"مفيدة للإنسان"| كل ما تريد معرفته عن بكتيريا "إي كولاي".. قتلت سائحين
كتب ـ يوسف عفيفي:
قال الدكتور هاني سليمان، طبيب استشاري أمراض القلب والمناعة، بمستشفى أبو الريش، إن الإصابة بالبكتيريا المعوية (E-COLI)، "إي كولاي" لا تأتي عن طريق الغذاء، بل تصل للإنسان عن طريق معد الطعام، وعادة ما تتواجد بسبب عدم النظافة الجيدة، وعدم غسل اليدين جيدًا.
وأوضح سليمان، لـ"مصراوي"، أن تلوث الطعام لا يصيب الإنسان بشيء، كون حامضيات المعدة تقتلها في الحال إن وجدت.
وصدر أول أمس، تقرير مصلحة الطب الشرعي عن وفاة السائحين البريطانيين بأحد فنادق الغردقة، منتصف الشهر الماضي، والذي أرجع الوفاة لمعاناتهما من قيء وإسهال، ودخولهما في حالة من الإعياء، فيما أثبت التحليل المعملي للعينات المأخوذة من جثمان السائح "جون جيمس" إيجابيتها للبكتريا الإشريكية المعوية (E-COLI).
وأضاف سليمان، أن "إي كولاي" ميكروب طبيعي موجود في الأمعاء الغليظة بجسم الإنسان وهو من الميكروبات "المفيدة للإنسان"، ويساعد على هضم الطعام، وتحسين امتصاص فيتامين "ك"، موضحًا أن بكتيريا "إي كولاي" تتحول داخل الإنسان المصاب بالتهاب فيروسي في المعدة أو الجهاز الهضمي لفيروسات هجومية مضرة بالصحة.
وقال إن البكتريا المهاجمة، تصيب الخلايا بأمراض، وتفرز موادًا سامة تؤدي لنزلات معوية حادة، كونها موجود بالفعل في جسم الإنسان، ويصعب التعرف عليها، كما أن مقوماته شديدة للمضادات الحيوية خاصة للأنثى في الجهاز التناسلي، أو مجرى البول نتيجة النظافة الخاطئة.
وأضاف سليمان، أن مشكلة الميكروب، أنه يقاوم المضادات الحيوية بشدة، وعلاجه صعب ويحتاج إلى تناول الدواء والمضاد الحيوي بشكل مناسب ومستمر في فترة لا تقل عن 12 يوما، موضحًا، أن "إي كولاي" جزء من حياة الإنسان ووجوده في "البراز" شيء مهم لصحة الإنسان.
وأكد أن "إي كولاي" ميكروب ضعيف خارج الجسم، فيما يكون قويًا للغاية داخل الجسم، لأنه يقاوم المضادات الحيوية، كون مناعة الجسم تتعرف عليه بسهولة باعتبار أنه من مكونات الجسم ولا ترسل أجسام مضادة له للقضاء عليه.
وتابع: "الإيكولاي الضار" لا يتواجد إلا بإصابة "الإيكولاي المفيد" بأحد الفيروسات في الجهاز الهضمي، وتحوله من ميكروب مفيد إلى ضار، ويبدأ في مهاجة خلايا الجهاز الهضمي، ولو تواجد في مكان آخر غير الجهاز الهضمي يخلق نوعا آخر من الأمراض الشديدة في الجهاز التنفسي وذلك بسبب سوء النظافة، أو عدم غسل اليدين بعد الخروج من الحمام.
وعن طرق الوقاية قال تتمثل في التالي:
1ـ النظافة الشخصية للقائمين على إعداد الطعام.
2ـ اتباع الإجراءات الوقائية الضرورية حال إعداد الطعام في المطاعم أو الفنادق.
3ـ نظافة اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل الأكل وبعده وبعد استخدام المرحاض.
4ـ التخلي عن مواد النظافة التي تضر بالفندق مثل "ديتول" أو غيرها من المنظفات الأخرى.
5ـ تناول مضادات حيوية وحقن لمحاربة المرض لمدة لا تقل عن 3 أسابيع.
6ـ طرق النظافة الجسدية بشكل صحيح خاصة المرأة.
7ـ استخدام المطهرات بشكل صحيح.
8ـ تناول مضادات حيوية مناسبة بعد الرجوع للطبيب ومعرفة العدوى ومدة العلاج.
يذكر أن السائح الإنجليزي "جيمس كوبر" يبلغ من العمر 69 عامًا، توفيَّ منتصف الشهر الماضي، بغرفته الفندقية في أحد فنادق الغردقة، وفي نفس اليوم، نقلت زوجته سوزان كوبر (64 عامًا)، إلى مستشفى الأصيل بحالة إغماء، وتم عمل إنعاش قلبي لها لمدة 30 دقيقة، إلا أنها فارقت الحياة، دون أية شبهة جنائية.
وأثارت وفاة السائحين جدلًا واسعا خلال الأيام الماضية. وقررت شركة توماس كوك البريطانية، إجلاء عملائها البالغ عددهم 301 من الفندق الذي شهد الوفاة، وتخييرهم بين العودة إلى بلادهم أو استكمال رحلتهم.
والتقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، نهاية الشهر الجاري، المدير التنفيذي لمجموعة "توماس كوك"، بيتر فانكهاوزر، وأكد له التزام الحكومة المصرية بإعلان النتائج النهائية للتحقيقات بشفافية.
فيديو قد يعجبك: