أو مقابلة مواطنين بعينهم أو تدخل أو رقابة من أي جهة لهذه الحوارات".
"ليس مع العين أين"
كانت أول ملاحظة سجلتها أقلام الصحفيين الأجانب هي عن جولتهم نفسها، والحرية التي تمتعوا بها لأداء عملهم بكل حيادية ومهنية، فنشر موقع "إيلاف" الإخباري تقريرًا بدأه بالقول بأن "مؤشرات عودة الحياة الطبيعية في مدينة العريش تجلت في دخول الصحافة الأجنبية إليها، ورصد الصحفيون الذين تجولوا بين أرجائها حركة طبيعية في الأسواق وبين السكان الذين نفضوا غبار الحرب ضد الإرهاب في انطلاقة جديدة".
هذه أول ملاحظات الوفود الصحفية، فالمشاهدة في الواقع خير برهان، وكما يقال: ليس مع العين: أين؟
الفرنسيون: الابتسامة عادت لسكان العريش
تضمن رصد هيئة الاستعلامات، أن وسائل الإعلام الفرنسية والسويسرية من بينها (وكالة الأنباء الفرنسية وموقع سويس انفو، وراديو سويسرا وصحيفة ليبراسيون) ركزت في تناولها لتجول الصحفيين في أماكن عديدة في العريش على الجانب الإنساني الذي رصدته في حياة المواطنين في سيناء، وقالت: "إن تحسنًا واضحًا طرأ على حياة السكان اليوم، وعادت الحياة إلى طبيعتها منذ أكثر منذ شهر من الآن، وارتسمت الابتسامة واسعة على شفتي طالبة بكلية التربية بالعريش، وهي تتحدث في سعادة عن عودة الدراسة إلى جامعة العريش، والتي عادت معها الحياة بكل معانيها إلى أهل المدينة".
ونقلت قناة "فرانس 24" الفرنسية عن محافظ سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور، قوله لمراسلي القناة عند استقباله لهم في العريش: "إن تسهيل حياة السكان وتخفيف الإجراءات الأمنية ترافق مع خطة لتنمية شمال سيناء تنفذها الدولة وتهدف إلى تحسين الخدمات في مجالات الصحة والإسكان والتعليم وتطوير قطاعات الصناعة والحرف اليدوية".
الخضروات والفواكه والأسواق العامرة
ذكرت القناة الفرنسية أيضًا إضافة إلى إذاعة "صوت أمريكا" أن المراسلين تجولوا في المدينة ورصدوا الأسواق العامرة بالسلع والخضروات والفواكه الطازجة، ونقلوا عن بائع شاب في السوق ارتياحه للحركة الدائبة في أسواق العريش، مشيرًا إلى أنه منذ بداية شهر رمضان جميع السلع موجودة بوفرة في المدينة.
الصحف الانجليزية: المواصلات العامة تسير في أمان
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية ركزت على انتظام المواصلات العامة في أنحاء مدينة العريش، الأمر الذي يشير إلى الحياة الطبيعية في المدينة بكل وجوهها، والتقى الصحفيون طالبة خرجت لتوها من أداء الامتحان الجامعي وقالت: إن جميع وسائل المواصلات العامة عادت مع عودة الدراسة، ولم يعد هناك أي وجود لطوابير انتظار السلع والمواد الغذائية.
ونقلت صحيفة "رأي اليوم" اللندنية وصحيفة "العرب" اللندنية عن أحد قادة الجيش المصري في العريش قوله إن الحياة عادت إلى أوضاع شبه طبيعية في العريش بعد التحسن في الوضع الأمني وجرى تخفيف الإجراءات التي اتُخذت بشكل مؤقت عند بداية العملية الشاملة سيناء 2018.
الإعلام العربي علي الهواء
عشرات من وسائل الإعلام العربية نقلت بتوسع وبروح إيجابية أجواء الأوضاع في شمال سيناء، وإذاعت قناة العربية تقريرًا مصورًا من العريش ولقاءات مع المواطنين.
أما قناة "سكاي نيوز عربية"، أذاعت تقريرًا مصورًا لمراسلها محمد صلاح الزهار، عن الأوضاع في سيناء، مؤكدًا على حرص القوات المسلحة المصرية التام خلال العمليات العسكرية ضد الإرهابيين على تلافي أي مواجهات أو ملاحقات للعناصر الإرهابية في نطاق المناطق المأهولة؛ حفاظًا على حياة المدنيين.
ولفت التقرير المصور للقناة إلى عودة الأنشطة الفنية والثقافية والترفيهية في أنحاء مدينة العريش إلى فتح أبوابها واستقبال أبناء المدينة.
في السياق نفسه ركز موقع "24" الإماراتي وكذلك بعض وسائل الإعلام العربية والأوروبية الأخرى على عودة الحياة إلى شواطئ العريش بعد طول انقطاع، بجانب إجراء مقابلات مع بعض الشباب الذين يستمعتون بمياه البحر الصافية.
بينما اهتمت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية وصحيفة "النهار" اللبنانية بالإشارة إلى عودة النشاط الرياضي والتقوا شبابًا في المركز الرياضي وحمام السباحة الأوليمبي.
الإسرائيليون: لهذا انتصر جيش مصر
وسائل الإعلام الإسرائيلية، ورغم رصدها للحياة الطبيعية في شمال سيناء وفي مصر عمومًا، وإشارتها إلى أن 15 ألف سائح إسرائيلي أمضوا عطلة عيد الفصح في منتجعات سيناء والبحر الأحمر، إلا أن معظم المواقع الإخبارية الإسرائيلية ركزت على الجوانب العسكرية، وقال موقع "تايمز أوف اسرائيل" الناطق بعدة لغات "إن خسائر فادحة لحقت بالجماعات الإرهابية في شمال سيناء بعد حملة كاسحة لجيش مصر".
وقال الموقع الإسرائيلي، إن إجراءات الدولة المصرية استطاعت بشكل مفاجئ تحقيق الاستقرار في الوضع الأمني بعد سنوات من الحرب وسفك الدماء التي كانت تتم بشكل أسبوعي تقريبًا.
وحاول خبراء الموقع الإسرائيلي تحليل سبب هذا الاتجاه العسكري للجيش المصري بالقول: "جيش مصر يتمتع بتقنيات متقدمة لجمع المعلومات الاستخبارية إضافة إلى تعاون بعض الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في الشهور الأخيرة كما تحدث التقرير عن التعاون المهم الذي أبداه سكان سيناء في دعم حملة الجيش، واختتمت بالإشارة إلى نجاح مصر في تجفيف مصادر الدعم الخارجي للإرهاب خاصة بعد انهيار قوة داعش في سوريا".
فيديو قد يعجبك: