"الإفتاء": مواقع التواصل ملاذً آمن للتنظيمات المتطرفة لتوسيع انتشارها
كتب- محمود مصطفى:
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن شبكات الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت ملاذًا آمنًا للتنظيمات المتطرفة؛ لبث أفكارها المتطرفة لتنفيذ مشروعها الأيديولوجي وتوسيع دائرة انتشارها بعد فشلها في تجنيد واستقطاب أعداد جديدة نتيجة انهيارها وسقوط معاقلها في ظل الحصار الدولي المحكم عليها من جانب دول العالم المختلفة.
وأضاف المرصد- في أحدث دراساته حول استراتيجيات وأيديولوجيات الجماعات الإرهابية في تجنيد الشباب عبر الإنترنت- أن شبكات ومواقع ومنصات التواصل الاجتماعي تمثل جامعةً إلكترونية لإعداد وتجنيد الذئاب المنفردة وأداة خصبة لنشر أفكارها المتطرفة، حيث تقوم تلك التيارات بتصنيف مواقع التواصل الاجتماعي وفق استخدامه المناسب، وضربت وحدة التحليل مثلًا بموقع (فيس بوك) ذاكرةً أن التيارات المنحرفة فكريًّا ترى أن (الفيس بوك) يساعد في تجنيد الذئاب المنفردة بسهولة عبر استدراج الشباب وتجنيدهم بطريقة غير مباشرة.
وأوضح المرصد أن موقع (تويتر) تستخدمه الجماعات المتشددة لنشر الأخبار الترويجية لأفكارها ورصد ردود الأفعال الرسمية والعادية من الدول والأفراد في مختلف القضايا التي تشغلها خلال الفترات المستقبلية.
وبالنسبة لموقع (تليجرام) فإن التيارات المتشددة تبدي اهتمامها به لمساهمته في نشر أدبياتها وكتاباتها وأفكارها وكلماتها الصوتية لأمراء الجهاد، ونشر روابط تقاريرها المصورة والمرئية لترويج نجاحها المزيف في ساحات القتال على قنوات مواقع (اليوتيوب) الذي يعد هو الآخر من أوائل المنصات التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية لتمرير خطابها الدعائي، حيث تستغل الجماعات الإرهابية الموقع لتمكين مشاركيها من تحميل الفيديوهات قبل الحذف، حيث إن نظام المراقبة الخاص بالموقع يتم بعد رفع الفيديوهات عليه.
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تستهدف بتلك الممارسات عبر التواصل الاجتماعي بقايا جماعة الإخوان الإرهابية المتشرذمة باستغلال الأفكار التي أسس لها منظرو جماعة الإخوان الإرهابية، كالخلافة والدولة الإسلامية والحاكمية وجاهلية المجتمعات، من أجل إقناع الأفراد بالانضمام إليهم، بهدف تحقيق ما فشلت فيه الجماعات التي أطلقت على أنفسها جماعات "الإسلام السياسي"، وهي الأفكار التي تستثير حماسة البعض وتؤثر على الشباب الصغير الذي تجذبه حماسية شعارات براقة ظاهرها نصرة الإسلام والمسلمين، ولكن في باطنها التدمير والخراب لكل ما هو إنساني، وكافة الأديان منها براء.
ومن ضمن الجمهور المستهدف أيضًا طالبو الثأر وتحقيق العدالة، والباحثون والباحثات عن الاهتمام والإثارة، ومن يشعرون بالعزلة أو النفور من المجتمع، والشباب غير المتدين بالدرجة الأولى، بالرغم ما فيهم من معاص لكنهم أقرب إلى الفطرة فهم بذلك تربة خصبة يسهل اختراقها وتشكيلها وتوجيهها.
وذكر مرصد الإفتاء أن تنظيم (داعش) استحدث طرقًا أكثر تطورًا في التجنيد والتوجيه والإعلام كبديل عن إغلاق قنواته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي كـ (فيس بوك وتويتر وتليجرام)، وذلك باستخدام تطبيقات برامج اللايف شات التي تتميز بخصائص متعددة كالتراسل الفوري والقدرة على الانتشار كالقنوات، وتدعم إرسال الملفات والبث الصوتي والمرئي بصورة أكثر أمانًا، وتستخدم لدعم هذه التطبيقات خاصية تشفير الرسائل والقنوات.
وأضاف أنه خلال الفترة الأخيرة قد ازداد نشاط المؤسسات المناصرة لتنظيم (داعش) بتزويد الذئاب المنفردة التابعة للتنظيم بكمٍّ هائل من الكتيبات والإرشادات التي تشرح كيفية صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات وكيفية صناعة الأسلحة والسموم والأحزمة الناسفة لاستخدامها في العمليات الإرهابية، مما يشكل خطورة كبيرة على أمن واستقرار المنطقة.
وأكد المرصد دأبه على رصد وتفكيك الخطاب الإعلامي المقدم من قِبل هذه التنظيمات الإرهابية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وفهم الشريحة المستهدفة، ثم العمل على صياغة خطاب مناهض يمتلك نفس المقومات ويستهدف نفس الشريحة وبنفس الأدوات؛ لدحض المزاعم وتفنيد الأفكار المتطرفة التي تؤثر سلبًا على فكر شباب الوطن.
فيديو قد يعجبك: