مناقشات مهمة بالجلسة الختامية لمنتدى إعلام مصر حول علاقة السلطة بالإعلام
كتب- عبدالله عويس:
عبر المشاركون في الجلسة الختامية لليوم الثاني لمنتدى إعلام مصر في نسخته الثانية، عن رأيهم في علاقة وسائل الإعلام بالسلطة، وتأثير النظام السياسي على حرية الإعلام وأوضاع المهنة.
جاء ذلك في جلسة "علاقة وسائل الإعلام بالسلطة.. الحد الفاصل بين الصحافة والبروباجندا السياسية" ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى إعلام مصر في نسخته الثانية الذي يعقد في القاهرة على مدار يومين 3، 4 نوفمبر الجاري تحت عنوان "الصحافة الجيدة.. المحتوى والممارسات ونماذج الأعمال".
قال ضياء رشوان، نقيب الصحفيين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن علاقة الإعلام بالسلطة موضوع قديم، فالسلطة في العلوم السياسية معرفة بانها تملك استخدام القوة الشرعية لتطبيق القانون والاعلام شيئ والسلطة شيي اخر، فالاعلام لم يكن يمثل اي سلطة تجاه السلطة التقليدية، لكن المجتمعات تطورت وتطور معها الاعلام وحدثت مبالغات بوصف الاعلام سلطة رابعة في دستور مصر الأسبق، بالمخالفة لكل انواع السلطات.
وتابع رشوان، أن الإعلام في الدول الديمقراطية يرقي الي مستوى السلطة، ضاربا المثل بواقعة عزل الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون، " كانت سلطة الاعلام أعلى من الكونجرس وبالتالي السؤال يبدو طبيعي في مجتماعانا لكن في مجتمعات أخري الاعلام يملك سلطات غير مرئية وغير مقررة في الدساتير لكنها مقررة في تحريك الراي العام" بحسب تعبيره.
وتابع نقيب الصحفيين "في المجتمعات غير الديمقراطية فالواقع يعطي السلطات السياسية القدر الكامل للسلطة ويزاح الاعلام جانبا فيظهر الاعلام البديل للتنفيس كوسائل التواصل الاجتماعي التي حلت محل الاعلام الطبيعي في بلداننا".
وقال رشوان "لا يوجد شيئ اسمه التواصل الاجتماعي في المجتمعات المتقدمة فهي مجرد وسيلة للتواصل فقط" فيما عدا تغريدات المسؤولين الكبار كالرئيس الامريكي دونالد ترامب".
وأوضح أن السلطة هي التي تملك تطبيق القانون ففيما مضى كانت غير ديمقراطية كماهي موجودة في بعض المجتمعات والإعلام في دول لا يمثل السلطة ففي مصر الرائج الإعلام سلطة رابعة رغم عدم نص ذلك في الدستور ولكنه قد يرقي لمقام السلطة.
وأشار إلى أن بعض الدول غير الديمقراطية الإعلام ينحاز جانبا ووسائل التواصل الاجتماعى حل محل الإعلام في الدول غير الديمقراطية ولكن في الدول الديمقراطية وسائل التواصل ليست بإعلام.
وأكد أنه لم يستبعد أي مراسل اجنبي سوى مرة واحدة مشيرا لوجود 1500 مراسل أجنبي، متابعا: "وما يكتب في وسائل الإعلام الأجنبية لا يبدي تعاطف مع الوضع في مصر ولم يمنع صحفي واحد من قبل الهيئة الإعلامية في مصر أما حجب المواقع لسنا المسؤولين عنه".
وأستطرد رشوان قائلا سنظل في نزاع دائم بين الحرية والإعلام ضارة بالمجتمع وفئة مع حرية الإعلام فهناك اتجاهات في المجتمع ضد الحريات وهو مايحدث بعد أي ثورة في كافة المجتمعات ومعركة الحريات مستمرة ولفترة طويلة، ومعركة الحريات في مصر لم تحسم حتى الآن، ولكن علينا أن نتسائل هل المجتمع المصري راغب في حرية أكبر للإعلام؟، وأي واهم يتخيل أن الثورات ستحسم أهدافها بين يوم وليله عليه أن يكمل نومه أولا - على حد تعبيره.
وقال الكاتب الصحفي جمال فهمي، في كلمته بالجلسة، إن حصول الاعلام علي الحرية اللازمة للقيام بدوره مرتبط بالتطور السياسي في المجتمع، معتبرا ان "المجال العام الآن يضيق جدا".
وأضاف فهمي أن هناك أنواع مختلفة من السلطة تؤثر في عمل الاعلام، تشمل السلطة السياسية، والسلطة الدينية التي كانت مندمجة مع السلطة السياسية وتؤثر بشكل كبير أيضا، وبعد ذلك تاتي سلطة راس المال التي اتضح انها احيانا تاثيرها يكون أفدح.
وأشار إلى أن المؤسسات في الدول الديمقراطية تخفف العلاقة ما بين الاعلام والسلطة والصدام بينهما، لكن في بلادنا حيث لا توجد مؤسسات، يكون الامر أصعب .
وقال فهمي، إن الكلام على أن وجود وزير إعلام سيساعد الصحفي في الحصول على حريات "كلام عبث"، ولا يمكننا أن نحصل على حريات إلا بإتاحتها للمواطن العادي أولا.
وأضاف "لابد أن يكون هناك إعلام أولا حتي نبحث علاقته بالسلطة، مشيرا الي انه حتى الاعلام السلطوي لابد من توافر شروط معينة فيه حتي نطلق عليه اعلام، لافتا ان" المجال العام الان يضيق جدا، والضيق وصل ان ما بقاش في اعلام وانما أبواق دعاية ضعيفة جدا".
قال الكاتب عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق لن يحدث إزالة قيود من على الإعلام فكافة المجتمعات هناك توغل لقوة ما على غيرها متابعا الإعلام ليس ناشط ثوري مؤكد لم يعد هناك إنفلات نهائي في الإعلام عما كان من قبل.
وأضاف حسين أن حصة الإعلانات في مصر والمنطقة العربية ضعفت للغاية واتجهت لجهات ثانية متابعا الصحفي المؤهل يستطيع الاستمرار مشيرا لواقعة التضييق على الحريات ولكن لابد من العمل على حل الأزمة مضيفا 60 % من المجتمع غير مستعد للحريات.
وأضاف "حسين" أن هناك تضييق على الحريات وعلى رأسها حرية الرأي، وتابع أن مشكلة الإعلام في مصر مشكلة صناعة بسبب ارتفاع سعر الأوراق وتعويم الجنيه وبالتالي ارتفاع الدولار في مقابل العملة المحلية الأمر الذي أثر بشكل كبير على المؤسسات الصحفية.
وأشار إلى أن هناك عدد كبير من الإعلاميين في مصر غير مدربين بشكل كافي وهو ما وضع الصحافة والإعلام بشكل عام في مأزق، ويؤكد الكاتب الصحفي أنه عندما تم اقتحام نقابة الصحفيين في مايو قبل عامين كان للحادث خلفيات من البعض الذين قاموا بشيطنة الصحفيين ونقابتهم.
وتابع: المهنية وحرية الرأي التي تطبق في أي زمان ومكان تعد وهم كبير، مشيرا إلى أن العالم الغربي يتمتع بقوى متوازنة ولذلك أمورهم في الإعلام مستقرة إلى حد ما.
وأضاف حسين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يؤيد الحريات ولكنه لا يستطيع تقييدها لأن المجتمع الأمريكي لا يقبل بذلك، مشيرا إلى أنه بعد ثورة ٢٥ يناير وحتى ال٣٠ من يونيو عام ٢٠١٣ كانت هناك حريات اعتبرها البعض تخطت حدودها أكثر من اللازم وهو ما أدى إلى حالة من الانفلات الإعلامي
وقال رئيس تحرير الشروق، إن الصحفيين اليوم يكافحون ليحافظوا طوال الوقت على المهنية في تغطياتهم وعملهم.
ويعقد منتدى إعلام مصر في نسخته الثانية تحت عنوان " الصحافة الجيدة..المحتوى والممارسات ونماذج الأعمال"، وينظمه النادي الإعلامي بالمبادرة المصرية الدنماركية للحوار بمشاركة خبراء من مؤسسات إعلامية دولية، وبالشراكة مع مؤسسات إعلامية مصرية وعربية من بينها قناة سكاى نيوز عربية وقناة تن وجريدة الوطن ومؤسسة أونا للصحافة والإعلام "موقع مصراوى"وجريدة الشروق وموقع التحرير الإخبارى وموقع كايرو 24 الإخباري.
وانطلق منتدى مصر للإعلام في نسخته الأولى العام الماضى، ويعنى المنتدى بدعم وتنمية وتطوير صناعة المحتوى في مؤسسات الإعلام في مصروالمنطقة ، وخلق مجال للتشارك وتبادل الخبرات ومناقشة التحديات التي تواجه وسائل الإعلام، وعرض تجارب إعلامية عالمية عن الإبداع في الإعلام والاتصال.
فيديو قد يعجبك: