شرف العسكرية.. 3 طلاب في رحلة شاقة للبحث عن حلم العمر
كتب - محمد سامي ومحمد نصار:
فرقتهم الجغرافيا وجمعتهم الكلية الحربية بالقاهرة، من وجهات مختلفة يقف الطلاب المتقدمين لاختبارات الكليات العسكرية جنبًا إلى جنب وأعينهم مركزة على هدف واحد فقط أن يحملوا شرف الانضمام للقوات المسلحة المصرية.
من وجهات مختلفة تجدهم متراصين في انتظام تام، لكن خلف كل وجه ارتسمت عليه ملامح قاسية ونظرات حادة توجد حكاية مختلفة تظل حبيسة أذهان الطلاب، نظرة أمل وحلم يمر بصعاب عدة تختلف باختلاف بطل القصة.
عمرو محيي عبدالمحسن شريف، أحد أبناء محافظة البحيرة، يتواجد للمرة الأولى في الكلية الحربية، طامعًا في أن يحقق حلم طفولته ليصبح طبيبًا عاملًا بالقوات المسلحة المصرية.
بمجموع في الثانوية العامة بلغ 97.9% وزع مكتب تنسيق القبول بالجامعات عمرو على إحدى كليات الصيدلة، لكنه يبحث عن حلم راوده منذ سنوات وجاء إلى الكلية الحربية باحثًا عن تحقيقه.
لم تمنع بعد المسافة الطالب الطموح من الذهاب بشكل شبه يومي من محافظته البعيدة إلى القاهرة، قاطعًا مسافة عشرات الكيلومترات في رحلة مستمرة لمدة 3 ساعات ذهابًا ومثلها في الإياب وربما تزيد قليلًا.
حين يكون الجميع نيام يتأهب عمرو يحي، لبدء رحلته المتعبة مستقويًا بأمل الوصول إلى ما يريده، فتبدأ من الثانية قبل الفجر حتى يتمكن من الوصول إلى مقر الكلية في الساعة الخامسة مع بزوغ نور اليوم الجديد، وبينما رحلة القدوم محددة الموعد لا يجد رحلة العودة للديار بنفس الالتزام فالأمر متوقف على موعد الانتهاء من الاختبارات.
إلى هنا لم تنتهِ رحلة يحي مع الكليات العسكرية والتي بدأت بتاريخ 24 يوليو الماضي بمجرد سحب ملف التقديم: "عندي أمل أدخل وده حلمي وبدعي ربنا كل يوم أخدم بلدي".
من أصول تمتد إلى الجنوب قليلًا لتستقر في محافظة المنيا، لكنه يقيم في القاهرة، أتى محمد عبدالحميد بعد أن أنهى المرحلة الثانوية بمجموع 92.7% شعبة علمي رياضة.
مثل عمرو القادم من البحيرة، كانت هذه المرة الأولى لمحمد بن محافظة المنيا، داخل أسوار الكلية الحربية: "أول مرة أقدم، عايز أخدم بلدي بالطريقة اللي بحبها خاصة إن عايز أدخل كلية فنية عسكرية، التخصص اللي بحبه علشان أخدم بلدي لما أكون في الجيش".
ربما قرب المسافة بالنسبة لمحمد أبعدته عن رحلة عمرو شبه اليومية المُنهكة له، لكن ذلك لا يعني أن رحلته إلى الكلية الحربية كانت سهلة: "رحلة التقديم كانت رحلة طويلة جدًا ومتعبة خاصة فيما يتعلق باستيفاء الأوراق والمستندات التي تلزم لملئ ملف التقديم".
وجد محمد دعمًا من أسرته في هذه الرحلة: "اللي شجعني والدي ووالدتي هما أكتر ناس شجعوني أقدم وحببوني في الموضوع، قدمت الملف يوم 15 أغسطس ولحد دلوقتي قاعدين نؤدي في الاختبارات وربنا يوفقنا، بقالنا ما يزيد عن 35 يوم بنكشف".
مثلت الكلية الفنية العسكرية الرغبة الأولى للطالب ذو الأصول المنياوية تلتها الكلية الحربية، وكان حبه للرياضيات هو العامل الحاسم في هذه الاختيارات.
الأمر نفسه يتكبده محمود عبدالناصر عبدالحميد، رغم كونه من القاهرة ولا يأتي ساعات سفر طويلة من محافظة نائية: "الموضوع متعب كل يوم بصحى بدري وفي أيام بصحى بدري عن الأيام اللي قبلها، يعني تعب بصراحة".
ورغم هذا التعب إلا أن محمود يرى فيه فائدة على صعيد حياته الشخصية: "بس ده أثر فيا بشكل إيجابي لأن جسمي اتعود يستريح ومابقتش أنام متأخر زي الأول علشان بقى في التزام ومواعيد لازم أكون ملتزم بيها، وحاجات تانية في حياتي الشخصية اتغيرت للأحسن".
ومثلت الكلية الفنية العسكرية، الرغبة الأولى لمحمود الحاصل على 98% علمي رياضة، وألحقه مكتب التنسيق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، لكنه آثر الالتحاق بالجيش: "عايز الكلية الفنية العسكرية ودي رغبة مني أدخلها".
فيديو قد يعجبك: